خاص العهد
يواصل العدوّ الصهيوني انتهاكاته المتصاعدة في لبنان، مستهدفًا المدنيين والممتلكات الخاصة في تحدٍّ واضح لإعلان وقف النار الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وفي آخر موجات هذا العدوان، شنّت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" غارات على مبانٍ سكنية في بلدتي عيناثا وطرفلسيه جنوب لبنان في مشهد يعكس استمرار سياسة القصف والتوغّلات في المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة، والتي لم تتوقف عند حدود الجنوب، بل امتدت سابقًا لتطاول مناطق البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ما يزيد من حجم المخاطر التي يواجهها المواطنون يوميًّا تحت نيران الاحتلال.
مازح: القصف يزيد تمسّك الأهالي بالمقاومة
في هذا السياق، أكد سليمان مازح؛ رئيس بلدية طرفلسيه، في تصريح لموقع العهد الإخباري، أن المباني التي استهدفتها الغارات الصهيونية في البلدة مدنية بالكامل، نافيًا أي مزاعم عن وجود مقرات لحزب الله أو أسلحة فيها.
وقال مازح: "كل هذه المباني مدنية، كما حصل في أماكن سابقة على النهر، حيث زعم العدوّ وجود أسلحة، لكن بعد نزول الجيش والقوى الدولية لم يظهر أي شيء".
وأضاف أن الغارات طالت بيوتًا مدنية بالكامل، بعضها فوق مناطق سياحية، ولم يسفر القصف عن أي إصابات بشرية رغم أن المباني تعرضت للدمار، مشيرًا إلى أن المنطقة تضم مجمعات سكنية وأماكن سياحية، لا علاقة لها بأنشطة المقاومة، لا من قريب ولا من بعيد.
وشدّد على أن هذه الغارات تمثل اعتداءً متعمّدًا على المدنيين، واستغلالًا للمنطقة بهدف تهجير السكان وزعزعة استقرارهم، مضيفًا: "هذا الموضوع لن يؤثر في أحد، ونحن صامدون في أرضنا ولن نُهجر".
وختم مازح رسالته بالتأكيد على أن كلّ قصف يزيد من تمسك الأهالي بالمقاومة والصمود في مواجهة الاحتلال، معربًا عن عزمه ومجتمع البلدة على المضي في مسيرة مستقبلية لبناء الصمود والمواجهة: "مهما فعلوا، سنبقى صامدين، وكلما زاد القصف، زاد تمسّكنا بالمقاومة".
خزعل: أهل الجنوب صامدون رغم سياسة الإرهاب والتخويف
كذلك، أكد علي خزعل؛ رئيس بلدية عيناثا في تصريحه لموقعنا، أن المباني المستهدفة من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" في المنطقة سكنية بالكامل، نافيًا جميع الادّعاءات التي روجتها وسائل إعلام العدوّ عن وجود مراكز لحزب الله أو مستودعات أو منشآت عسكرية.
وقال خزعل: "المناطق المستهدفة مأهولة بالسكان، والبيوت إما آهلة بأصحابها أو مستأجرة من قبل آخرين، وكلها بعيدة عن أي نشاط مسلح". وأشار إلى أن المنطقة تخضع لتغطية إعلامية مستمرة، حيث قام فريق من الإعلاميين بالتصوير، وتتابع فرق أخرى التفقد على الأرض، للتأكد من خلو المنطقة من أي مستودعات أو منشآت عسكرية.
وشدّد رئيس البلدية على أن الاحتلال يعتمد سياسة الإرهاب والتخويف لمحاولة زعزعة الأمن وإخافة السكان، لكنّه أكد صمود أهالي الجنوب أمام هذه الاعتداءات: "الرسالة واضحة: أهل الجنوب صامدون في أرضهم، لن ينهزموا، وكلّ محاولة للتهجير أو التخويف ستبوء بالفشل".
وأكد خزعل أن ما يحدث لن يُثني الأهالي عن التمسك بحقهم في أرضهم والعيش الكريم: فـ"الشعب الذي قدم الشهداء وأراق الدماء من أجل أرضه سيبقى متمسكًا بها، ومع مرور الوقت، سيكون النصر حليف أهل الجنوب الصامدين".
واختتم خزعل تصريحه بالقول: "مهما حاول الاحتلال، ستبقى الناس تعيد إعمار ما تهدم، وسنستمر في البناء والصمود على هذه الأرض المباركة".