فلسطين
أدانت الأمم المتحدة ودول غربية وعربية جريمة إحراق المستوطنين لمسجد "الحاجة حميدة" الواقع بين بلدتَي دير استيا وكفل حارس في شمال غرب سلفيت بشمال الضفة الغربية المحتلة، وحمّلت حكومة الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن الجريمة.
فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إحراق المستوطنين لمسجد "الحاجة حميدة".
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، إنّ "الأمين العام للأمم المتحدة يُدين الهجوم ويعرب عن قلقه إزاء ما حدث"، مؤكّدًا أنّ "مثل هذه الأفعال العنيفة وتدنيس الأماكن الدينية أمر غير مقبول إطلاقًا"، ومشدّدًا على "وجوب احترام دور العبادة دائمًا وضمان حمايتها".
من ناحيتها، أدانت الأمانة العامة لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، في بيان، "الجريمة الإرهابية المتمثلة في إحراق مسجد في محافظة سلفيت"، مشيرةً إلى أنّ "إحراق دور العبادة يمثّل استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين واعتداءً على حرمة المقدّسات، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف".
وبيّنت المنظمة أنّ "هذه الانتهاكات تُرتكَب تحت حماية ودعم من قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، ونتيجة مباشرة لسياسات التحريض والتطرُّف والعنصرية والتطهير العرقي التي تُمارَس ضد الشعب الفلسطيني".
بدورها، أدانت كوبا بأشد العبارات "جريمة إحراق المسجد في الضفة الغربية، وما رافقها من كتابة عبارات عنصرية ومعادية على جدرانه"، معتبرةً ذلك "اعتداءً يعكس تصاعد الهمجية التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين ومقدّساتهم".
وقال وزير الخارجية الكوبية؛ برونو رودريغيز باريا، إنّ "إحراق المسجد يمثّل ترسيخًا لسياسة الكراهية والتحريض على العنف والإفلات من العقاب والإبادة التي يتبعها المحتل الصهيوني"، مشيرًا إلى أنّ "هذه الاعتداءات تندرج ضمن سياسة استيطانية ممنهجة تستهدف طمس الهوية العربية والإسلامية للأراضي الفلسطينية المحتلة".
وبينما جدّد التأكيد على "وقوف كوبا الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، دعا المجتمع الدولي إلى "تَحمُّل مسؤولياته ووقف الصمت الذي يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين والمقدّسات الإسلامية في الضفة الغربية".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية السويسرية "عمليات إحراق الممتلكات الفلسطينية"، مُعرِبة، في بيان، عن "قلقها البالغ إزاء تصاعد عنف المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية".
ودعت الخارجية السويسرية إلى "وقف هذا العنف والتوسُّع المستمر للمستوطنات غير القانونية"، كما حثّت "إسرائيل" على "احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بشدّة "تزايد هجمات المستوطنين "الإسرائيليين"" على الفلسطينيين.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية؛ فؤاد المجالي، أعمال العنف بأنّها "امتداد لسياسات الحكومة "الإسرائيلية" المتطرّفة وخطاباتها التحريضية التي تؤجج العنف والتطرف ضد الشعب الفلسطيني".
من جانبها، اعتبرت "اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين"، أنّ "إقدام مستوطنين "إسرائيليين" على إحراق مسجد تحريض خطير على الكراهية الدينية".
وأدانت اللجنة، في بيان، "الجريمة التي ارتكبتها عصابات المستعمرين بإحراق مسجد "الحاجة حميدة" الواقع بين بلدتَي دير استيا وكفل حارس في شمال غرب سلفيت، وخطّ شعارات عنصرية على جدرانه".
وكان مستوطنون قد أضرموا النار في مسجد "الحاجة حميدة" في سلفيت بشمال الضفة الغربية المحتلة، الخميس 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وخَطُّوا عليه شعارات عنصرية باللغة العبرية ضد الإسلام والفلسطينيين.
وأظهرت صور نشرتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية الفلسطينية كتابةً باللغة العبرية على واجهة المسجد تقول: "محمد "خنزير""، في إشارة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
ووصفت الوزارة، في بيان، الاعتداء على المسجد بـ"الجريمة البشعة والاعتداء الصارخ على مشاعر المسلمين".
وأكّدت أنّ "الاعتداء أدّى إلى إحراق أجزاء من المسجد وتلطيخه بكتابات عنصرية من قِبَل عصابات المستوطنين الذين يعتدون بشكل يومي على المقدّسات الإسلامية وعلى ممتلكات المواطنين، في ازدياد ممنهَج في وتيرة هذه الانتهاكات ونوعيّتها".