عربي ودولي
أعربت منظمة التعاون الإسلامي، عن بالغ قلقها إزاء التطورات الأخيرة في جمهورية السودان، واستنكرت بشدة الانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي ارتُكبت خلال الهجمات التي شنتها "قوات الدعم السريع" على مدينة "الفاشر".
وجددت منظمة التعاون الإسلامي في بيانها اليوم الأربعاء 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025، مناشدتها إلى الفرقاء السودانيين بـ"أهمية الحوار بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية عاجلة تمهيدًا لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يسهم في حماية أرواح المدنيين، ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، وصون وحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه".
ودعت المنظمة، التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة، إلى "الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي، وضمان حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق، وشدّدت على أهمية احترام أحكام إعلان جدة الموقع في 11 أيار/مايو 2023".
ومنذ أيام، تتهم السلطات السودانية ومنظمات دولية وأممية "قوات الدعم السريع" بارتكاب "مجازر وانتهاكات إنسانية" ضد المدنيين في الفاشر، بينها إعدامات ميدانية واعتقالات وتهجير، وذلك أثناء اقتحامها المدينة منذ الأحد، والتي ظلت تحاصرها لأكثر من عام.
وقتل نحو 20 ألف شخص، فضلًا عن أكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، جراء الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ نيسان/أبريل 2023؛ وفق تقارير أممية ومحلية، بينما قدّرت دراسة جامعية أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
وطالبت الحكومة السودانية المجتمع الدولي باتخاذ تدابير عاجلة لردع "قوات الدعم السريع"، وتصنيفها منظمة إرهابية، على خلفية ما وصفته بالانتهاكات الجسيمة والمجازر التي ارتكبتها في مدينتي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وبارا بولاية شمال كردفان، بعد أن سيطرت عليهما إثر معارك طويلة مع الجيش.
واتهمت الحكومة السودانية "قوات الدعم السريع" بارتكاب "فظائع بحق المدنيين" خلال استيلائها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إذ تحدث مسؤولون في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، عن قتل أكثر من ألفي شخص وإعدام جرحى وتصفية عاملين بجمعيات خيرية، وانتهاكات أخرى من بينها الخطف والتعذيب.