إيران
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس (20 تشرين الثاني 2025)، بالأحداث البارزة على الساحة العالمية، بدءًا من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض، وما تحمله هذه الزيارة من إظهار إدماج السعودية بمشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغرب آسيا (الشرق الأوسط)، وصولًا إلى التطورات الخطيرة ضد المشروع الأميركي في العراق بعد الانتخابات الأخيرة.
مؤسسة البيت الأبيض
في هذا الصدد، سألت صحيفة وطن أمروز: "هل تُمثل زيارة محمد بن سلمان للولايات المتحدة، في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، نقطة تحول في العلاقات بين الرياض وواشنطن، أم تُمثل النموذج الذي يسعى إليه الرئيس الأميركي أو ولي العهد السعودي الطموح؟". وقالت: "ظاهريًا، كان اجتماع البيت الأبيض بمثابة جولة أخرى من دبلوماسية ترامب؛ مليئة بالجدالات مع الصحفيين والتباهي والتصريحات العفوية. إلا أن الديناميكيات في البيت الأبيض كانت مختلفة تمامًا. وتشير هذه الديناميكيات إلى أن الرياض تُعيد التوازن إلى علاقة تعود إلى الحرب العالمية الثانية وتوازن قوى عالمي مُتغير".
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب وولي العهد السعودي أمضيا حوالى 40 دقيقة في الإجابة على أسئلة الصحفيين عن كل شيء؛ بدءًا من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وهو كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، إلى رقائق الذكاء الطناعي وبيع طائرات إف-35 المقاتلة. وتابعت أن الجزء الثاني من استعراض ترامب في البيت الأبيض أقيم مساء الثلاثاء. ولم يتردد رجل الأعمال النيويوركي في الترحيب بابن سلمان، وهو ترحيب كان ضروريًا لاستثمارات السعوديين البالغة تريليون دولار في الولايات المتحدة. وقد تجلى الجزء الأول من هذا الاستعراض البهي والمهيب، بالطبع، خلال جولة ترامب في غرب آسيا وزيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة العربية السعودية. وقالت: "جاءت هذه الزيارة في اليوم التالي لقرار الولايات المتحدة في الأمم المتحدة باستمرار وقف إطلاق النار في غزة ومستقبل هذا القطاع الفلسطيني. وتتوقع واشنطن أن تُشرك خطة ترامب المكونة من عشرين نقطة، وقرار الأمم المتحدة الحالي، السعودية بشكل أكبر في عملية السلام في غزة، وأن تُحمّلها تكلفة إعادة إعمار القطاع. كما قال ترامب لابن سلمان عندما سُئل عن ذلك في اجتماع بالبيت الأبيض، ستُنفق السعودية مبالغ طائلة! من ناحية أخرى، يُقيّم ترامب العملية الحالية كمحفز لانضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهام. كما أثار محمد بن سلمان رغبة السعودية في التطبيع مع "إسرائيل" بشكل أكثر صراحةً بحضور ترامب".
بحسب الصحيفة، يعتقد ترامب أنه في جلسة واحدة في شرم الشيخ، حلّ مشكلةً عمرها ثلاثة آلاف عام في "الشرق الأوسط"، تمامًا كما يعتقد أنه دمّر برنامج طهران النووي إلى الأبد. ومن الواضح أن أميركا، في نظر السعودية، تتمتع بموقع متفوق، ويمكنها فرض نظام أمني - سياسي على المنطقة، لكن الانضمام إلى أبراهام قد يكون أكبر رهان سعودي. هذا أمر لا يمكن تعويضه ببضع طائرات إف-35 ووعود شخصية شبيهة بوعود ترامب بإقامة دولة فلسطينية. وقالت الصحيفة: "ومع ذلك، بدأ السعوديون في جعل سياستهم الخارجية أكثر واقعية منذ إدارة بايدن. إن موازنة العلاقات مع الولايات المتحدة من خلال إشراك روسيا والصين في الدبلوماسية السعودية واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران هي علامات واضحة على الواقعية السعودية، والاتفاقية الأمنية للمملكة العربية السعودية مع باكستان بعد حرب "إسرائيل" التي استمرت 12 يومًا ضد إيران هي علامة أخرى على الحقائق التي فرضت نفسها على القادة السعوديين."
تبقى الوكالة ذات طابع سياسي
من جهتها، قالت صحيفة إيران: "بدأ أمس الاجتماع الأول لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن الرقم 2231، والذي كان الضمان القانوني للاتفاق النووي. وكان جدول أعمال الاجتماع مراجعة اتفاقية ضمانات معاهدة حظر الانتشار النووي مع جمهورية إيران الإسلامية، ما يشير إلى أن الوكالة تراقب الآن التزامات إيران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي فقط. وفي تقريره، ذكر رافائيل غروسي، في إشارة إلى اتفاقية القاهرة مع إيران، أن المفتشين منحوا القدرة على الوصول إلى معظم المنشآت المتضررة، لكن إصراره على استعادة عملية التفتيش بالكامل، في حين تضررت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان النووية بشكل خطير بعد الهجمات الأميركية و"الإسرائيلية" في الحرب الأخيرة، أمر مشكوك فيه".
وردًا على مزاعم غروسي المبالغ فيها، تجادل إيران بأن مهاجمة المنشآت النووية السلمية هو عمل غير مسبوق وأنه يجب على الوكالة أن تفهم الطبيعة الاستثنائية للوضع الحالي وأن تفكر في طريقة جديدة، وفقًا للصحيفة، في حين أن الاختلاف الرئيسي بين طهران والوكالة ينطوي على تفتيش المنشآت المتضررة وتحديد حال احتياطيات اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، فإن الدول الغربية تسعى في الوقت نفسه إلى ممارسة المزيد من الضغط على بلدنا من خلال صياغة مبادئ توجيهية جديدة. وهي قضية من شأنها، إذا حدثت، أن تزيد من توتر العلاقات بين طهران والوكالة.
لماذا كانت الانتخابات العراقية فشلا استراتيجيا لأميركا؟
في سياق آخر، أكدت صحيفة كيهان أن نتائج الانتخابات العراقية كانت بمثابة فشل استراتيجي للولايات المتحدة و"إسرائيل" من جوانب عديدة. إذ كشفت الانتخابات البرلمانية العراقية، والتي أُجريت في ظروف حساسة وفي ظل تهديدات الكيان الصهيوني وضغوط أميركية شاملة، بوضوح عن ثلاث حقائق: تحوّلت القدرة الميدانية للمقاومة إلى شرعية برلمانية وشعبية، وواجه مشروع احتواء إيران في العراق هزيمة نكراء، ويواجه مخطط نتنياهو لشرق أوسط جديد وإعادة ترتيب الهيمنة الأميركية في المنطقة عقبات خطيرة للغاية.
وأوضحت: "لأول مرة منذ سقوط صدام، حقق التحالف الشيعي أغلبية مطلقة بفوزه بـ 197 مقعدًا من أصل 329 مقعدًا. وكان أهم إنجاز استراتيجي لهذه الانتخابات هو تحويل قوات الحشد الشعبي من قوة ميدانية إلى مؤسسة قانونية وبرلمانية كاملة تتمتع بشرعية واسعة. وأظهرت نتائج الانتخابات أن قوة الخطاب والمقاومة ليست على الهامش، بل تقع في سياق ومركز القوة السياسية. هذا يُحوّل أي ذريعة لاستهداف قوات الحشد الشعبي إلى هجوم على مؤسسة رسمية تُمثّل غالبية الشعب العراقي. الكيان الصهيوني، الذي يعد العراق الجبهة التالية بعد غزة ولبنان، وقد صرّح نتنياهو علنًا عدة مرات بضرورة قطع نفوذ إيران في العراق، يواجه الآن دولةً أصبحت مقاومتها قانونيةً وبرلمانيةً وشعبية. استخدمت الولايات المتحدة كل أدواتها لهندسة هذه الانتخابات، لكنها فشلت". وتابعت: "كما مُني الدعم المالي السعودي والإماراتي لتعزيز حركات المقاومة المضادة بهزيمة نكراء. كما دُفعت حركة تشرين في العام 2019 إلى الهامش كحركة أميركية. من ناحية أخرى، أتت الدعاية المكثفة ضد النفوذ الإيراني بنتائج عكسية، وحصلت الأحزاب المتحالفة مع إيران على دعم شعبي".
ولفتت الصحيفة إلى أنه: "مع هذه الانتخابات، من ناحية أخرى، أصبح العراق معقلًا أقوى للمقاومة. ومن جهة أخرى، وصل مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الأميركي- الصهيوني إلى طريق مسدود، وأُغلقت إحدى نوافذه الرئيسة، فعندما بُثّت صور هجمات العدو الصهيوني الجبانة على الشعب الإيراني، وفي المقابل، نُشرت صور الردود الساحقة بالصواريخ الإيرانية التي دمّرت "تل أبيب" و"حيفا" والقواعد الجوية "الإسرائيلية" مباشرةً لأول مرة، وعندما كرّر نتنياهو ومسؤولون آخرون في الكيان المحتل باستمرار: بعد غزة ولبنان، جاء دور العراق، أدرك الشعب العراقي أن مصير بغداد مرتبط بغزة وبيروت وصنعاء وطهران. هذا الوعي الجماعي هو ما زاد المشاركة بنسبة 17%، وهزّ القاعدة الاجتماعية لحركة العقوبات والحركة الموالية للغرب وأميركا، ووجّه الأصوات نحو قوى المقاومة".