عين على العدو

رأى المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" حاييم لفينسون، أنه "بدلًا من متابعة الجلسة الافتتاحية لدورة "الكنيست" أمس، كان على محطات التلفزة أن تبث المقابلة التي أُجريت في برنامج 60 دقيقة مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر".
وقال: "صحيح أن "الكنيست" أكثر تسلية، لكنّه عديم الأهمية؛ فمصير "الاسرائليين" لا يُقرَّر هناك، بل في واشنطن. الرسالة التي خرجت من المقابلة كانت واضحة: "نحن ندير الحدث عن قرب، ولن نسمح بانفجار وقف إطلاق النار".
أضاف: "أحداث أمس في غزّة وقعت بعد بث المقابلة، وكان يمكن بالفعل رؤية كيفية تطبيق ذلك عمليًا. فحين غرّد وزير المالية وعضو "الكابينت" بتسلئيل سموتريتش بكلمة "حرب" بعد الهجوم في رفح الذي قُتل فيه جنديان من الجيش "الإسرائيلي"، كان ويتكوف قد أوعز مسبقًا لنتنياهو بأن يوجّه الجيش "الإسرائيلي" لردّ محدود، وأن يسمح بمرور المساعدات الإنسانية وفتح المعابر. وكالعادة، سوّق نتنياهو ويتسرائيل كاتس الردّ العسكري بلهجة بطولية متحمسة، لكن عند لحظة التراجع اختفيا، تاركين الموقف لجهة سياسية وللمتحدث باسم الجيش".
وأشار لفينسون إلى أن ويتكوف وكوشنر وصلا إلى الكيان الصهيوني أمس "للتأكّد من أن "إسرائيل" لن تنحرف عن المسار الأميركي، ففي نقطتي الخلاف الأساسيتين المتعلّقتين بوقف إطلاق النار، كانا في صفّ حماس".
وأوضح: "النقطة الأولى تتعلق بوتيرة إعادة جثامين القتلى؛ إذ تزعم "إسرائيل" أن حماس تتعمّد المماطلة وتعلم مكان الجثث، بينما يرى ويتكوف وكوشنر أن حماس تلتزم بالاتفاق وأن الظروف الميدانية صعبة للغاية. أما النقطة الثانية، الهجوم في رفح، فإن "إسرائيل" تعتبره خرقًا خطيرًا لوقف إطلاق النار، في حين تبنّى ترامب رواية حماس التي مفادها أن المخربين لم يكونوا على علم بالتفاهمات، كالجندي الياباني العالق في الأنفاق بعد انتهاء الحرب".
وخلص المحلل الصهيوني إلى أن "هذا الوضع الغامض يشكّل خطرًا سياسيًا حقيقيًا على نتنياهو. بعد استكمال استعادة الجثامين، ستُطرح بقوة مسألة مستقبل غزّة وسيطرة حماس الفعلية على الأرض"، لافتًا إلى أن "الكنيست" استأنف أعماله أمس، وبذلك أصبح يمتلك الآلية السياسية لإنهاء عمر الحكومة.