فلسطين
حماس: استمرار الانتهاكات الصهيونية قد يعيد الأوضاع في غزّة إلى مربع التصعيد
خليل الحية: الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه خلال عامين من الحرب
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأحد 26/10/2025، أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم برعاية دولية، محذّرة من أن استمرار الانتهاكات قد يعيد الأوضاع في قطاع غزّة إلى مربع التصعيد.
وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في تصريح صحفي، إن الاحتلال "يصرّ على مواصلة خروقاته اليومية للاتفاق، رغم التزام المقاومة الكامل ببنوده"، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء الذين سقطوا جرّاء تلك الانتهاكات بلغ 90 شهيدًا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وأوضح قاسم أن حماس تجري اتّصالات مكثفة ومتواصلة مع الوسطاء لإطلاعهم على تفاصيل خروقات الاحتلال، وللتأكيد على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في لجم العدوان "الإسرائيلي" ومنع انهيار الاتفاق الهش.
وأضاف الناطق باسم حماس أن الاحتلال يرفض السماح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأداء دورها الإنساني في قطاع غزّة، ويواصل فرض القيود على عملها، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعًا إنسانية كارثية نتيجة الحصار والتدمير الواسع.
وشدّد قاسم على أن سياسة التساهل الدولي مع انتهاكات الاحتلال تشجع "إسرائيل" على التمادي في عدوانها ضدّ المدنيين في القطاع، مؤكدًا أن حماس متمسكة باتفاق وقف إطلاق النار لكنّها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الجرائم ""الإسرائيلية"".
خليل الحية: الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه خلال عامين من الحرب
هذا، ولفت رئيس حركة حماس في قطاع غزّة، خليل الحية، إلى أن الاحتلال لم ينجح في تحقيق أهدافه رغم مرور عامين على اندلاع الحرب، مشيرًا إلى أن الحركة لن تمنحه أي ذريعة لاستئناف القتال.
وأوضح الحية أن الحركة سلّمت 20 أسيرًا "إسرائيليًا" بعد مرور 72 ساعة على سريان وقف إطلاق النار، كما سلّمت 17 من أصل 28 جثة تعود لأسرى، مؤكدًا أن عمليات البحث عن بقية الجثامين ستتواصل في مناطق جديدة اعتبارًا من يوم الأحد.
وفي ما يتعلق بإدارة القطاع، أكد الحية عدم وجود تحفظات على أي شخصية وطنية مقيمة في غزّة لتولي المسؤولية، مشيرًا إلى استعداد الحركة لتسليم كافة مقاليد الإدارة، بما في ذلك الملف الأمني، إلى لجنة وطنية متفق عليها.
كما كشف عن توافق تم التوصل إليه مع حركة فتح بشأن نشر قوات أممية للفصل بين الأطراف ومراقبة وقف إطلاق النار، إلى جانب اتفاق مع مختلف الفصائل على أن تتولى الهيئة الأممية مهمّة إعادة إعمار غزّة.
وفي سياق الجهود السياسية، شدد الحية على رغبة الحركة في التوجّه إلى الانتخابات كخطوة أولى نحو إعادة توحيد الصف الوطني، قائلًا: "نحن شعب واحد ونريد سلطة واحدة وحكومة واحدة".
وأشار إلى لقاء جمعه بكلّ من ويتكوف وكوشنر، أبلغهما خلاله بأن الحركة تسعى إلى الاستقرار، معربًا عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادر على كبح جماح الاحتلال.
وفي معرض حديثه عن تطوّرات الحرب، أكد الحية أن سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال والعدوان، وأنه في حال انتهى الاحتلال، فإن هذا السلاح سيؤول إلى الدولة الفلسطينية.
وأضاف أن مسألة السلاح لا تزال قيد النقاش مع الفصائل والوسطاء، وأن الاتفاقات بهذا الشأن لا تزال في بدايتها، مشددًا على أن أي موقف ستتّخذه الحركة سيكون منسجمًا مع الموقف الوطني المتوافق عليه.
وفي ما يخص الوضع الإنساني، أشار الحية إلى أن قطاع غزّة بحاجة إلى ستة آلاف شاحنة مساعدات يوميًا، وليس 600 فقط، مؤكدًا أن الاحتلال يقوم بتعطيل دخول بعض المواد وكأن الحرب لا تزال مستمرة. وأكد أن استمرار الخروق يثير قلق السكان ويهدّد استقرار الاتفاق، داعيًا الوسطاء إلى التدخل العاجل لتحسين الوضع الإنساني.
وختم الحية بالتأكيد على أن قضية الأسرى تمثل أولوية وطنية، وأن الجهود مستمرة لإنهاء معاناة جميع الأسرى، رغم تعنت الاحتلال في الإفراج عن عدد من الأسماء.
أبو مرزوق: تدخلات أميركية لإنقاذ "إسرائيل" وحماس تحذر من إقصائها عن مشهد غزّة
بدوره، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق إن الحركة ملتزمة بإعادة جثامين الأسرى الذين يمكن الوصول إليها، في إطار جهود إنسانية مستمرة رغم خروقات الاحتلال الأخيرة في قطاع غزّة.
وفي تصريحات صحفية، أشار أبو مرزوق إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترعى اتفاق وقف إطلاق النار الجاري التفاوض عليه، داعيًا واشنطن إلى التحلي بالإنصاف والحياد في تعاملها مع أطراف النزاع. وأضاف أن تدخلات الإدارة الأميركية جاءت لإنقاذ "إسرائيل" من تبعات عدوانها على غزّة، معتبرًا أن هذا الانحياز يهدّد فرص التهدئة المستدامة.
وحذّر أبو مرزوق من أن إقصاء حركة حماس عن جهود حفظ الاستقرار في القطاع قد يؤدي إلى حالة من الفوضى والفراغ الأمني، مشددًا على أن الحركة تمثل جزءًا أساسيًا من النسيج السياسي والأمني في غزّة.
وفي سياق المصالحة الفلسطينية، دعا أبو مرزوق حركة فتح إلى حوار جاد يفضي إلى تفاهمات تحقق مصالح الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الانقسام الداخلي يضعف الموقف الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.