اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي وقف إطلاق نار مؤقت بين باكستان وأفغانستان.. واستعداد للتفاوض

عربي ودولي

لماذا تعود الولايات المتحدة الى  قاعدة
عربي ودولي

لماذا تعود الولايات المتحدة الى قاعدة "بغرام" في أفغانستان؟

69

توقّفت الكاتبة في موقع "ناشيونال انترست" فاطمة أمان عند إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيّته استعادة قاعدة "بغرام" في أفغانستان، فقالت إن موقع القاعدة الجيوغرافي وحده يفسّر لماذا تحتل أهمية، موضحة أن القاعدة تبعد عن العاصمة الإيرانية طهران نحو 1000 ميل، وعن محافظة Xinjiang الصينية 400 ميل فقط، بينما تبعد أقل من 800 ميل عن ميناء Gwadar الباكستاني الذي يُعدّ نقطة حيوية في مبادرة الصين "حزام واحد طريق واحد". 

بحسب الكاتبة، تستطيع واشنطن من خلال هذه القاعدة مراقبة "طموحات إيران العسكرية" وموطئ قدم الصين الاقتصادي والأمني "المتنامي"، والتصدي لكل ذلك إذا ما دعت الحاجة. من خلال عسبه للعودة إلى "بغرام"، يوجه ترامب رسالة بأن أفغانستان لم تعد بشكل أساس جزءًا من استراتيجية الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب، بل ساحة أساسية في التنافس بين القوى الكبرى.

الكاتبة أشارت إلى أنه وبعد الغزو الأميركي لأفغانستان، في العام 2001، جرى توسيع قاعدة "بغرام" بشكل ملحوظ لتصبح من أكثر القواعد الجوية قدرة خارج الولايات المتحدة. وأردفت: "خلافًا للقواعد الأميركية في منطقة الخليج التي هي في مرمى الصواريخ الإيرانية وعرضة لسياسات الدول المضيفة، فإن "بغرام" يمكن أن توفّر أمنًا واستقلالًا أكبر، فموقعها في قلب آسيا يمنح واشنطن القدرة على المراقبة المباشرة لما يجري في 3 مسارح أساسية، وهي شرق إيران وغرب الصين ومجال نفوذ روسيا في آسيا الوسطى".

وقالت الكاتبة إن العودة الأميركية إلى" بغرام" تمكّن المسيرّات الأميركية من تعقّب قوات حرس الثورة الإيرانية بسهولة، ومراقبة مواقع الصواريخ قرب الحدود الأفغانية (مع إيران)، مضيفة أن "بغرام" تغيّر كذلك في ديناميكيات أي أزمة نووية مستقبلية، اذ إنها ستعطي واشنطن منصّة "آمنة" لجمع المعلومات الاستخباراتية والعمليات الخاصة ووحدات الحرب الإلكترونية.

الكاتبة تابعت مقالتها: "القاعدة تهدّد أيضًا علاقات إيران "الحساسة" مع طالبان، والعودة الأميركية إليها ستجبر طالبان على تحقيق التوازن في التعامل مع واشنطن من جهة، وطهران من جهة أخرى. أما فيما يخصّ الصين، فقالت الكاتبة إن الأخيرة ترى أن لأفغانستان وباكستان أهمية كبرى لمبادرة الحزام والطريق، خاصة عبر الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يربط بين Xinjiang والبحر العربي. ولفتت إلى أن الصين وطالبان أجرتا، في آب/أغسطس الماضي،ـ محادثات من أجل تعميق التعاون في عمليات التعدين وأيضًا بشأن انضمام أفغانستان رسميًا إلى مبادرة الحزام والطريق، وأردفت "موقع ميناء Gwadar (باكستان) له أهمية استراتيجية بالغة، حيث إن الميناء يسمح بالوصول المباشر إلى البحر العربي وإلى ممر يتجاوز نقاط اختناق غير حصينة مثل مضيق ملقا".

وفقًا للكاتبة، عودة تشغيل "بغرام" بشكل كامل تمكّن الولايات المتحدة من أن تراقب هذه الخطط بشكل مباشر، والقوات الأميركية تستطيع من هناك تعقب "العمليات الأمنية الصينية في Xinjiang"، ومتابعة ما يجري على صعيد بناء بنية تحتية جديدة، ومراقبة ميناء Gwadar وشبكات الطرق وسكك الحديد المحيطة.

كذلك بيّنت أن القوات الأميركية يمكن أن تتابع كذلك تعميق العلاقات بين طهران وبكين، وبأن الاتفاق الذي أبرم بين الطرفين في العام 2021 عادة ما يوصف أنه مخطط لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، إلّا أن هناك كثيرًا من الغموض في شروطه، وأوضحت أن "بغرام" ستسمح لواشنطن بمراقبة "التدفقات"، من الصين إلى إيران، وتعطيلها قبل ان تتحول إلى اصطفاف طويل الأمد بين الطرفين، إذا ما دعت الحاجة.

أما في ما يخص موقف روسيا، توقعت الكاتبة أن ترد الأخيرة على مراحل إذا ما عادت واشنطن فعلًا إلى"بغرام"، فقالت إن موسكو قد تسعى إلى تحشيد الصين وروسيا في سياق النشاط الدبلوماسي، وقد تحاول التأثير في باكستان من خلال بكين، منبّهة في الوقت نفسه من أنها لا تستطيع بالضرورة التعويل على الدعم الكامل من إسلام أباد في هذا السياق.  كما رجّحت أن تعتمد روسيا على حلفاء مثل طاجيكستان وأن تحاول التأثر في دول أخرى مثل اوزباكستان من أجل الحد من التحليق الجوي الأميركي. كما أن الهند قد تردّ بحذر، تتابع الكاتبة، فهي تخشى النفوذ الباكستاني والصيني، ولديها خلاف تجاري مع واشنطن بسبب الرسوم الجمركية. 

وبينما رأت الكاتبة أنه من المستبعد تأييد نيودلهي علنًا عودة أميركا إلى "بغرام"، رأت أنها قد تقوم خلف الكواليس بمشاركة المعلومات الاستخباراتية والترحيب بأي خطوة تحد من تمدد بكين. 

الكاتبة خلصت إلى أن خطوة ترامب بشأن العودة إلى "بغرام" مغامرة، ومؤشر على أن الولايات المتحدة تريد أن تبقى لاعبًا في منطقة يوراسيا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة