لبنان
ثانوية المهدي (ع) الحدث كرمت عوائل الشهداء من أولياء أمور وتلاميذ
فضل الله: لا نخاف من أميركا ولا من "إسرائيل" ولا من تهديدهما
برعاية مسؤول منطقة بيروت في حزب الله السيد حسين فضل الله، ولمناسبة يوم الشهيد والذكرى الـ43 لعملية فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير، أقامت ثانوية المهدي (ع) - الحدث، احتفالًا تكريميًا لعوائل الشهداء من أولياء أمور وتلاميذ، وذلك في قاعة الشهيد محمد باقر الصدر في الثانوية في الحدث، بحضور الهيئتين الإدارية والتعليمية في الثانوية، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات التربوية والثقافية والاجتماعية، عوائل الشهداء، وجمع من الطلاب.
افتتح الاحتفال بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ثمّ جرى تقديم مشهدية تحكي سيرة الشهداء وعن عظيم ما قدموه في سبيل الدفاع عن الوطن وشعبه، بعدها، تم عرض فيلم تضمن أبرز وصايا الشهداء التي استحالت رمزًا خالدًا، وفعلًا استنهاضيًا يشحذ الهمم، ثمّ كانت كلمة باسم عوائل الشهداء، قبل أن يؤدي أبناء الشهداء قسم العهد والبيعة بحفظ دماء آبائهم، وإكمال مسيرة الجهاد والمقاومة.
فضل الله
وكانت كلمة لراعي الاحتفال السيد حسين فضل الله شدّد فيها على أن "الشهداء لم يكن في أكفهم سوى أنفسهم فجادوا بها، وقدموا هذه النفس التي هي أغلى ما يملكون، ولم تكن تعني لهم شيئًا كلّ زخارف هذه الدنيا، والحطام الذي نتنافس عليه، والدنيا التي قد نتنازع عليها بمشخصاتها المختلفة، وعليه، فإذا أردنا أن نكون أوفياء لهؤلاء الشهداء، علينا أن ننجح في جهادنا الأكبر، لأنه الميدان الأكبر، ففي الجهاد الأصغر، يمكن لرصاصة واحدة أن تحقق الشهادة، بينما في الجهاد الأكبر، علينا أن نصافي كلّ يوم مرة بعد مرة، وأن ننتصر في هذه المعركة، كي نحقق نجاحنا في الجهاد الأكبر، وبذلك نستطيع أن نحقق أمانة الشهداء، ونستطيع أن نقول إننا قبلنا التحدّي الذي يواجهنا اليوم بكلّ الاتّجاهات، والذي يريدون من خلاله أن نسقط ونستسلم".
وأشار فضل الله إلى أن "البعض يتحدث عن الخسائر التي تصيب جسم هذه الأمة والمسيرة والمقاومة، ولكن نحن لا نرى فيها إلاّ تضحيات، وهناك فرق كبير بين الخسائر والتضحيات، لأن التضحيات تبذل في سبيل مشروع"، لافتًا إلى أن "ما يبذل من تضحيات اليوم، ثمنه أقل بكثير من الأثمان التي يمكن أن ندفعها عندما تحصل التنازلات والاستسلام، ويكفي لنا الآن أن نشاهد مشاهد اعتداء المستوطنين على أهلنا في قرى الضفّة الغربية، بحيث يدخلون إلى النساء ويرمونهن أرضًا ويخلعون حجابهن، فهذا هو مشهد التصالح والتمالح الذي يدعوننا إليه ليكون بيننا وبين "إسرائيل"، ويريدون منّا أن ننسى بسرعة 75 ألف شهيد فلسطيني، وأن ننسى ونبيع دماء 20 ألف طفل فلسطيني قتلوا في المعركة الأخيرة بدم بارد، ويريدون منا أن نضع يدنا بيد هذا العدو، وأن نأمن له ونسلّم رقابنا له تحت عنوان "أننا لا نملك الخيار"، بينما في الحقيقة، أن الآخرين هم من لا يملكون الخيار".
وأكد فضل الله أن "مقاومتنا وثقافتنا وأخلاقنا وما تعلمناه يفتح أمامنا خيارات كثيرة، بينما أقفلت السبل في وجه الآخرين، لأنهم يتطلعون إلى لحظة الخضوع والانحناء أمام هذا الضغط والتهويل الكبير، والذي لا يمكن أن يضعفنا أو يهزمنا، فنحن أبناء هؤلاء الشهداء وهذه البيئة والمجتمع، لا نخاف من أميركا ولا من "إسرائيل" ولا من تهديدهما على الإطلاق، ولا يزيدنا ذلك إلاّ قوة وفرحة بلحظة المواجهة".
وختم فضل الله موضحًا أن "الذين يقتلون الناس في كلّ مكان في العالم على مدى مئات السنين، هم الذين يملكون ثقافة الموت، وأما المقاومة، فهي في أعلى درجات ثقافة الحياة، لأن من يبذل روحه من أجل حياة الآخرين، هو الذي يحيك ثقافة الحياة".
واختتم الاحتفال بتوزيع الدروع التقديرية على عوائل الشهداء.


