اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي هذه هي الأسباب التي دفعت الجولاني للتظلل تحت العباءة الروسية

مقالات

اتفاق غزّة يترنح..هل يستغل الاحتلال جثث أسراه للتملص من التزاماته في الاتفاق؟ 
مقالات

اتفاق غزّة يترنح..هل يستغل الاحتلال جثث أسراه للتملص من التزاماته في الاتفاق؟ 

125

حتّى الآن، يمكن القول إن اتفاق غزّة بين كيان الاحتلال من جهة وبين حركة حماس من جهة ثانية، قد سلك بنسبة كبيرة مرحلته الأولى، وذلك بدفع أميركي جارف، جارًّا معه عدة دول إقليمية بإعطاء كلّ منها دورًا مناسبًا، لقدرتها أو لموقعها بالنسبة لحركة حماس، لتبقى العبرة في تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة المتبقيتان والمحدّدتان عمليًّا بخطوط خارطة الرئيس ترامب: الأصفر لتنفيذ المرحلة الأولى والأحمر للثانية والرمادي للثالثة. 
 
عمليًا، تسلم الاحتلال أسراه الأحياء من غزّة، (عشرون أسيرًا بصحة جيدة)، مقابل إطلاقه سراح عدد غير بسيط من المسجونين الفلسطينيين من سجونه، ومقابل تنفيذه انسحابًا جزئيًا من مناطق كان قد احتلها في القطاع، ليبقى محتلًّا لأكثر من 50 بالمئة من أراضي القطاع، وليتسلم حتّى منتصف ليل الأربعاء - الخميس، عشر جثث من أصل 28 جثة أسير قتلوا في غزّة في ظروف مختلفة، أغلبها بسبب القصف "الإسرائيلي" العنيف على الأحياء والأنفاق، خلال العمليات الهجومية التي نفذتها وحدات العدوّ على القطاع. 

في بيانها الأخير، أشارت حماس إلى أنها لم تعد تحتفظ بأي جثة أسير "إسرائيلي"، وأن الوصول إلى الجثث الباقية، يحتاج إلى معدات خاصة بقدرات أكبر، هي لا تملكها، وأن انتشال الجثث الباقية يحتاج إلى جهود ضخمة، أكبر من إمكانياتها، والأهم في بيانها، كان في إشارتها إلى أن حوالي العشرة آلاف شهيد مفقود من أبنائها، ما زالوا تحت انقاض الدمار الهائل الذي سببته آلة حرب العدو، وهي عاجزة بالكامل عن انتشال أي شهيد منهم. 

بالمقابل، أجمعت أغلب تصريحات مسؤولي العدو، على أن حماس لا تعطي الجهد الكافي لمتابعة انتشال جثث الأسرى "الإسرائيليين" الباقين، الأمر الذي اعتبره الاحتلال خرقًا من قبل حماس، لأحد أهم بنود الاتفاق. 

من هنا، بدأت تتعقد مراحل الاتفاق الباقية، حيث خفضت "إسرائيل" إلى النصف من حجم إدخال المساعدات المقرر في الاتفاق إلى داخل القطاع، مانعة أي دخول ولو بنسبة بسيطة، لمواد البناء وللمحروقات، مع رفع وتيرة استهدافاتها القاتلة، ودون أي تحذير، للفلسطينيين العائدين إلى منازلهم، وذلك في مناطق شرق وشمال مدينة غزّة، وشرق مدينة خان يونس، مدّعية أنّهم تجاوزوا الخطوط التي وضعتها، والتي هي عمليًّا خطوط وهمية وغامضة، يصعب على النازحين العائدين تحديدها بسبب الدمار الذي غيّر معالم أحيائهم وشوارعهم بشكل كامل. 

في الواقع، وفي الوقت الذي كان منتظرًا فيه أن تتأخر عملية تسليم جثث الأسرى "الإسرائيليين"، وأن لا تسلك كما يجب، حيث كان الأمر واضحًا بشكل كبير بالنسبة للطرفين "الإسرائيلي"  والفلسطيني، وحتّى لغيرهما أيضًا وخاصة للأميركيين، وذلك لأن أغلب هؤلاء  الأسرى الأموات، قتلوا في أنفاق أو في مبان دمرتها صواريخ العدو، تجاوز "الإسرائيليون" والأميركيون هذه النقطة وتغاضوا عنها عمدًا، مراهنين على تسلم الأسرى الاحياء أولًا بالتي هي أحسن، وكما يبدو، خططوا لاستغلال التعثر الأكيد في عملية تسليم الجثث، للانقلاب على الاتفاق وإيقاف مراحله الباقية: إكمال الانسحاب من القطاع، وإدخال المساعدات والإمدادات بالحد الأدنى الذي يحتاجه القطاع، وإطلاق عملية إعادة اعمار القطاع الذي تهدم كله تقريبًا بنسبة كبيرة. 

وهكذا، يذهب اليوم "الإسرائيليون" ومن خلفهم الأميركيون، إلى ربط تنفيذ التزاماتهم المذكورة أعلاه والتي هي أساس مطالب حماس من الاتفاق، بجعل تعثّر تسلمهم جثث الأسرى، غطاء وذريعة، من خلالها يتم تحضير آلية مشبوهة، وبهدف الوصول إلى تنفيذ مطلب "إسرائيل" الأساسي، والذي هو إنهاء بنية حماس العسكرية وإفقادها أي دور أو موقع سياسي أيضًا بالكامل، يتم إدخال قوة إقليمية - دولية إلى القطاع، هدفها الظاهر انتشال جثث الأسرى "الإسرائيليين"، وهدفها الفعلي يكون  تدمير الانفاق والوصول إلى أغلب مكامن بنية حماس العسكرية وتفكيكها.

الكلمات المفتاحية
مشاركة