عربي ودولي
نشر جيش التحرير الشعبي الصيني لقطات نادرة تُظهر أحدث مسيراته المضادة للإشعاع وآلية إطلاقها، حيث تُطلَق الدفعات مباشرة من مركبة مدرعة تحمل ستة مسيرات معًا، وفق تقرير لصحيفة بيزنس إنسايدر.
وتُعدُّ هذه المشاهد غير معتادة؛ فالجيش الصيني نادراً ما يَعرض تجهيزاته بأسلوبٍ مباشر على هذا النحو. وقد بُثّت اللقطات لأول مرة عبر شبكة التلفزيون الصينية، قبل أن تعيد منصات التواصل الاجتماعي نشرها على نطاق واسع.
تُظهر المشاهد المدرعات مزودةً بالذخيرة الخاصة بهذه المسيرات من طراز "إيه إس إن–301" (ASN‑301)، والتي تُشبَّه —بحسب التقرير— مسيرات "شاهد" الإيرانية ذات تصميم الأجنحة من طراز دلتا. وتمت تجربة الإطلاق في بيئة صحراوية، حيث أطلقت المركبة المسيرات نحو أهداف بدت كأنها مطارات وهمية ومخازن ذخيرة، لتصيبها بعد ذلك وتُحدث أضرارًا ظاهرية.
ورغم التشابُه مع المنظومات الإيرانية، فإن المسيرات الصينية تُحاكي أيضاً خصائص ذخيرة إسرائيلية معروفة باسم "هاربي" المتسكعة، إذ صُمِّمت بطريقة تُمكّنها من رصد موجات الراديو للأهداف المختلفة ثم استهدافها. وتجدر الإشارة إلى أن بكين اشترت نحو مئة نسخة من منظومة "هاربي" الإسرائيلية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، قبل أن تتوقف الولايات المتحدة عن تحديث تلك المنظومات لاحقًا.
وقد ظهرت مسيرات "إيه إس إن–301" أول مرة عام 2017 خلال معارض عسكرية داخل وخارج الصين، وتمتاز بقدرتها على التحليق بسرعة تقارب 220 كيلومترًا في الساعة، وبوزن يقارب 200 كيلوغرام، ومدى يصل إلى نحو 274 كيلومترًا، وفق المواصفات المعلنة.
عرض هذه المشاهد يفتح باب التساؤلات حول مدى تطور تكتيكات إطلاق الطائرات المسيّرة لدى بكين، لا سيما اعتمادها على منصات مدرعة قادرة على إطلاق دفعات من الذخيرة الدقيقة، وهو تطور قد يؤثر في موازنات القوة الإقليمية وأساليب نشر هذه الأسلحة في ساحات الصراع المختلفة.