فلسطين

حذرت كلٌ من بلدية غزة وإدارة سلطة المياه في القطاع من كارثة بيئية جراء تسرب مياه الصرف الصحي واختلاطها بالمياه الجوفية.
وقالت بلدية غزة، صباح اليوم السبت، إن تسرب كميات ضخمة من مياه الصرف الصحي نتيجة توقف المضخات الثماني بشكل كامل أو جزئي بسبب التوغل "الإسرائيلي" خلال الحرب، يهدد مياه الشرب والبحر بكارثة بيئية وصحية غير مسبوقة.
وأشارت البلدية إلى أن شبكات الصرف الصحي تعرضت لتدمير واسع، ما أدى إلى اختلاط مياه الصرف بالمياه الجوفية، محذرة من تداعيات خطيرة على صحة السكان والبيئة.
وأوضحت البلدية أن الوضع الحالي يشكل "كارثة بيئية حقيقية"، داعية الجهات المختصة والدولية إلى التدخل العاجل لإدخال معدات الصيانة ومولدات الكهرباء لإصلاح مرافق المياه المتضررة، محذرة من انتشار الأمراض والأوبئة إذا استمر تسرب مياه الصرف بهذه الطريقة.
سلطة المياه في غزة
وفي السياق نفسه، حذر مسؤول فريق إدارة الأزمات في سلطة المياه بغزة سعدي علي من وقوع كارثة بيئية وإنسانية وشيكة في القطاع، نتيجة تدهور أوضاع البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، ومنع إدخال المعدات وقطع الغيار اللازمة لصيانتها.
وقال علي إن سلطة المياه تواجه عجزًا كبيرًا في تشغيل المولدات التي لا يمكن تشغيلها لأكثر من ست ساعات متواصلة، خشية توقفها التام بسبب نقص الصيانة والوقود، مشيراً إلى أن أحياء عدة في مدينة غزة مهددة بفيضانات مع اقتراب موسم الشتاء إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة لمعالجة مشكلة تصريف المياه.
وأوضح أن ثماني مضخات رئيسية في مدينة غزة توقفت بشكل كلي أو جزئي جراء العدوان "الإسرائيلي" المستمر، مؤكدًا أن طواقم سلطة المياه تبذل جهودًا مضنية لتجاوز الدمار رغم انعدام الإمكانات.
وكان رئيس سلطة المياه الفلسطينية زياد الميمي قد أكد في وقت سابق أن قطاع المياه في غزة تكبّد خسائر تتجاوز 1.5 مليار دولار، بعد تدمير الاحتلال أكثر من 90% من مرافق المياه والصرف الصحي خلال الحرب "الإسرائيلية" على القطاع.
وأشار الميمي إلى أن تكلفة إعادة إعمار قطاع المياه تتجاوز 3 مليارات دولار، مبينًا أن نصيب الفرد من المياه انخفض إلى أقل من 30 لترًا يوميًا، وفي بعض المناطق إلى نصف لتر فقط، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية وانتشار الأمراض.
وبعد عامين من العدوان "الإسرائيلي" يعيش أبناء قطاع غزة اليوم تحديات جمّة، وذلك مع استمرار ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء، مما يجعل الاحتياجات الحياتية الأساسية تحديًا يوميًا في ظل شح الموارد واستمرار الحصار.