اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي بالصور| الذكرى السنوية الأولى للقائد الإعلامي الحاج محمد عفيف النابلسي ورفاقه الشهداء

كلام الأمين

كلمة الشيخ قاسم في الذكرى السنوية الأولى للشهيد الحاج محمد عفيف ورفاقه
كلام الأمين

كلمة الشيخ قاسم في الذكرى السنوية الأولى للشهيد الحاج محمد عفيف ورفاقه

34

الكلمة الكاملة للأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الإعلامي الكبير ‏الحاج محمد عفيف ورفاقه الشهداء، الذي أقامه حزب الله في مجمع الإمام حسن المجتبى عليه السلام في الضاحية الجنوبية- بيروت 17-11-‌‏2025‏:

بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، مولانا وحبيبنا ‏وقائدنا أبي القاسم محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين والشهداء ‏إلى قيام يوم الدين.‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

نلتقي اليوم في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأخ القائد الإعلامي الكبير الحاج محمد عفيف. نتحدث عن بعض مواقفه ‏وسيرته، ثم ننتقل إلى الوضع السياسي ونتحدث عن بعض الأمور.‏

الحاج محمد عفيف اسمٌ لامع في عالم الإعلام، وقلمٌ قوي في الكتابة والإلقاء، ومخزونٌ كبير من الثقافة والوعي وحسن الرؤية ‏واستقامة الطريق. هذا الإنسان المميز هو الذي كان يتصدّى لمسؤولية العلاقات الإعلامية منذ أكثر من عشر سنوات تحت ‏إشراف سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه. وتاريخه الإعلامي تاريخٌ معروف من البداية ‏في الجنوب، ثم في بيروت، ثم في إدارة الأخبار في قناة المنار، ثم في المسؤولية الإعلامية: مسؤولية العلاقات التي اتخذت ‏خصوصية بوجوده بسبب قدرته على مواكبة الواقع الإعلامي ونسج العلاقات مع كل الوسائل الصديقة والخصمة أو ‏المُخاصمة، واستطاع أن يعطي بصمة خاصة للعمل الإعلامي في حزب الله.‏

بعد شهادة سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، رضوان الله تعالى عليه، اتصل بي وقال: "يجب أن نسلك طريقاً ‏مختلفاً عما كانت عليه العلاقات الإعلامية قبل الحرب".‏
قلت: "وما هو اقتراحك؟"‏

قال: "أنا أقترح أن تُقام عدة مؤتمرات صحفية، وأنا حاضر كمسؤول للعلاقات الإعلامية أن أقيم هذه المؤتمرات، لأن المطلوب ‏أن نقدّم توضيحات لأمور لا تكفي فيها كلمة الأمين العام، خاصة أن الفاصل بين الكلمة والأخرى هو فاصل زمني يتجاوز ‏الأسبوع في بعض الأحيان، فيجب أن نملأ الفراغات التي تتواجد خلال هذه الفترة".‏

وافقتُه على الفكرة، لأن قرار إقامة المؤتمرات الصحفية هي بيد الأمين العام، واتفقت معه أن يُرسل لي العناوين التي سيتحدث ‏بها، أما التفاصيل فهو بارع ولا يحتاج إلى توصية. وبالتالي كانت هذه المؤتمرات الصحفية المميزة للحاج محمد عفيف، والتي ‏سدّت ثغرات مهمة. وكُنّا دائماً على تنسيق من أجل حسن الإخراج، ومن أجل إيصال الرسائل التي نريد إيصالها إلى ‏جمهورنا، وإلى العدو. ‏

طبعاً تميّز الحاج بثقافته الواسعة والمتنوعة، وخاصة لجهة اختصاصه على المستوى الإعلامي. وهذا يُلقي مسؤولية على كل ‏الإعلاميين في وسطنا أن يتميّزوا بسعة الأفق الثقافي والسياسي، ومتابعة الأحداث، والتشاور، ودائماً عقد الجلسات التي تُساعد ‏على أن تتبلور بعض الأفكار التي يُعطيها عادة المسؤول الإعلامي إلى المسؤولين، إلى الأمين العام، إلى غيره، كذلك هو ‏يستخدمها في كيفية التعبير بطريقة أو بأخرى.‏

هنا لا بدّ أن أركّز على نقطة هامة: الحاج محمد عفيف هو إعلامي ملتزم على المستوى الإسلامي، وعلى المستوى السياسي، ‏وعلى مستوى منهج المقاومة. هو من الذين يؤمنون ويعملون بالآية الكريمة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ‏أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".‏

هو من الذين يؤمنون أن الإعلام الكاذب لا يصنع مساراً، وأن الإعلام المضلل لا يؤسس لبنيان. أما الإعلام الصادق فهو الذي ‏يُعطي المجتمع، ويُعطي السياسيين، ويُعطي الساحة مساراً دقيقاً لخياراتها، وإذا وثقت الساحة بإعلام أو بتعاليم معينة يُلقيها هذا ‏الإعلام أو ذاك، فهذا يعني أننا أمام تثقيفٍ للجمهور ووعيٍ للجمهور على حقائق موجودة، يستطيع معها أن يتخذ الموقف ‏الصحيح.‏

من الملفت ما قاله أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام لمالك الأشتر عندما ولاّه على مصر، قال له: "لا تعجلنّ إلى تصديق ساع، ‏فإن الساعي غاشٌّ، وإن تشبه بالناصحين".‏

يعني: عندما يسعى لك شخص ليُعطيك معلومة، يجب أن تنتبه: من هو هذا الساعي؟ هل هو فاسق؟ هل هو مؤمن؟ هل هو ‏ملتزم؟ هل هو إنسان صادق أو لا؟ هذا الساعي الذي يأتي إليك يبث المعلومة، معناه انتبه! هذا قد لا يكون من الناصحين، ‏فيجب أن تدقّق بالموضوع.‏ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: الحاج محمد عفيف كان من هذه المدرسة: مدرسة الإعلام الصادق، مدرسة الإعلام الذي ينتبه بأن الناس لهم حق أن يعرفوا ‏الحقيقة.‏

هنا يجب تحصين ساحتنا من خلال مراقبة ما يُبث على المستوى الإعلامي. أنتم تعرفون اليوم مئات القنوات، ومئات وسائل ‏التواصل، بل آلاف وسائل التواصل، ومئات المواقع الإلكترونية تبث أخباراً كاذبة من غرفٍ سوداء، من أجل أن تُضلّل، ومن ‏أجل أن تعطي الصورة المخالفة للحقيقة. مع العلم أن الصورة أحياناً تكون ناصعة وتكون واضحة: أي صورة أوضح من حقّ ‏المقاومة في الدفاع ضدّ الاعتداء الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي على لبنان؟ أي صورة أوضح من هذه المجازر التي ارتكبها ‏العدوان الإسرائيلي سواء في لبنان أو في فلسطين؟ أي صورة أوضح عندما يقتل العدوان المدنيين والإعلاميين، ويقتل كل من ‏يسير على الأرض لأنه في الجبهة المقابلة؟ لكن وظيفة الإعلام أن يُبرّز هذه الصور. ‏

الحاج محمد عفيف كان يسعى من خلال اتصالاته المختلفة أن يبرز هذه الصور، أن يكررها، أن يعطيها حقها حتى يتعرف ‏الناس، ليس فقط عندنا، بل حتى على مستوى العالم. أنتم تعلمون إلى اللحظة الأخيرة، كان يقول الأمريكي والإسرائيلي ‏والمتواطئون معهما: "لا يوجد إبادة في فلسطين في غزة"، مع العلم أن كل العالم رأى على الشاشات التلفزيونية مباشرة كيف ‏تحصل الإبادة، وكيف يحصل التجويع، وكيف يحصل القتل اليومي لأهل غزة من الرجال والنساء والأطفال.‏

عندما يكون لدينا إعلامي أو إعلاميون صادقون ملتزمون لديهم خبرة، يتمكنون من تسويق الفكرة. عندما قتلوا الحاج محمد ‏عفيف، قتلوه لأنه نجح في تسويق الفكرة والسردية المقاومة التي أرادها حزب الله، والتي هي تعبير عن واقع المقاومة ‏الإسلامية وجمهور المقاومة الإسلامية.‏

يجب أن ندقّق دائماً بالمعلومة قبل أن ننشرها، وقبل أن نتبنّاها، وقبل أن نحاكمها، وأن نحلّل على أساسها. قال تعالى: "وَلَا ‏تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".‏

هذه مسؤولية علينا جميعاً. لا يكفي أن ننظر إلى الإعلامي ودوره، على الناس أيضاً أن لا يتلقّوا الخبر إلا من الجهة الموثوقة، ‏ولا يتلقّوا التحليل إلا من الجهة الموثوقة.‏

الحاج محمد عفيف كان نموذجاً للتحليل الموثوق، وللخبر الصحيح. وكل من اتصل به من الإعلاميين الأصدقاء أو الوسائل ‏المختلفة كان دقيقاً وصريحاً وصادقاً في إعطاء المعلومة أو تصحيح المعلومة.‏

الحاج محمد عفيف كان له دور مهم في تبيان مفاهيم المقاومة بشكل دقيق. عندما قام بمؤتمره الصحفي يوم الشهيد قال: "مفهومُنا ‏للانتصار والهزيمة مفهوم أي حركة مقاومة في التاريخ: أي منع العدو من تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية".‏

إذًا، لاحظوا بالتحليل الإعلامي: عندما يخرج هذا الإعلامي النبيل الصادق المؤمن المخلص ويعرض الفكرة أو الخلفية أو ‏النتيجة المتوقعة بطريقة محدودة وبجملٍ عديدة لكنها واضحة في آفاقها، هذا جزءٌ من التثقيف الإعلامي والسياسي، وهذا جزءٌ ‏من نقل الخبر مع نقل التحليل الموجود لهذا الخبر.‏

افتقدناك يا حاج محمد، كنت علَماً مهماً، كنت الصاحب المحب والمرتبط بسماحة السيد حسن، رضوان الله تعالى عليه، ‏واستطعت أن توجد بصمة مهمة في العمل الإعلامي. إن شاء الله إخوانك ومن تابعوك ومن خلفوك سيكونون على هذا النهج.‏

هنا لا بد أن نحيّي تحية خاصة لوالد الشهيد محمد، سماحة العلامة المجاهد الشيخ عفيف النابلسي، المعروف بمكانته ودوره — ‏رحمه الله — هو الذي سعى وعمل على هذه التربية الصالحة. وكذا تحية إلى الوالدة المباركة الجليلة العاملة في سبيل الله ‏تعالى، وكل العائلة وكل الأهل.‏

هنا لا بد أيضاً أن نذكر الشهداء الأربعة الذين استُشهدوا معه، ولازموه كظلّه:‏

الشهيد موسى أحمد حيدر، أمين السرّ، والشهيد حسين علي رمضان، وهو محرر في مكتب التحرير، والشهيد هلال محمد ‏ترمس، أيضاً محرر في مكتب التحرير مع الحاج محمد، والشهيد محمود إبراهيم الشرقاوي الذي رافقه لفترة طويلة.‏

هؤلاء الشهداء الأربعة ارتقوا مع الشهيد محمد عفيف، وشكّلوا قوة مهمة مساندة له، لم يفارقوه في كل تحركاته وفي كل عمله ‏ونشاطه. وهذا فخر كبير لهم جميعاً أن يكونوا في هذا الموقع.‏

هنا لا بدّ أيضاً أن نذكر الإعلاميين الشرفاء الذين استُشهدوا في لبنان من كل المؤسسات الإعلامية، الذين عملوا بشكل واضح ‏لفضح وكشف العدو الإسرائيلي. وبالتالي هؤلاء الشهداء أيضاً لهم منّا تحية وتبريك.‏

وأيضاً للإعلام اللبناني والعربي والدولي، فيما يتعلق بوقوفه إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني، وهذه المقاومة الجليلة ‏الأبية.‏

دور الإعلام كان مهماً جداً. اغتيال إسرائيل للإعلاميين لأنهم تركوا أثراً حقيقياً في إبراز حقيقة المعركة. هؤلاء قدّموا الوقائع ‏والحقائق، وواجهوا إعلام الطواغيت والمجرمين.‏ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: لا تستهينوا بالنتيجة التي حققها الإعلام المقاوم والإعلام الحليف المؤيد للمقاومة، وإلا لما استهدفوهم. وأيضًا الصورة الآن على ‏مستوى العالم، وليس على مستوى لبنان فقط، صورة مشرقة للمقاومة، وتُبيّن إجرام أمريكا وإسرائيل، وهذا إنجاز عظيم.‏

إلى أرواح الشهداء: روح الشهيد محمد، والشهداء الأربعة، وشهداء الإعلام، إلى أرواحهم جميعاً نهدي ثواب السورة المباركة ‏الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.‏

من باب الوفاء وقبل أن أدخل إلى الحديث السياسي: في هذا التاريخ، في عشرين تشرين الثاني من سنة 1935 استُشهد قائد ‏وطني كبير وداعية إلى الله، هو عز الدين القسام، الذي أطلق هذا التحرك المهم في فلسطين المحتلة، وهو اشتُهِر بحُسن تنظيم ‏الخلايا السرية للمقاومة لمقاومة الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية في ذلك التاريخ، قبل أن تتكون نواة الكيان ‏الإسرائيلي. تحية إلى الشهيد عز الدين القسام.‏

وكذلك في التاريخ نفسه تقريباً، في 17 تشرين الثاني سنة 1984 استُشهد رجلٌ عالمٌ جليلٌ هو السيد عبد اللطيف جواد الأمين. ‏هذا السيد الجليل قُتِل على باب داره، مثل اغتيال الشهيد الشيخ راغب حرب، وذلك في الجنوب، لأنه كان من العاملين ‏والمؤيدين للمقاومة. له قول: "يا أبناء عاملة، لا تخافوا من الخوف، فإن هؤلاء اليهود هم الخوف في ثياب رجال". يعني: كان ‏يستهين بهم ولا يعتبر أنهم على درجة من الأهمية.‏

رحم الله الجميع، وإن شاء الله نحن نبقى على خط المقاومة، ونستمر في خط المقاومة.‏

إلى عوائل كل الشهداء الذين ذكرناهم والذين لم نذكرهم، إلى كل الأبناء والأهل والأحبة: أنتم في موقع الفخر بهؤلاء الشهداء.‏
إلى أرواحهم جميعاً نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.‏

سأتحدث عن ثلاث نقاط في السياسة:‏

النقطة الأولى: في 22 تشرين الثاني سنة 1943 أخذ لبنان استقلاله، ومنذ ذلك الوقت نحتفل بعيد الاستقلال في هذا الزمن، ‏كيف انتزع اللبنانيون استقلالهم؟ اجتمع مجلس النواب وأقرّ تعديلات دستورية في 8 تشرين الثاني 1943 مع وجود الانتداب ‏الفرنسي، والتعديلات التي أقرها ألغت المواد التي تمنح صلاحيات للانتداب الفرنسي. فما كان من القيادة الفرنسية إلا أن ‏أقدمت على اعتقال قادة لبنان: بشارة الخوري ورياض الصلح وعدد من الوزراء، وزجّتهم جميعاً في قلعة راشيا.‏

انتفض الناس، وتحرّك الشارع، وكانت المظاهرات الكبيرة، مما اضطر الانتداب الفرنسي أن يُفرج عن المعتقلين في 22 ‏تشرين الثاني 1943، وأن يعلن الاستقلال.‏ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: لم يحصل لبنان على استقلاله إلا بالمعاناة وبالمطالبة وبالموقف وبالسجن، وقبله بكثير كان هناك الشهداء.‏

لقد رضخت فرنسا للضغوط الشعبية بشكل مباشر، وحصل لبنان على استقلاله.‏
ماذا يعني الاستقلال؟ الاستقلال هو تحرير الأرض، ورفض التبعية للوصاية الأجنبية.‏

نحن نؤمن باستقلال لبنان على كامل أراضيه، لـ 10452 كيلومتراً مربعاً، ولا نقبل أن ينقص شبر واحد من لبنان، وأن ‏يكون عزيزاً كريماً محرّراً، وبعيداً عن التبعية والوصاية، أيًّ كانت هذه الوصاية.‏
في الاستقلال كان المسلمون والمسيحيون معاً قلباً واحداً، ولذلك حرّروا.‏

لاحظوا: لما كان الاحتلال قد بدأ في سنة 1978 بأخذ قطعة كبيرة من الأرض، ثم بعد ذلك باجتياح 1982، أحد عوامل أن ‏طال الاحتلال إلى فترة من الزمن أن بعض اللبنانيين عملوا عملاء تحت إمرته. هؤلاء طوّلوا الاحتلال لأنهم كانوا في ‏الواجهة مع المقاومين، وكان الإسرائيلي وراءهم. وبالتالي هؤلاء العملاء سبّبوا طول الاحتلال. الاحتلال اللبناني استمر ‌‏22 سنة، يعني الإسرائيلي احتلّ لبنان 22 سنة بشكل مباشر وواسع.‏

بعد التحرير سنة 2000، الحمد لله، الجميع اعتبر أن إسرائيل عدو، وأن من يتعامل مع هذا العدو سيكون منبوذاً من كل ‏اللبنانيين، لأن الجميع شاهد، شاهدوا ما حصل في لحد، كان ذليلاً عندما خرجت إسرائيل من لبنان سنة 2000، والصور ‏تشهد على ذلك.‏
المقاومة هي بالحقيقة فعلٌ لطرد المحتلّ، والمقاومة موجّهة ضد العدو الإسرائيلي. أي توجّه من أي جهة لبنانية أو من أي ‏شخصية لبنانية تعمل لتبرّر للعدو الإسرائيلي بعد التحرير، هذا يعني أنها تريحه بمواقفها، وبالتالي هذا يؤدي إلى إعطاء ‏العدو فرصة داخلية إضافية لاحتلاله.‏

أنا أقول لكم: فلنعمل مثل ما عملنا سنة 2000. سنة 2000 خرج الإسرائيلي، كنا جميعًا يداً واحدة - الحمد لله - وقلنا: عفى ‏الله عما مضى. اليوم، إذا كنا يداً واحدة، فليخرج الإسرائيلي من أرضنا، وليوقف العدوان، وليفرج عن الأسرى، ونحن ‏نستطيع أن نتفاهم مع بعضنا. من الخطأ أن يعمل البعض لخدمة المشروع الإسرائيلي.‏

ما يجري اليوم في لبنان ليس عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بل ما يجري هو عدوان موصوف ابتدائي يهدف إلى ‏السيطرة على لبنان وتجريده من قوته، كل أنواع القوة التي يملكها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً يريدون التحكم بلبنان.‏

انظروا إلى ما جرى مع اليونيفيل أمس: اليونيفيل هو الذي أصدر بياناً بأن جداراً قد بناه الإسرائيلي تجاوز فيه الخط ‏الأزرق، ما جعل أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني. واليونيفيل هو الذي أعلن ‏بأن الإسرائيلي أطلق عليه النار، على جنوده، وكان يمكن أن يُصابوا على بعد أمتار، كانوا بعيدين عن إطلاق النار.‏

هذا يعني أن الكلّ في مواجهة هذا العدوان، وبالتالي هذا العدوان لا يقبل أحد: لا اليونيفيل، ولا الجيش اللبناني، ولا يقبل ‏بالأصل أن يكون هناك استقرار لا في جنوب لبنان ولا في كل لبنان. يريد أن يسيطر بحجج مختلفة، وهو يعتدي على ‏الجميع.‏

هذا الاعتداء على اليونيفيل وعلى الجيش اللبناني وعلى المدنيين يدل بشكل واضح أننا أمام عدوان خطير له امتداداته يجب ‏أن نواجهه بكل الأشكال الدبلوماسية والسياسية، وأن نفكر بكل الوسائل التي تؤدي إلى وضع حد لهذا العدوان.‏

الحكومة مسؤولة أن تفكر، الدولة اللبنانية بأركانها مسؤولة أن تضع برامجًا للمواجهة حتى نتمكن من مواجهة هذا ‏العدوان.‏
عندما يلتقوا معنا المبعوثون الدوليون، ويلتقوا مع غيرنا أيضاً، لكن عندما يلتقوا معنا يقولون: "معكم حق"، لكن يا أخي، ‏إسرائيل متغوّلة، وأمريكا تدعمها، ليس عندكم خيار إلا أن تتجاوبوا، ماذا يعني؟ أي تستسلموا. لماذا؟ هل للإسرائيلي حق؟ ‏قالوا: "لا، ليس لديهم حق، الحق معكم، وهم يعتدون، لكن ماذا نفعل ليس هنالك من خيار آخر... ‏

لا، عندنا خيار آخر. العدوان هو المشكلة، وليس المقاومة. العدوان هو المشكلة، وليس أركان الدولة اللبنانية. العدوان هو ‏المشكلة، وليس الجيش اللبناني وأداء الجيش اللبناني.‏
إذًا، يجب أن نتوجّه من هذا المنطلق ونرى كيف نتصرّف.‏

من يقول أن المقاومة مشكلة لأنها لا تستسلم، يقبل أن يسلّم البلد إلى إسرائيل. نحن لا نقبل، ونحن شركاء في هذا البلد، ولنا ‏كلمتنا، ومعنا قسم كبير من الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية والحليفة، بل حتى الدولة اللبنانية: لا أحد يقبل أن يسلّم ‏لإسرائيل أن تعبث في لبنان كما تشاء.‏

أخاطب الحكومة: نحن جزء من هذه الحكومة، ونريد لها أن تنجح في بناء لبنان وتحرير لبنان. تُخطئ الحكومة عندما ‏تسلك طريق التنازلات طمعاً بإنهاء العدوان. يا أخي، أنا سأفترض وأضع عنواناً بأنه هناك نوايا طيبة، تحت عنوان "خلّينا ‏نعطيهم لنرى ماذا سيفعلون". كم مرة جربتم حظكم أيتها الحكومة؟ كم مرة جربتم التنازلات، وقدمتم العروض المسبقة من ‏طرف واحد، ولم تُثمر هذه العروض ولا التنازلات؟ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: عندنا تطبيق الاتفاق كان من جانب واحد، وبانضباط استمر لمدة سنة حتى الآن، ولم تطبّق إسرائيل شيئاً. مع العلم أن هذه ‏مبادرة، والآن الجيش اللبناني يستمر في عمله في جنوب نهر الليطاني، ولم تقم إسرائيل بأي عمل. هذا أليس اسمه تنازل؟

خطة حصرية السلاح التي قررتموها في الحكومة، والتي عدلتم فيها بعد أن وجدتم بأنها خطر كبير وخطأ كبير وخطيئة، ‏وبعد أن أعلنت المقاومة والشعب اللبناني بأنه لا يقبل بهذا الاتجاه، مع ذلك لم يتجاوبوا معكم بأي شيء.‏

الانتشار الذي يحصل في جنوب نهر الليطاني رغم العدوان المستمر هو تنازل. إعلان الاستعداد للتفاوض هو تنازل. إقرار ‏مبادئ ورقة باراك المخزية هو تنازل.‏

كل هذه التنازلات التي عملت ابتداءً لم تنفّذ إسرائيل أي خطوة، ولم يُعطِ الأمريكي أي ضمانة، ويطلبون دائماً المزيد. دائماً ‏يقولون: بعد، مطلوب من لبنان أن يعطي أكثر.‏

أنا أنصح أن نتوقف. دعونا نقول "لا"، جربوا قول "لا" على أساس حقوق لبنان، ونكون معاً جميعاً، ولو بقي بعض ‏المتلوّثين بالرغبة في السيطرة واتباع الأجنبي، سننجح معاً إذا كنا وقفنا جميعاً. معاً نصنع استقلالنا، معاً من جديد نحرّر ‏أرضنا، معاً نستعيد خطوات الاستقلال ونستطيع أن نكون كمسلمين ومسيحيين وكمناطق مختلفة في لبنان أن نكون قلباً ‏واحداً، يداً واحدة في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن ورائه أمريكا. نحن نريد حقوقنا، نريد أرضنا، نريد أسرانا، نريد ‏استقرارنا، نريد اقتصادنا وسياستنا. نحن نريد حقوقنا، ومن حقنا نحصل على هذه الحقوق كعاملين في هذه الدولة، وكل ‏الشعب اللبناني هذا هو حقه. ‏
هذه النقطة الأولى.‏

النقطة الثانية: الوصاية الأمريكية على لبنان خطر كبير جداً. هذه الوصاية لا تعمل من أجل استقرار لبنان. بعضهم قال: ‌‏"إذا لم تكن أمريكا وسيطاً، فمن يكون وسيطاً؟" أأمريكا وسيط؟! أمريكا معتدية، أمريكا راعية للعدوان الإسرائيلي، أمريكا ‏توجّه إسرائيل حول حدود العدوان ليتواءم مع الحركة السياسية والضغط السياسي.‏

اسمعوا الإسرائيلي هو يقول أنه اعتدى بعد التنسيق مع الأمريكي، وأنه قصف بعد التنسيق مع الأمريكي، وأنه قام ‏بالإجرام بعد التنسيق مع الأمريكي. لماذا يركّز دائماً على ذلك؟ حتى لا يتحمّل مسؤولية وحده، وحتى يقول أنه يعمل ‏ضمن هذا السقف الأمريكي، وهذا المطلوب منه أن تُثمّر أمريكا اعتداءاته، فلذلك يوظّفها في إطار الدور الأمريكي.‏

ارجعوا قليلًا إلى الوراء: من الذي خرّب لبنان من سنة 2019 حتى الآن؟ الأمريكيون هم الذين خربوا لبنان. التظاهرات ‏التي كانت تحصل فيها ألم شعبي صحيح، فيها مشاكل معقدة صحيح، لكن أيضاً فيها تدخل أجنبي أمريكي يريد أن يُحدث ‏فتنة داخلية وتعديل بالموازين الداخلية.‏

كان بعض الذين ينزلون على منطقة ساحة الشهداء أو رياض الصلح، كانوا يعملون ندوات تحت عنوان أنه هناك تثقيف ‏على المعارضة وتثقيف على كيفية الانتظام واستثمار هذه التحركات الشعبية. كان يأتي بعض الأشخاص من الأوروبيين ‏أو الأمريكيين، تحت عنوان أنهم دكاترة، يعملون تثقيفاً. كانوا يقولون لهم بقلب الجلسات: يجب أن يسقط الدم، إذا تبين أن ‏هذا الحراك بالمعارضة ليس كافياً. قالوا لهم: لماذا تريد أن يُسقط الدم؟ قالوا لهم: لأن الدم يعمل تحركاً. أي دم يسقط يؤدي ‏إلى فتنة داخلية، لأن هذه الفتنة الداخلية تخلط الأوراق مجدداً وتجعل الكلّ في وضع مأزوم مما يُمكّن للأمريكي أن يتدخّل ‏ويقرر ما يريد. هذا ما كانوا يقولونه لهم، يعني هؤلاء جماعة الأمريكي مع الفتن الداخلية ليصلوا إلى أهدافهم، إذا لم يصلوا ‏إليها من غير الفتن.‏

العملة انهارت بسبب أمريكا، والبنوك أفلست بسبب أمريكا، والاقتصاد تضرر بسبب أمريكا، والكهرباء منعت أمريكا أن ‏تأتينا من مصر ومن الأردن، والنفط عطّلوه من خلال طريقة العمل واستدراج العروض.‏

إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب الموجودة في لبنان، ابحث عن أمريكا، أمريكا هي المصيبة، وأمريكا هي التي تقوم ‏بهذا الأمر.‏
اليوم إذا يسمون أركان الفساد المالي في المرحلة السابقة، وأيضاً المستمرين حالياً، أركان الفساد المالي والسياسي، تجدونهم ‏بيادق بيد أمريكا، ترعاهم، وهم معروفون، ليسوا مختبئين.‏

من هنا أريد أن أقول: انتبهوا يا أخي! أمريكا تخرب حياة اللبنانيين، أمريكا مصيبة كبرى على اللبنانيين.‏

من عدة أيام أرسل وفد من الخزانة الأمريكية، ما هدف الوفد؟ هدفه أن يضيّق مالياً على حزب الله. وبالتالي يضيّق على ‏حزب الله، فيضيّق على كل اللبنانيين. وعنده مشكلة بالقرض الحسن. فليعلم، القرض الحسن مؤسسة اجتماعية، هي لكل ‏الناس وهي رئة التنفّس الاجتماعي في هذا الوضع الصعب لتيسير حياة عموم الناس والفقراء والمحتاجين. لا يملك أحد ‏سلطة منع الخير والمساعدة والتكافل. لا أحد يدخل بعدوان مجدّد، لا أحد يكون أداة.‏ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: أنصح الحكومة، أنصح حاكم مصرف لبنان، أنصح كل المعنيين: أوقفوا الإجراءات التي لا تضيّق على حزب الله فقط، ولا ‏على جمهوره فقط، بل تضيّق على كل اللبنانيين. من أجل ماذا؟ هذه التبرعات التي تأتي عبر الوسائل المختلفة، هي ‏تبرعات لمن؟ تبرعات اجتماعية، تبرعات للإعمار والترميم، تبرعات للفقراء الذين لا يجدون عملاً، من كل الطوائف، ‏عُمل معرض المونة كل الطوائف كانت موجودة فيه. المساعدات كل الطوائف تستفيد منها. القرض الحسن، الجميع ‏يستفيدون منه، طبعاً هناك غلبة بسبب بيئة معينة، هذا صحيح، لكن الكل يستفيد، ليس ممنوعًا على أحد. المستشفيات الكل ‏يستفيد منها. لماذا يفعلون هذا؟ لأنهم لا يريدون للبنان أن يكون مستقلاً ولا مستقراً.‏

وعندنا مشكلة ثانية في لبنان، أن هناك جماعة تعمل بيادق بيد أمريكا. على كل حال، أعلن رئيس الجمهورية أن هناك ‏جماعة تبخ السموم على اللبنانيين على بعضهم البعض.‏

لكن تبين ليس فقط رئيس الجمهورية يقول هكذا، قيادات سياسية من طوائف مختلفة، لن أعدّدهم كلّهم، لكن أنتم سمعتموهم ‏في الإعلام، كلّهم بالمنطق نفسه يتحدثون، أن "هناك بخ للسم". ماذا يعني "بخ للسم"؟ يعني أن هناك تحريض، هناك كلام ‏كاذب، هناك محاولة لإثارة الفتنة، هناك تحريض على إسقاط لبنان تحت إطار الوصاية الأمريكية داخلياً وخارجياً.‏
يا أنتم الذين تريدون بثّ السم، توقّفوا فقط من أجل مستقبل أولادكم.‏

أنتم إذا كنتم تريدون مستقبلاً سياسيًّا في لبنان، فلن تستطيعوا أن تنالوه بالعمالة، ولا أن تنالوه بالتبعية، بل تنالونه بشعبكم ‏الذي ترعَونه، وتوصلونه إلى الطريقة الصحيحة.‏

توقفوا عن تعبئة الناس بطريقة مذهبية وطائفية. توقفوا عن تعبئة الناس بطريقة تؤيد الاحتلال وتعطي الوصاية الأجنبية ‏الدور في لبنان.‏

هذا بلدٌ نكون فيه معاً، وحيث تُخربون يقع الخراب على الجميع، وبينهم وعلى أولادكم. لا تظنّوا أنكم تُخربون علينا وحدنا، ‏لا، بل أنتم تُخربون على أنفسكم وعلى بيئتكم وعلى أولادكم أولاً.‏

لن يفوز طابخوا السم لأنهم مكشوفون؛ يُهلّل العدوُّ بأسمائهم وأقوالهم فرحًا باستخدامهم.‏

لكن اعلموا إن استمريتم على هذا النحو فسيحلّ بكم كما حلَّ بلحد، لحد في نهاية الطريق "لبطوا" ورموه خارجًا لأنه لا ‏يبقى إلا الحق، وأصحاب الأرض هم الذين يستعيدون أرضهم.‏

هنا أنتقل إلى النقطة الثالثة: توقّفوا عن تعطيل المجلس النيابي، فإن هذا التعطيل ليس له مبرّر.‏

أنتم تقولون إنكم تعطّلونه لأنه تُريدون تعديل قانون الانتخابات. حسنًا، سيّروا المجلس النيابي وتابعوا في السياسة ما ‏تريدون، فلا أحد يستطيع أن يمنعكم من متابعة ما تريدون. لكن بالتعطيل لن تستطيعوا أن تصلوا إلى نتيجة.‏
والهجوم على الرئيس، دولة الرئيس بري، هو هجوم آثم، وليس له أي مبرّر سوى تسهيل السيطرة من خلال استدعاء ‏الوصاية الأجنبية. لأن اليوم الرئيس بري هو ركيزة استقرار لبنان، ومنع الفتنة، وبناء الدولة المستقلة والمحرّرة، مَن لا ‏يعرف هذا. ‏

هناك قانون انتخابي؟ يا أخي، التزَموا به! تقولون: نريد أن يصوت المغتربون في الداخل اللبناني؟ نحن نقول لكم: هذا ‏يعني أنكم ستعملون على إعطاء فرص إضافية في الخارج لقسم من اللبنانيين، في الوقت الذي لا يستطيع فيه اللبنانيون ‏الآخرون أن يصوتوا براحتهم. أي تريدونهم أن يصوتوا من الخارج لمصلحة الداخل؟ لا نستطيع أن نُنظّم تحركًا سياسيًّا، ‏ولا نستطيع أن نجعل هؤلاء الناس يأتون إلى مراكز الاقتراع لأنهم يخافون على مصالحهم، وهذه الدول الأجنبية بعضها ‏معادٍ لنا ويضيّق الخناق على مَن يعملون في داخلها. أين العدالة؟ أين المساواة في أن يكون لنا فرصة أن يتحرّك كل واحد ‏بطريقة صحيحة في الانتخابات؟ لا عدالة. أنتم لا تقبلون أن تكون هناك عدالة، لماذا؟ لأنكم تظنّون أنكم تكسبون أكثر. لا، ‏هذا ليس إدارة مشتركة، ولا هذا تعاوناً فيما بيننا.‏

على كل حال، هذا القانون يجب أن يسير. ‏
في النهاية، أصحاب الأرض هم الباقون. أصحاب الشرف والعزّة والكرامة والمقاومة والاستقلال هم الفائزون. أصحاب ‏الأرض يضحّون، لكنهم يقطفون ثمن الحرية، ثمار دماء أبنائهم وصبرهم.‏

صحيح أن هناك اليوم ضغوطاتٍ كثيرة، ولكنها لن تنجح مع الصمود. نحن نتحمّلها كمرحلة. في النهاية، الباطل له جولة، ‏لكنه لا يربح كل الجولات. لا نقبل أن نصبح عبيداً لأحد، ونؤمن أن هذا الزمن هو زمن الصمود وصناعة المستقبل. دعونا ‏ننظر دائمًا إلى الكأس الممتلئة، نحن جماعة إيجابيّون، نحن جماعة نعيش على الأمل. مستوى قوة أهلنا ومجتمعنا غير ‏مسبوق، والأعداء حائرون من هذه القوة، يريدون تثبيط عزائم الناس، لكن الناس هم الأشدّ. أم الأربع شهداء والخمس ‏شهداء، والثلاث شهداء، عندما تقف وتقول أنا حاضرة للمزيد، هذه إنسانة عظيمة لا يمكن أن يهزمها أحد.‏

الرجل الذي يتحدّث عن أولاده وأحفاده وأقاربه، ويكون قد قدّم من عائلته أكثر من عشرة أو اثني عشر أو ثلاثة عشر أو ‏خمسة عشر شهيدًا، ويقول: "أنا حاضر"، ويتواجد في أرضه...‏ > العلاقات الإعلامية في حزب الله: والولد الذي يُبايِع على أن يكون على خط أبيه الشهيد...‏

هذا كله ماذا تسمونه؟ هذا عبارة عن قوة حقيقية موجودة. هذه القوة لا يمكن أن تُهزم. المقاومة وحلفاؤها من الأحزاب ‏والقوى والجيش، وكل الذين يريدون تحرير البلد واستقلاله، قادرون إن شاء الله. هؤلاء لا يُهزمون.‏
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

الكلمات المفتاحية
مشاركة