رياضة
تتصاعد أزمة جديدة بين الاتحاد الإسباني لكرة القدم ونادي برشلونة بسبب النجم الشاب لامين يامال الذي تم استبعاده بشكل مفاجئ من معسكر المنتخب الإسباني قبل مواجهتَي جورجيا وتركيا، في ظل تبادل الاتهامات بين الطرفين حول طريقة التعامل مع حالته الطبية، وذلك وفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية.
وأوضح التقرير أنّ الاتحاد الإسباني أصدر بيانًا رسميًا عبّر فيه عن "دهشته واستيائه" بعدما علم، ظهر يوم 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أنّ يامال خضع في صباح اليوم نفسه لإجراءٍ طبي بتقنية الموجات الراديوية لمعالجة آلام الحوض، دون إخطار الطاقم الطبي للمنتخب سلفًا.
وأشار البيان إلى أنّ الاتحاد لم يتلقَّ تقريرًا طبيًا مفصلًا إلا في الساعة 22:40 من مساء اليوم ذاته، جاء فيه توصية الطبيب بضرورة منح اللاعب راحة تمتد من 7 إلى 10 أيام، ما دفع الاتحاد إلى اتخاذ قرار فوري بإعفائه من المشاركة في المعسكر "حفاظًا على صحته وسلامته".
ورغم لهجة البيان الحازمة، فإن الصحيفة أكدت أن القضية تجاوزت الجانب الطبي لتتحول إلى أزمةٍ مؤسسية بين الاتحاد ونادي برشلونة.
مصادر في الاتحاد عبّرت عن "استياء شديد" من تصرف النادي الكاتالوني، معتبرةً أنه كان يمكنه إبلاغ الجهاز الطبي للمنتخب مسبقًا، خصوصًا أنّ برشلونة كان قد خطط بحسب الصحيفة، لبدء برنامج علاجي خاص للاعب بدءًا من يوم الاثنين التالي، تحت إشراف الطبيب البلجيكي إرنست شيلدرز، المتخصص في جراحة منطقة الحوض.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر داخل برشلونة تأكيدها أن للنادي "كامل الحق" في حماية لاعبه، مشيرة إلى أنّ آلام الحوض التي يعاني منها يامال "تظهر وتختفي" وتمنعه من اللعب بكامل قدرته.
وأضافت المصادر أنّ النادي استند في قراره إلى مبدأ "تغليب مصلحة اللاعب الصحية على أي استحقاق دولي"، مشيرة إلى أن حالة يامال تشبه إصابة نيكو ويليامز لاعب أتلتيك بلباو الذي استُبعد من قائمة المنتخب للسبب نفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ رئيس الاتحاد الإسباني رافائيل لوزان، بادر إلى التواصل مع رئيس برشلونة، جوان لابورتا، لتهدئة الأجواء ومحاولة نزع فتيل التوتر بين الطرفين بعد صدور البيان الذي عُدّ "الأكثر حدة في تاريخ الاتحاد بشأن غياب لاعب".
وزاد من حدّة الأزمة التراشق الإعلامي بين مدرب المنتخب لويس دي لا فوينتي ومدرب برشلونة هانسي فليك، إذ كان الأخير قد صرّح سابقًا بأن "يامال ذهب إلى المنتخب وهو يعاني من آلام، وعاد بأسوأ حال، رغم حصوله على مسكنات ومشاركته في مباراتين متتاليتين".
وأضاف فليك: "إسبانيا تمتلك كثيرًا من اللاعبين الكبار، لكن عليها أن تعتني بهم". وردّ دي لا فوينتي لاحقًا بلهجة حاسمة قائلًا: "لا أتذكر ما قاله فليك، ولا يهمّني ما قاله أصلًا".
وذكرت الصحيفة أن حادثة يامال عمّقت الانقسام بين الجهازين الطبيين للنادي والمنتخب، وفرضت على الطرفين مراجعة آليات التواصل والتنسيق مستقبلًا، في وقت يحرص برشلونة على ضمان تعافي لاعبه قبل بطولة كأس العالم المقبلة التي ستنطلق بعد 7 أشهر.