لبنان

تخليدًا للدماء الزاكية ووفاءً للنهج المقاوم، أقام حزب الله احتفالًا تكريميًا لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لارتقاء شهداء بلدة مجدل سلم الجنوبية، بحضور الوزير السابق الدكتور مصطفى بيرم إلى جانب علماء دين وفعاليات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ألقى بيرم كلمة توجه فيها بتحية التقدير والوفاء للشهداء الذين قدموا أغلى التضحيات من أجل منع العدو من تحقيق أهداف حربه التي شنها على لبنان، في سياق أطماعه التي لا تتوقف. إذ هذا العدو إن تركناه وشأنه لا يتركنا وشأننا، وما جرى في سوريا خير دليل على ذلك، إذ إن أحدًا لم يطلق رصاصة على العدو من هناك، ومع ذلك اجتاح أراضيها واحتل مساحة 10 آلاف كيلومتر منها في أربعٍ وعشرين ساعة، ما يعادل مساحة لبنان، فأمام هذا الواقع، هل سيكتفي بسحب سلاحنا؟
كما أشار بيرم إلى أن المقاومة تقدم نموذجًا في المواطنة الحقيقية والسيادة الوطنية، قائلًا: "في الوقت الذي نعمل فيه على صناعة مواطنية حقيقية، نحن نعطي درسًا بالسيادة والمواطنية وببراءة ذمة بالمواطنية، لأننا نجد أن الأرض تُحيي من يسقيها، فكيف بمن يسقيها بمثل هؤلاء الشباب وهؤلاء الشهداء؟ هذه الأرض تكرمهم، وتحفزهم، وتوفي لهم الولاء، وهؤلاء الذين يصنعون الوطن، ونحن أولى الناس بالوطن، بدليل أننا حررنا الأرض، وهدينا النصر للجميع، وقاتلنا التكفيريين، وحمينا الكنيسة كما حمينا المسجد، لأننا حريصون على هذا البلد وعلى تنوعه.
خلال مشاركته أيضًا في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس علي حسين سلطان (ذو الفقار) في بلدة الصوانة الجنوبية، توجه الوزير بيرم بالدعوة إلى الحكومة اللبنانية - انطلاقًا من شرح الواقع المحيط بها والأسباب التي تدفعنا إلى التمسك بوسائط القوة التي نملكها؛ كي تقوم بواجباتها وتستنفد الوسائل الدبلوماسية وتعاين على الأرض، وتجتمع في مكان الغارات التي يشنها العدو لتقول للعالم أننا قمنا بما علينا، وهذا العدو هو الذي يعتدي ويجرم، لا أن تمارس الصمت. إذ من واجب الحكومة أن تقف وتتكلم، وأن يكون للإعلام حس بالأمن القومي، لا أن يتبنى السرديات "الإسرائيلية".
وقال الوزير بيرم: "الناس تلتف على بعضها وقت الأزمات، والمواطنة لا تُبنى إذا كان هناك طعن في الظهر، أكرهني، كن ضدي، لكن لا تكن مع عدوي ضدي، لأن عدوي لا يأبه بي ولا بك، ولكن لأننا نحن الذين نتحمّل الراية، ولن ننزل هذه الراية، ولأنكم أهل الراية، وأهل الحب والوفاء والعشق والعهد والولاء والثبات، نمضي بعزمٍ وإيمانٍ ويقينٍ وتوكلٍ وإخلاص".
وأضاف بيرم: "كنا في مجلس الوزراء، بعد عشرة أيام من الحرب، قُدم إلينا تقرير، طلب رئيس الحكومة أن يتوزع على الوزراء، وزّع، حملت التقرير وأنا أقرأه قلت: والله بيئتنا معجزة، لماذا؟ أنظروا ما في التقرير: لقد أُسقط على لبنان، خلال ثمانٍ وأربعين ساعة في بدء الحرب، من الأطنان وأدوات القتل والسحق والتدمير، ما يعادل ما أسقطته أميركا على أفغانستان مع كل دول حلف الناتو خلال سنة، والسبب إحداث الصدمة والترويع، ومع ذلك لم يخضع هذا الشعب العظيم".
وختم بيرم: "يقف ترامب في الكنيست منذ حوالي أسبوع، يقول لنتنياهو: لقد طلبت منا أسلحة لم نكن نعلم بها، وأنا شخصيًا لم أعلم بها، فأعطيناك إياها، وقد أحسنت استخدامها، وهذا يعني أنه يقول له، أحسنت قتل الأطفال، أحسنت إحراق الأطفال في الخيم، أحسنت تدمير المستشفيات، في قتل الناس وإبادة البشر، وهؤلاء هم المجرمون الذي يحكمون العالم".