لبنان
قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، إنّ "الناس متمسّكون في التواجد في قراهم ولو كانت خرابًا، ولكنّها عامرة بهم"، سائلًا الدولة: "أين أنتم لتوفّروا الخدمات الأساسية التي يحتاجها أبناؤكم، تقولون للناس إنّكم تريدون أنْ تنزعوا سلاحهم، ما هو البديل؟".
جاء كلام الشيخ الخطيب خلال حفل تأبيني أُقيم في حسينية شهداء بلدة بليدا، في مناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد الموظف في البلدية إبراهيم سلامة الذي ارتقى جرّاء العدوان "الإسرائيلي" الأخير على البلدة، وذلك بحضور علماء دين وقيادات من "حزب الله" وحركة "أمل"، وفاعليات سياسية واجتماعية وتربوية، ورؤساء بلديات ومخاتير ومواطنين.
وسأل الشيخ الخطيب الدولة: "تقولون لا بديل، أيّ منطق هو هذا المنطق الانهزامي، هذا المنطق الذي يدير أذنه للخارج؟ أيّ سيادة هي هذه التي تتلقّى الأوامر الخارجية؟ أيّ كرامة هي هذه الكرامة؟".
وأضاف: "الناس إنّما تثق حينما ترى كرامة القرار وكرامة في الموقف الذي يحافظ على سيادة اللبنانيين وعلى أرضهم، حينئذ تُبنى هذه الثقة وحينئذ تتمسّك الناس بالدولة أكثر من أيّ شيء آخر كما تتمسّك بأرضها وكما تتمسكّ بأبنائها".
وتوجّه إلى الدولة بالقول: "قلنا لكم إبنوا الثقة مع الناس بالعمل بالمبادرة بجولة للمسؤولين في هذه المناطق ليطّلعوا عن كثب بالعين المجرّدة بأنْ يلتقوا مع الناس بشكل مباشر ويحقّقوا لهم متطلّباتهم، هؤلاء الناس هم الذين حافظوا على هذه الدولة، شهداؤنا هم الذين حافظوا على هذه الدولة، تضحيات أهلنا هي التي حافظت على سيادة لبنان، لذلك أنتم لا شيء من دونهم، والذين أنتم جعلتم من أنفسكم مسؤولين عنهم، هؤلاء الذين يدافعون عنكم وعن بلدكم وهؤلاء الذين يصنعون سيادة حقيقية".
وتابع قوله: "الحرب ما زالت مستمرة والقتل ما زال مستمرًا والمجازر ما زالت مستمرة وليس آخرها شهيدنا إبراهيم سلامة. بالأمس، كان هناك شهداء في كفر رمان وفي النبطية وقبلها في بعلبك - الهرمل وكل يوم هناك شهداء، لقد مرّ عام على اتفاق وقف إطلاق النار 1701، ماذا حقّقتم من العلاقات الدبلوماسية؟ بالأمس موقف من هذا القبيل من رئيس الجمهورية غيّر المعادلة، لأنّ الحرب ستكون مع الدولة"، مضيفًا: "لذلك، نحن نصرّ على الحكومة أنْ تأخذ هذا الموقف سياسيًا وأنْ تكون إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية في إعطاء الأمر إلى الجيش اللبناني ليواجه العدوان "الإسرائيلي"".
كما طالب الدولة بـ"تقديم الخدمات لأهل هذه المناطق والعمل على انسحاب العدو "الإسرائيلي" من النقاط التي يحتلّها"، قائلًا: "هم (الصهاينة) يعرفون قيمة الأرض عندنا وهم يعرفون قيمة الوطن لدينا، هم رأوا بأمّ العين كم دفعنا من تضحيات من أبنائنا وكم دفعنا من شهداء ومن بيوت ومن قرى لن نتركها ولن نترك أرضنا محتلة وسنحرّرها إنْ لم تحرّرها الدولة".
وواصل قائلًا: "أنا حين دخلت إلى هذه البلدة شعرت بالعزّة والكرامة، وأهلنا هؤلاء هم الذين قدّموا التضحيات وما زالوا متشبّثين بأرضهم بعزة وكرامة ولم يشعروا بالذلة".
وقام الشيخ الخطيب بجولة في مبنى بلدية بليدا، حيث اطّلع على آثار الدمار الذي خلفه العدوان "الإسرائيلي" وعلى وقائع اقتحام العدو للمبنى، مستمعًا لشرح مفصّل من رئيس البلدية حسان حجازي والفاعليات المحلية حول حجم الأضرار والمعاناة التي تكبّدها الأهالي.

