عربي ودولي
استهدفت هجمات بمسيّرات لقوات الدعم السريع اليوم الجمعة (24 تشرين الأول 2025) العاصمة الخرطوم والدمازين بولاية النيل الأزرق. ويأتي هذا التصعيد لليوم الرابع على التوالي وسط استمرار الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع.
واستهدفت الهجمات المسيّرة مطار الخرطوم الدولي مجددًا، وبعض المواقع الأخرى داخل ولاية الخرطوم، بينما نجحت المضادات الأرضية للجيش، في تحييد الطائرات المسيرة المهاجمة في المدينتين، وفق مصادر عسكرية. وجاء الاستهداف الأول لمطار الخرطوم الدولي شرق المدينة، قبل يوم واحد من إعلان عودته للتشغيل أمام الرحلات الداخلية الذي كان مقررًا الأربعاء الماضي، وعلى رغم الحادثة إلا أن المطار استقبل أولى الرحلات الداخلية القادمة من بورتسودان، بعد توقف دام نحو ثلاثة أعوام.
وفي تصعيد جديد وسعت قوات الدعم السريع هجومها على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، إذ للمرة الأولى تهاجم المدينة من المحاور الخمسة كافة، الجنوبي والجنوبي الشرقي والشمالي والشمالي الشرقي ومحور فرعي آخر، مستخدمة أرتالاً كبيرة من المصفحات والمدرعات والطائرات المسيرة والمشاة، في هجوم وصف بأنه الأشرس خلال الفترة الماضية.
لا مفاوضات
دبلوماسيًا، كان قد نفى مجلس السيادة الانتقالي، مساء أمس الخميس، وجود أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قوات "الدعم السريع" في واشنطن.
وقال المجلس في بيان، نشره على صفحته بمنصة "إكس": "ننفي بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين القوات المسلحة السودانية والمتمردين (الدعم السريع) في واشنطن". وأكد أن ما يتم تداوله بشأن هذه الموضوع "عار تماما من الصحة".
وأضاف البيان: "موقف الدولة ثابت وواضح تجاه أي حوار أو تسوية، وهو الالتزام بالحل الوطني الذي يحفظ سيادة البلاد ووحدتها واستقرارها وحقوق الشعب السوداني".
وكانت وسائل إعلام إقليمية نقلت عن مصادر، أن واشنطن تشهد مفاوضات غير مباشرة بين ممثلين من الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ترعاها وزارة الخارجية الأميركية. وأوردت أن "الخارجية الأميركية ووسطاء إقليميين سيديرون عدة اجتماعات منفصلة مع طرفي النزاع في السودان، تمهيدًا لاجتماع مرتقب للرباعية الدولية في واشنطن أواخر الشهر الحالي".
وضع إنساني صعب
إنسانيًا وصف بيان مشترك لأربع منظمات أممية الوضع في ولايتي دارفور وكردفان بأنه "مقلق للغاية"، محذرًا من أن 30 مليون شخص في السودان باتوا بحاجة إلى مساعدات عاجلة، فضلًا عن أن 130 ألف طفل في الأقل محاصرون في الفاشر منذ 16 شهرًا، ودعت كل من منظمة الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي و"اليونيسف" ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وقف فوري للأعمال العدائية بالبلاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" نقل عن المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 3 آلاف شخص في ولاية شمال دارفور، ونحو 1200 شخص في ولايتي غرب كردفان وجنوبها بالسودان، نزحوا من منازلهم خلال أسبوع بسبب العمليات القتالية.
من جانبها، دعت منظمة الهجرة الدولية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لعملية التعافي في السودان، مع عودة أكثر من مليون شخص للعاصمة الخرطوم خلال الأشهر الـ10 الماضية. وأشار تقرير للمنظمة إلى أن العائدين للخرطوم يمثلون 26 في المئة من إجمالي عدد النازحين منها بسبب الحرب، والمقدر بنحو 3.7 مليون نسمة، بينما يترقب نحو 2.7 مليون شخص تحسن الظروف الأمنية والإنسانية للعودة.