إيران
أكّد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني؛ علي لاريجاني، الاثنين 20 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أنّ التقارير التي يقدمها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي بشأن إيران، لم تعد ذات تأثير، مشددًا على أنّ إيران تتابع بجدية مسألة تعزيز قدرات قواتها المسلحة.
كلام لاريجاني جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي العراقي؛ قاسم الأعرجي الذي التقى لاريجاني خلال زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث أكّد أنّ بلاده لن تسمح باستخدام أراضي أو أجواء العراق لتهديد إيران.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: "يسعدنا كثيرًا أن نستضيف الأخ الأعرجي. فالعراق دولة صديقة وشقيقة لنا، والسيد الأعرجي من السبّاقين في هذه العلاقات".
وأضاف لاريجاني: "بحثنا اليوم عددًا من القضايا الأمنية المهمة، وراجعنا المسائل التي طُرحت خلال زيارتي الأخيرة إلى بغداد، إلا أنّ محور المباحثات كان توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين. فإذا أردنا لعلاقاتنا الاقتصادية أن تبقى مستقرة، لا بد من توطيد علاقاتنا الأمنية أيضًا".
وأعرب عن تقديره لموقف العراق خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، قائلًا: "مع الأسف، استغلّ الكيان الصهيوني الأجواء العراقية في تلك الحرب، وقد أعرب إخوتنا في العراق عن أسفهم لذلك".
وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أنّ "دور العراق في قضايا المنطقة بالغ الأهمية"، داعيًا إلى "بذل كل الجهود لمنع أي استغلال أجنبي يمكن أن يضر بإيران أو العراق".
وأشار إلى تدخلات أميركا في شؤون العراق، قائلًا: "هذا مثال واضح، فواشنطن لا تريد للعراق - الذي ناضل لسنوات من أجل استقلاله - أن يكون سيّد قراره. ونحن نرى أن هذا السلوك يعكس طريقة تعامل أميركا مع جميع دول المنطقة".
وفي رده على سؤال بشأن اتفاق القاهرة مع وكالة الطاقة الذرية، أجاب لاريجاني: "كما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي سابقًا، أنه إذا تم تفعيل آلية الزناد، فستعيد إيران النظر في الاتفاق، وهذا ما حدث بالفعل، وأصبح الاتفاق بحكم الملغي. كانوا يريدون تفعيل الآلية، لكنهم فشلوا في ذلك".
وأضاف: "بالطبع، إذا قدّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي مقترحات، فسنقوم بدراستها في أمانة المجلس".
وشدد لاريجاني على أنّ هناك مسألتين بالغتَي الأهمية لمواجهة المخاطر، قائلًا: "علينا أولًا الحفاظ على التماسك الوطني، وهو واجب يقع على عاتقنا جميعًا، بما في ذلك وسائل الإعلام، حتى نتمكن من درء الأخطار، وثانيًا يجب تعزيز قدرات قواتنا المسلحة، ونحن نتابع هذا الأمر بجدية تامة".
وفي ما يخص زيارته الأخيرة إلى روسيا، قال لاريجاني: "التواصل بين طهران وموسكو مستمر دائمًا. فإيران تربطها علاقات إستراتيجية بكل من روسيا والصين، ومؤخرًا وقّع الرئيس مسعود بزشكيان على وثيقة تعزيز العلاقات الإستراتيجية مع روسيا".
وأعرب عن تقديره لموقف روسيا من آلية الزناد، قائلًا: "الأوروبيون، بعدما علموا أن روسيا ستتولى رئاسة مجلس الأمن قريبًا، سارعوا في تفعيل الآلية نكاية بروسيا، رغم أنهم لم يلتزموا بأي من الإجراءات القانونية أو المراحل اللازمة. ومن وجهة نظرنا المشتركة مع روسيا والصين، فإن تطبيق آلية الزناد عمل غير قانوني ولا أساس له".
وتابع لاريجاني: "لقد أساء الأوروبيون استخدام ما يُعرف بآلية العودة التلقائية للعقوبات، في حين أننا خلال السنوات العشر الماضية التزمنا بجميع الشروط. واليوم، روسيا والصين لا تعترفان مطلقًا بإعادة فرض العقوبات على إيران".
مستشار الأمن القومي العراقي: لا يحق لأي جهة استخدام أجواء العراق ضد إيران
بدوره، أكد مستشار الأمن القومي العراقي، في المؤتمر الصحفي، أنّه لا يحق لأي جهة استخدام الأجواء العراقية للاعتداء على إيران، مشيرًا إلى أنّ بغداد قدّمت شكوى رسمية ضد الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي.
وأوضح أنّ زيارته إلى العاصمة الإيرانية تأتي في إطار تطوير وتوسيع العلاقات بين البلدين، مضيفًا: "مستوى العلاقات بين العراق وإيران إستراتيجي ومتميّز، ونؤكد على ضرورة تعزيز هذه العلاقات عبر الحوار والتفاهم المتبادل".
وقال، إنّ قضية الحدود وأمنها كانت من أبرز الملفات التي نوقشت خلال لقائه مع لاريجاني، مشددًا على أن الجانبين "اتفقا على عدم السماح مطلقًا باستخدام أراضي أو أجواء البلدين لتهديد أحدهما الآخر"، لافتًا إلى أن بلاده ستعمل "من أجل استقرار المنطقة ومنع أي توترات أو تصعيد فيها".
وفي معرض رده على سؤال حول الاعتداء الصهيوني الأخير الذي نُفذ عبر الأجواء العراقية ضد إيران، قال الأعرجي: "لقد قدّمنا شكوى رسمية ضد الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن الدولي، كما أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في كلمته أمام قمة الجامعة العربية وفي لقاءاته مع قادة الدول الأخرى، أن لا أحد يمتلك الحق في استخدام الأجواء العراقية لمهاجمة إيران".
وحول الوضع في غزة، قال مستشار الأمن القومي العراقي: "شاركنا في مؤتمر شرم الشيخ بهدف وقف المجازر في غزة، واليوم منطقتنا تعاني بشدة من الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة، ويجب عدم السماح بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".
وفي رده على سؤال حول العقوبات المفروضة على إيران، أوضح الأعرجي أنّ "الشعب العراقي هو من أكثر الشعوب التي تضررت من العقوبات، ولذلك نحن نعارض فرض أي نوع من العقوبات على الدول الأخرى".
وأضاف: "نؤمن بأن المشكلات يجب أن تُحل من خلال الحوار والسبل الدبلوماسية، كما نحترم حق جميع الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، ومن هذا المنطلق فإن قضية البرنامج النووي الإيراني ينبغي أن تُحل بالحوار لا بالضغوط أو استخدام القوة".