لبنان
شهدت المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان ليلًا ثقيلًا طغا عليه الحزن بعد المجزرة التي نفذها الاحتلال في مخيم عين الحلوة، فخيّم الصمت صباحًا على الشوارع، مع التزام شامل بالإضراب وإقفال المدارس والمؤسسات التعليمية، فيما ارتفعت الرايات السوداء فوق المنازل كتعبير عن حجم الفاجعة التي أصابت الأهالي.
بموازاة مشاهد الغضب والحداد، علت الأعلام الفلسطينية على مداخل الأحياء لتؤكد تمسك الأهالي بهويتهم الوطنية رغم النزف المستمر.
وبرز موقف موحد لمختلف الفصائل والهيئات الفلسطينية التي حمّلت الاحتلال كامل المسؤولية عن الاعتداء، معتبرة أن ما جرى امتداد لسياسة ممنهجة تستهدف استقرار المخيمات ومحاولة دفعها نحو التوتر. وشددت القيادات الفلسطينية على أن دماء الشهداء لن تُترك رهينة التحقيقات الشكلية وأن الجريمة كشفت مجددًا حجم التحديات التي تواجه الفلسطينيين في لبنان.
وفي مخيمي نهر البارد والبداوي، تواصلت اللقاءات والاتّصالات بين اللجان الشعبية والقوى الوطنية لتنسيق خطوات التضامن، حيث عبّر أبناء المخيمين عن وقوفهم إلى جانب أهالي عين الحلوة، مؤكدين أن وحدة الصف هي السلاح الأهم للحفاظ على أمن المخيمات وقطع الطريق على أي محاولة لجرّها إلى الفوضى.
وفي ظل هذا المناخ الملبّد بالمخاوف، بقيت الرسالة الأبرز التي خرجت من المخيمات واضحة: "الفلسطينيون متمسكون بصمودهم مهما اشتدت الضغوط، وتضحيات الشهداء ستبقى حافزًا لمواصلة الكفاح دفاعًا عن حقوقهم وقضيتهم، التي لم تتراجع مكانتها رغم كلّ الجراح".