لبنان
في أجواء يوم الشهيد والذكرى الـ43 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، أقام حزب الله مراسم يوم الشهيد أمام نصب الشهداء في شارع فتح الله وسط العاصمة بيروت، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري، ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ خليل رزق، والمستشار الثقافي للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في لبنان السيد محمد رضا مرتضوي، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية، وعوائل الشهداء، وجمع من الأهالي.
المراسم افتتحت بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ مصطفى شقير، ثمّ كانت وقفة مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، بعدها، أقيم تشييع رمزي لشهيد من مجاهدي المقاومة الإسلامية، حيث حمل النعش الذي لُف بعلم حزب الله على أكتاف ثلة من المجاهدين، وساروا به على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، ثمّ جرى استعراض لمجموعة من سائقي الدراجات النارية الذين رفعوا صور عدد من الشهداء، تبعهم استعراض لسرايا كشفية تضم (القادة، الجوالة، الكشافة، البرية، الأشبال)، وكلّ ذلك على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج).
بعد ذلك، كانت كلمة لمسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ خليل رزق قال فيها: "لقد علّمنا هؤلاء الشهداء ومعهم كلّ مجاهد، معنى الثبات والاستقامة والعزة والإباء، وألا نكون ضعفاء ولا أذلاء ولا جبناء، فهم ما ضعفوا وما استكانوا وما وهنوا لما أصابهم، وعندما كانت الميادين وساحات المواجهة تطلب حضورهم، لبوا النداء، وعندما احتاجت المعركة إلى دمائهم الزاكية، بذلوها، ليصنعوا على امتداد تاريخ لبنان أعظم البطولات، وليسطروا أروع الملاحم".
وأكد الشيخ رزق أن "العالم المتغطرس الذي اجتمع في الحرب الأخيرة علينا بوحشيته وإجرامه وصواريخه، سقط أمام دماء شهدائنا في بلدات الشريط الحدودي، واستطاع المجاهدون والشهداء الثبات، وتلقين هذا العدوّ درسًا لم ولن ينساه، وإذا كان العدوّ يفكر بتوسعة جغرافية كيانه حين يتحدث عن "إسرائيل الكبرى"، فعليه أن يعلم أن دماء شهدائنا كفيلة بأن تزلزل الأقدام تحت عروش الصهاينة، ونقول له ولمن يدعمه ويسير في فلكه إنه لن يكون هناك وجود لـ"إسرائيل" في هذا العالم إن شاء الله".
وشدّد الشيخ رزق على أنه "لن يكون لبنان على شاكلة البعض من أهل المذلة، ولن يكون ضعيفًا، ولا بلد التطبيع والسلم مع العدو، وإنما سيبقى بلد الجهاد والمقاومة والعزة والكرامة، فلن ترفع فيه أي راية لهذا العدو، وستبقى بإذن الله رايات المقاومة هي المرفوعة على الرغم مما نقدمه يوميًا من الشهداء".
وختم الشيخ رزق بالقول: "إننا نقول في يوم الشهيد وبرؤوس وهامات عالية ومرفوعة، إن لبنان لن يكون إلاّ بلد المقاومة، وبلد الأمين العام سيد شهداء الأمة الأسمى والأقدس السيد حسن نصر الله (رض)".
وفي الختام، أدى القادة والعناصر الكشفية قسم العهد والوفاء للشهداء بالسير على نهجهم، وحفظ الدماء الطاهرة، وإكمال مسيرة الجهاد والمقاومة حتّى تحقيق النصر الكامل على العدوّ "الإسرائيلي"، قبل أن يضع الشيخ رزق والحاضرون إكليلًا من الزهر أمام نصب الشهداء.