لبنان
النائب جشي: سنواجه مشروع "السلام" الأميركي -"الإسرائيلي" وخداعه لتحقيق الاستسلام
حزب الله أقام احتفالًا تكريميًا لشهداء بلدة الحلوسية
تخليدًا للدماء الزاكية ووفاءً للتضحيات التي بُذلت من أجل حفظ كرامة الوطن وأهله، أقام حزب الله احتفالًا تكريميًا لشهداء بلدة الحلوسية الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، إلى جانب رئيس بلدية الحلوسية سلمان حرب، عوائل الشهداء، وعلماء دين وفعاليات وشخصيات، وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
استهل الاحتفال بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم، ثم ألقى النائب جشي كلمة حزب الله، فأشار إلى استمرار الضغوط الأمريكية على لبنان ضمن اعتمادهم سياسة العصا والجزرة، ووضع بلدنا أمام خيارين إما الدخول في ركب السلام الموهوم وتخلّينا عن المقاومة وعدم تسليح الجيش اللبناني بما يمكّنه من قتال العدو "الإسرائيلي" وفق ما جاء في كلام المبعوث توم براك، بما يعنيه ذلك من التخلي عن كل أسباب القوة في مواجهة العدو، أو أن "إسرائيل" ستتحرك منفردة لنزع سلاح المقاومة.
وقال النائب جشي: وفق المنطق الأميركي، فإن على لبنان أن يدفع ثمنًا كبيرًا، وأن يتعرض لأضرار بالغة، ولكي يتجنب ذلك على الجيش اللبناني الوطني أن يبادر إلى نزع سلاح المقاومة ولو بالقوة، ولا مشكلة لديهم ولدى أتباعهم في أن يتقاتل اللبنانيون فيما بينهم، أما الكلام عن السلام، فقد صرّح المسؤولون الأميركيون عن فرض السلام بالقوة في المنطقة، وكلام وزير الحرب الأميركي كان واضحًا في هذا الخصوص.
وأضاف النائب جشي: نقول وفق المنطق الذي يقبله العقلاء، أن السلام عادةً بين دولتين يُصنع بإرادتهما معًا وفقًا لمصالحهما التي تقتضي ذلك بصرف النظر عن ظروف كل دولة على حدة، أما أن يُفرض السلام بالقوة على دولة ما وفقًا لمصالح دولة أخرى وبشروط تُفرض من الطرف الأقوى، فهذا ليس سلامًا إنما استسلامًا وخضوعًا لمنطق الأقوى. وكلام براك يؤكد ذلك؛ إذ قال في إحدى مقابلاته "إن الكلام عن "السلام" في المنطقة وهمٌ، والهدف هو الإخضاع"، وقال أيضًا "إن هناك طرفًا يريد الهيمنة وأن على الطرف الآخر أن يقتنع بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا؛ بل عليه أن يخضع".
وشدّد النائب جشي على أنه عندما لا يكون لدينا إمكانات للمواجهة -وهذا ما يريده الأميركي المخادع- سيكون علينا أن نخضع لما يريده العدو مُرغمين من دون أن نملك خيارًا سوى الاستسلام والخضوع،.وهذا ما يُراد للبنان واللبنانيين، فجميعنا يعلم أن العدو "الإسرائيلي" طامع في أرضنا ومياهنا وثرواتنا ولا يقيم وزنًا لأي من الاعتبارات والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وقال النائب جشي: في هذا السياق، ننظر إلى الدول التي وُعدت بالرفاه والمستقبل الواعد بعد معاهدتي "الاتفاق" مع العدو في مصر والأردن، فقد مضى على اتفاقية "كامب ديفيد" الموقعة عام 1978 قرابة 47 عامًا، ورغم ذلك يعيش الشعب المصري ضائقة اقتصادية خانقة ولم يستفد من الاتفاقية، فضلًا عن الخسائر التي من ضمنها خسارة مصر لدورها الريادي في العالم العربي، والأمر نفسه في الأردن التي مضى 31 عامًا على توقيعها اتفاقية وادي عربة في العام 1994، وتعيش اليوم في ظروف اقتصادية لا تُحسد عليها، ومن هنا نقول للسادة في لبنان الذين ينظّرون للسلام مع العدو، إن ليس من مصلحة لبنان الأمنية والاقتصادية والسيادية أن يمضي في هذا المسار.
وتابع النائب جشي: بصرف النظر عن وجهة نظرنا تجاه هذا العدو، لأننا نرى أن صراعنا معه هو صراع وجودي، ولسنا نحن اللبنانيين وأبناء المنطقة السبب، إنما وجود هذا العدو على حساب المنطقة وشعوبها وتغوّله وتسلّطه على بلادنا وأمتنا هو المشكلة. والمشكلة تكمن في وجوده بيننا وفي خطورة ذلك على وجودنا ومصالح أبنائنا. وخير دليل على ذلك أن الصهاينة أتوا من أصقاع الأرض وبنوا دولة في فلسطين على حساب شعبها بالقوة والمجازر، وهم اليوم يعلنون جهارًا ونهارًا أنهم لا يقبلون بوجود دولة فلسطينية ولو شكليًّا ظلمًا وعدوانًا على رؤوس الأشهاد، مع أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض وكل أهل العالم يعرفون ذلك، فهل يتعلم اللبنانيون مما يفعله هذا العدو مع الشعب الفلسطيني اليوم؟
وختم النائب جشي: موقفنا أننا سنواجه مشروع "السلام" الأميركي و"الإسرائيلي" الزائف والمخادع الذي يستبطن الخضوع والاستسلام، لأننا نرى في وجود هذا الكيان الغاصب خطرًا وجوديًا على شعبنا وأرضنا ومياهنا وثرواتنا، وأنه لا إمكان للتعايش السلمي مع هذا العدو الذي يمثل الشر المطلق كما وصفه إمام المقاومة ومؤسسها السيد موسى الصدر، العدو المجرم والمتوحش والناقض للعهود والمواثيق والذي لا يُؤتمن جانبه، وأن لا ضمانة لنا نحن اللبنانيين إلا بالتمسك بوحدتنا وبعناصر قوتنا حتى نتمكن من ردعه ومنعه من الاعتداء علينا.