عين على العدو

اعترف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بما كان يخطّطه للبنان ومتى كان ينوي تنفيذ عملية البيجر الإرهابية.
في مقابلة مع القناة 14، قال حرفيًا "أعتقد بأنه كان قرارًا حاسمًا (عدم الدخول في حرب في الشمال في 11 تشرين الأول 2023)، لأنني رأيتُ أن الدخول في حرب على جبهتيْن في وقت كان فيه العدو في ذروته في كلتا الجبهتيْن ومستعدًا للحرب سيكون خطأً فادحًا. قلتُ في الشمال علينا أن نصمد، أمّا في الجنوب فسنقاتل و"نسحقهم"، أولًا لنرد بقوة هناك، ولنقزّم هذا التهديد، ثم بعد أن نضرب مركز قوتهم ونزيل التهديدات من الجنوب، ننتقل إلى الشمال ونعالجه"، وأضاف "أعتقد بأننا كنا سنغرق في مستنقع مزدوج، ولم نكن لنحقق الإنجازات التي حققناها. عليّ أن أقول إنني أشجع كبار ضباط الجيش وأذرع الأمن على قول آرائهم بحرية، لكن في النهاية، القرارات المصيرية في الحرب ليست تحريك لواء أو مجموعة هنا وهناك بل تحديد محور الجهد الأساسي في كل مرحلة، وهذه القرارات في النهاية تقع على عاتق الحكومة، وعلى من يترأسها. وفي النهاية، إن اتخذت القرار الخاطئ، تغرق في جبهتيْن بدل أن تتمكن من إدارة ما أصبح حربًا على سبع جبهات وثمانٍ، إذا أضفنا الجبهة الداخلية. لقد أدرنا هذه الجبهات السبع، برأيي، بطريقة مدروسة جدًا. لم نغرق في الجبهتين الأساسيتين، وحققنا النجاح في كليهما"، على حدّ زعمه.
وتابع إقراره "عندها قررنا التوجّه نحو الشمال. حدّدنا موعدًا، وأردنا أن نبدأ الهجوم بتلك الضربة الاستباقية. لكن حصل خلل، الخلل كان أن حزب الله أرسل بعض أجهزة النداء (البيجر) إلى إيران للفحص، وأثناء حديثي مع رؤساء المؤسسة الأمنية اكتشفتُ ذلك. فسألتهم: متى حدث هذا؟ فقالوا لي: قبل أسبوع. قلت لهم مذهولًا: ماذا؟!"، وأردف "أجابوا: هناك فقط احتمال بنسبة 50% أن يتمكن الإيرانيون من اكتشاف الأمر. عندها قلتُ: نجتمع الآن، ونقرّر الآن تنفيذ العملية. فقمنا بتنفيذها، وبالفعل كانت ضربة هائلة، هائلة بحقّ.. لقد فتحت الباب أمام مواصلة المعركة التي ركّزنا عليها لاحقًا. عُقد نقاش: ما هي الخطوة التالية؟ لقد بادرنا إلى بدء الحرب قبل 3 أسابيع من الموعد المخطّط له".
وعليه، يُشكّل الاعتراف الذي أدلى به نتنياهو علانية دون مواربة دليلًا قاطعًا لكلّ من يحمّل مسؤولية العدوان للمقاومة أن النيّة كانت مبيّتة ويجري الإعداد للحظة الهجوم الوحشي.