عين على العدو

صادقت الهيئة العامة للكنيست يوم أمس (الأربعاء) في القراءة التمهيدية على مشروع القانون الذي قدمه رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، لفرض "السيادة الإسرائيلية" على مستوطنة معاليه "أدوميم"، وذلك في خطوة استثنائية أثارت إحراجًا داخل حزب الليكود وتوتّرًا مع واشنطن، تحديدًا في يوم زيارة نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الى الأراضي المحتلة.
بحسب موقع صحيفة "معاريف"، تم تمرير مشروع القانون بأغلبية 32 مؤيدًا مقابل 9 معارضين، بعد أن صوّت لصالحه أعضاء حزب "عوتسما يهوديت"، و"الصهيونية الدينية"، وجميع أعضاء "أغودات يسرائيل"، وحتى عضو الكنيست يولي إدلشتاين من حزب الليكود، وذلك خلافًا للانضباط الائتلافي
معظم أعضاء الكنيست من الليكود تغيّبوا عن الجلسة، تنفيذًا لتعليمات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعدم المشاركة في التصويت.
وفقًا للاقتراح، ستضم "إسرائيل" على الفور مستوطنة "معاليه أدوميم" وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضي "السيادة"، وفق ما جاء في الاقتراح.
ويزعم ليبرمان أن "معاليه أدوميم" هي محطّ إجماع "إسرائيلي" كامل"، وأن الوقت قد حان لتثبيت ذلك أيضًا في القانون".
وبحسب أقواله، فإن اقتراحه "ليس سياسيًا بل هو صهيوني، لأن من يعارض ضمّ "معاليه أدوميم"، يعارض الفكرة الصهيونية بأكملها".
داخل الائتلاف، سقط هذا الاقتراح كالقنبلة. فقد أصدر نتنياهو تعليماته لرئيس الائتلاف، عضو الكنيست أوفير كاتس، بإبلاغ أعضاء حزب الليكود بعدم المشاركة في التصويت وعدم اتخاذ موقف رسمي.
وقال وزير الحرب اسرائيل كاتس إن ""السيادة" لا تُفرض من خلال تشريع للمعارضة، وخصوصًا ليس في توقيت نعمل فيه مع أصدقائنا الأمريكيين لتحقيق أهداف الحرب"، وأضاف: "تمّ توضيح أن هناك أعضاء في الائتلاف لا يرغبون بالتصويت ضد، ولذلك فإن موقف الليكود هو الغياب عن التصويت".
في الائتلاف، لا يدور الحديث فقط عن حالة من عدم الارتياح، بل عن معارضة فعلية أيضًا. فـ"ديجل هتوراه" و"أغودات يسرائيل" أعلنا أنهما سيعارضان مشروع القانون. ومع ذلك، أعلن رئيس "أغودا"، عضو الكنيست غولدكنوبف، أنه سيؤيد الاقتراح.
وقال مسؤولون في حزب "أغودا": "هذه الخطوة تُدخلنا في صدام مع العالم، وخاصة مع الولايات المتحدة".
في المقابل، صدرت أصوات داعمة من "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت". فقد قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش في محادثات مغلقة: "لا يوجد سبب يجعل اليمين يخاف من نفسه. فرض "السيادة" على "معاليه أدوميم" هو خطوة مطلوبة، وعلى "إسرائيل" أن تفرض وقائع على الأرض".
وقدّر مسؤولون كبار آخرون في الائتلاف أنه إذا وصل الاقتراح إلى مرحلة التصويت، فمن الممكن أن يقوم بعض أعضاء كتلة الليكود أو "الصهيونية الدينية" بخرق الانضباط الحزبي ويصوتوا لصالحه.
في "إسرائيل بيتنا"، يُنظر إلى هذه الخطوة كفرصة لوضع الائتلاف في مأزق سياسي ودبلوماسي.
موقع "معاريف" أشار الى أن التوقيت الذي اختاره ليبرمان ليس صدفة، فقد وُلد هذا الاقتراح بالتوازي مع الأزمة الائتلافية حول قانون التجنيد، حيث سحب الائتلاف جميع مشاريعه من الهيئة العامة للكنيست.
وبما أن الحديث يدور عن مشروع قانون خاص قُدِّم من قِبل المعارضة فلا يمكن للائتلاف سحبه.
كذلك نقل موقع "معاريف" عن مصدر في الكنيست: "ليبرمان يستغل حيلة برلمانية بسيطة: يطرح موضوعًا يُجبر الجميع على اتخاذ موقف، تحديدًا في وقت تفتقر فيه الائتلافية للأغلبية"، معتبرًا أن هذا الاقتراح يمنح ليبرمان أجندة تُجبر نتنياهو وسموتريتش، والأحزاب الحريدية على مواجهة سؤال الهوية الحقيقي للحكومة.