اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي اعتراف نتنياهو بمخطّطه للبنان في 2024: بدأنا الحرب قبل 3 أسابيع من موعد سابق وضعناه

لبنان

لبنان

تكريم الشهيد الحاج حيدر شهلا في سحمر... وفاءٌ لعطاءٍ لا يُمحى

سحمر تُكرّم رئيس بلديتها الشهيد الذي ارتوى بعطاء الناس
93

أقامت مديرية العمل البلدي في منطقة جبل عامل الثانية، في بلدة سحمر في البقاع الغربي، البلدة التي عرفت الوفاء عنوانًا، والعطاء نهجًا، فعاليةً تكريميةً لرئيس بلدية سحمر الشهيد الحاج حيدر شهلا، الذي ارتقى أثناء تأدية واجبه في خدمة الناس خلال الحرب الأخيرة على لبنان.

حضر الفعالية عضوا كتلتَي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير النائبان حسن عز الدين وقبلان قبلان، ومدير العمل البلدي في جبل عامل الثانية حاتم حرب، ومسؤول حزب الله في البقاع الغربي هشام حسن، ومسؤول منطقة البقاع الغربي في حركة أمل هادي الحرشي، ورئيس بلدية سحمر محمد الخشن، إلى جانب فعالياتٍ بلديةٍ واجتماعية وأهالي البلدة.

وانطلقت المناسبة من دارة الشهيد حيث قُدِّم درعٌ تقديري لعائلته، وفاءً لتضحياته، وتقديرًا لمسيرةٍ حافلةٍ بالعطاء والإخلاص.

عز الدين: خدمة الناس جهادٌ في سبيل الله

في كلمته، أكد النائب حسن عز الدين أنّ تكريم الشهيد حيدر شهلا هو وفاءٌ لنهجٍ من الجهاد والتفاني، مشيرًا إلى أنّ الشهيد انتقل من ساحات الجهاد العسكري إلى ميدانٍ آخر لا يقلّ صعوبة، وهو خدمة الناس وجهاد النفس، مضيفًا: "خدمة الناس هي بابٌ لصقل الإنسان وتربيته، وقد قال الإمام الصادق (ع): من سعى في قضاء حاجة أخيه المؤمن، سعى الله في قضاء حوائجه".

وشدّد عز الدين على أن الشهداء هم صُنّاع العزّة والسيادة الحقيقية للبنان، مضيفًا: "نحن عاجزون عن الإيفاء بحقّهم مهما بلغ الكلام، فهم الذين منحونا الكرامة والمكانة، وعلينا أن نحفظ دماءهم ونسير على نهجهم".

قبلان: الشهيد اختاره الله لأسمى المواقع

أما النائب قبلان قبلان، فاستعاد علاقته بالشهيد منذ عمله في مجلس الجنوب ثم كنائبٍ عن المنطقة، واصفًا إياه بـ"الإنسان المقدام الذي لم يعرف التراجع يومًا".

وقال قبلان: "كان الحاج حيدر يحمل همّ بلدته وأبنائها، لا يهدأ في متابعة حاجات الناس، حتى خلال الحرب الأخيرة كان على تواصل دائم معنا، لا يترك هاتفه ولا الناس." وأضاف: "اختيار الله للشهادة هو أسمى تكريم، فالشهداء يعيشون بيننا رمزًا للعزّة والكرامة"، مردفًا: "نحن في قلب المعركة، ندفع شهداء لنحيا، وسنبقى نحمل الراية التي حملوها، وفاءً لهم ولدمائهم الطاهرة".

وتابع: "أكرموا الشهداء واحفظوا أسماءهم على الصخور والجباه، لأنهم ذاكرة الوطن، ولن نسمح لأحد أن يمسّ مكانتهم في قلوبنا وتاريخنا".

ياسين: سيرة الشهيد نموذجٌ في التفاني

وفي كلمةٍ مقتضبة، أكد معاون مدير العمل البلدي في جبل عامل الثانية جهاد ياسين أن تاريخ الحاج حيدر هو "تاريخ جهادٍ وعملٍ في سبيل الأرض والناس"، مشيرًا إلى أنه كان نموذجًا في المسؤولية والتواضع والتفاني، وأن سحمر ستبقى تفتخر برئيسها الشهيد الذي خدمها حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

مسيرة رمزية من دار الشهيد إلى روضة الشهداء

ومن دارة الشهيد إلى ساحة البلدة أمام مركز البلدية، انطلقت مسيرةٌ رمزيةٌ تقدّمتها الفرقة الموسيقية لكشافة الإمام المهدي (ع)، بمشاركةٍ واسعة من الأهالي ورئيس وأعضاء المجلس البلدي، وصولًا إلى روضة الشهداء، حيث وُضعت أكاليلُ الورد على ضريح الشهيد.

وفي كلمته خلال المسيرة، قال رئيس بلدية سحمر محمد الخشن: "في الحرب الأخيرة على لبنان، لم يتراجع الشهيد حيدر شهلا عن أداء واجبه، بل بقي في موقعه حتى لحظة استشهاده. لقد خُتمت حياته بالعزّ والكرامة، ومعه ارتقى شهداء من سحمر والجوار، سيبقون مناراتٍ تضيء دروبنا".

وأضاف الخشن: "العمل في سبيل الناس هو عمل في سبيل الله، ومن يخدم بإخلاصٍ لا يموت، بل تبقى سيرته منارةً تهدي وتُلهم. سنواصل العمل لأجل سحمر وأهلها وفاءً لدماء الشهداء".

مشروع "الحياة"... بصمة خالدة باسم الشهيد

وفي لفتةٍ رمزيةٍ تعبّر عن الوفاء، أُزيح الستار عن لوحةٍ تذكارية تحمل اسم الشهيد حيدر شهلا، تخليدًا لمشروع "الحياة" الذي كان له فيه الدور الأساس، وهو مشروعٌ مائيّ حيويّ حوّل حلم البلدة إلى واقعٍ يمدّها بالحياة.

كما ألقى رئيس اتحاد بلديات البحيرة السابق يحيى ضاهر كلمةً مؤثرة استعاد فيها محطاتٍ من حياة الشهيد قائلًا: "كان الحاج حيدر أخًا ناصحًا، أمينًا خلوقًا، وصاحب رأيٍ سديد. أحبّ الخير للجميع، وعمل بإخلاصٍ لخدمة بلداته دون تفرقة أو تمييز. ترك بصمةً لا تُمحى في القلوب، وإرثًا كبيرًا من العمل التنموي والإنساني".

وتابع ضاهر: "سيبقى مشروع الحياة صدقةً جارية باسم الشهيد، تروي الأجيال وتذكّرهم برجلٍ أحبّ الناس وأخلص للأرض".

سحمر... الوفاء يستمرّ

من تراب سحمر، حيث تمتزج الشهادة بالعمل والوفاء بالعطاء، تبقى سيرة الحاج حيدر شهلا نبعًا لا ينضب، يُلهم الأجيال أنّ خدمة الناس طريقٌ إلى الله، وأن العطاء الحقّ لا يُختتم إلا بدم الشهداء.

الكلمات المفتاحية
مشاركة