لبنان
تخليدًا للدماء الزاكية ووفاء للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أقام حزب الله احتفالا تكريميا للشهيد المجاهد على طريق القدس هشام موسى خليل (حيدر)، في مجمع الإمام الرضا -عليه السلام- في بلدة معركة الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين إلى جانب عائلة الشهيد ورئيس بلدية معركة عادل سعد وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب عز الدين كلمة حزب الله فقال :"إن هذه المقاومة التي أنجزت تحريرًا صافيًا لأول مرة في تاريخ العرب، وإن قوة عربية لبنانية مؤمنة بقضية فلسطين وبأن شعب فلسطين شعب مظلوم هُجّر بقوة السلاح، هذه المقاومة حررت لبنان من رجس هذا العدو الشيطاني الخبيث. وهي بدلًا من أن تصبح رمزًا للبطولة والشجاعة ويحتفي فيها اللبنانيون ويفتخرون ويعتزون بما قدمت وبذلت، وللأسف الشديد ونتيجة للتركيبة الطائفية والمذهبية لهذا البلد، نجد أن بعض هؤلاء يتماهون اليوم مع العدو ويخدمونه من حيث يعرفون ويعلمون أو من حيث يجهلون. إلا أن هذه المقاومة يجب أن تُخلّد في تاريخ لبنان، وأن تُخلّد في الذاكرة، بدلًا من التآمر عليها، وهي ما تزال اليوم موجودة ومستمرة وباقية، وتقوم بمسؤولياتها وواجباتها".
وتناول النائب عز الدين الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية في هذه المرحلة، من ضغوطات نفسية وإعلامية وعسكرية تتجلى في عمليات القتل والاستباحة للبنان وأجوائه في الجنوب وأغلب المناطق، ليشمل الوضع الاقتصادي، من خلال ضرب الآليات التي تُستخدم في مشاريع إعادة البناء، ما يؤكد أن أميركا هي صاحبة هذا الضغط من خلال العدو "الإسرائيلي" وإعطائه الضوء الأخضر وتحريضه على القيام بكل ذلك.
وأضاف النائب عز الدين: "يجب أن لا نخطئ في الفهم، فـ"إسرائيل" لا تتحكم بأميركا، وليس اللوبي الصهيوني هو الذي يحرك أميركا كما يريد، بل إن "إسرائيل" هي ربيبة أميركا، فأميركا هي التي صنعتها وهي التي تدعمها، ومن دون دعمها لكانت "إسرائيل" في وضع حرج. وهذه ليست مبالغة، لأن السابع من أكتوبر كشف هشاشة هذا العدو وهذا الكيان وضعفه، ولولا الهجوم الدولي بالطائرات والدبابات وحاملات الطائرات وتسخير كل ما لديهم من تكنولوجيا لحمايته، لما استطاع أن يقف على رجليه."
ولفت النائب عز الدين إلى أن أميركا اليوم تريد أن تحقق بالسياسة ما لم تستطع أن تحققه في الميدان، وأن هؤلاء الشهداء أوقفوا العدو على الحافة الأمامية، ولم يسمحوا له بأن يتقدم أو يحتل، لأن "الإسرائيلي" كان يخطط للوصول إلى نهر الليطاني. وقد اعترف نتنياهو أخيرًا بأن عملية تفجير أجهزة البيجر، في السابع عشر من أيلول، جاءت بعد قيام المقاومة بأخذ عينات من هذه الأجهزة للكشف عليها ما اضطرهم إلى تفجيرها قبل اكتشافها، إلا أنهم كانوا يريدون تفجيرها مع وجود إخواننا المجاهدين عند الخط الأمامي ما كان سيعطي العدو القدرة على استكمال مخططه في الاحتلال والتوسع.
وقال النائب عز الدين: "كل هذا التهويل والضغط يهدف إلى إعطاء العدو القدرة على أن يحقق في السياسة ما عجز عنه في الميدان، وبالتالي إراحته وإبقائه في أمن وأمان، ولكن علينا اليوم أن نبقى صامدين وثابتين، وهذا الصمود والثبات والصبر ليس إلى الأبد".
وتطرق النائب عز الدين للحديث في ملف الانتخابات النيابية، فرأى أن ثمة قانون نافذ لإجرائها، وأن هذا الاستحقاق على المستوى الدستوري يجب أن يتم، مؤكدًا أننا مع إجرائها في موعدها المحدد من دون أي تأخير.
وتابع النائب عز الدين: "أما في ما خص انتخاب المغتربين؛ فأعتقد أنه لم يعد هناك من مجال، ليقترعوا في بلاد الاغتراب، فدون ذلك كثير من الشوائب والعيوب المتعلقة بهذا القانون. إذ إن لا مساواة بين الناس في الترشح أو الاقتراع، وهذا عيب لا يقبله أحد، ولا يمكن تطبيق مبدأ المساواة، ولا أحد يجرؤ على الترشّح ضمن لوائحنا هناك. والأمر نفسه بالنسبة إلى الراغبين في الاقتراع لنا للأسباب المعروفة، ولذلك هناك من يحاول فرض هذا البند لأن هذه الأسباب تسمح لهم بتحقيق نتائج أفضل".
وختم النائب عز الدين: "هذه الانتخابات مفصلية ومهمة في تاريخ لبنان، ومهما حاول الآخرون أن يقدموا المغريات والأموال والتحالفات وغيرها لن يفلحوا في تحقيق مآربهم والنتائج التي يسعون إليها، طالما أن الثنائي الوطني الشيعي متفاهم بشكل تام وشامل، وسنبقى أقوياء بتحالفاتنا الوطنية مع كل الشرفاء والحريصين على هذا الوطن".