لبنان
قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؛ العلامة الشيخ علي الخطيب: "نحن لم نشعر بالاستقلال منذ قيام هذا العدو على حدودنا واحتلاله لفلسطين، والذي كان يتعرّض دائمًا بالعدوان على قرانا في الجنوب، وتتعرَّض قرانا للمجازر وأهلنا للتهجير".
وتساءل الشيخ الخطيب، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مقر المجلس: "هل كما نسمع ونرى من بعض الأصوات أنّ هذه الخسائر وهذه المصاعب التي تعرّض لها شعبنا وأهلنا في الجنوب اللبناني أو في البقاع هي خسائر تخصّ الطائفة الشيعية؟"، مجيبًا بقوله: "نعم بالمباشر هي تخصّ الطائفة الشيعية، ولكنْ لا ندري ما هي الموازين التي يرتكز عليها هؤلاء في هذه الحسابات، كأنّها لا تخصهم".
أضاف: "فوق ذلك، نرى بعض هذه الأصوات التي تبرّر للعدو "الإسرائيلي" عدوانه، وتبرّر له هذه الوحشية وهذا التجاوز لكل قرارات الأمم المتحدة ولكل الأعراف الدولية، وبعد أنْ التزم لبنان بكل موجبات هذا القرار والاتفاق على تطبيق القرار الدولي 1701، (هل من المعقول) أنْ يُبرَّر للعدو "الإسرائيلي" استمرار عدوانه وتحقيق المزيد من الضغط على لبنان للمزيد من التنازلات من السلطة اللبنانية لهذا العدو؟".
وتابع قوله: ""الإسرائيلي" هو الذي لم يلتزم، وكل الشرائع الدولية وكل الأعراف هي مع حق مقاومة الشعب اللبناني لهذا العدو ليدفع عدوانه وليحرّر أرضه، ومع ذلك كانت الأصوات من بعض الجهات التي تتغنى بالسيادة وبالاستقلال وبلبنان وبأرزة لبنان، تطلق سهامها ليس ضد العدو "الإسرائيلي" وإنّما ضد المقاومة، وضد أهل قسم عزيز من لبنان يقف درعًا لكل لبنان".
وواصل تساؤله: "الآن وبعد استجابة لبنان للقرار 1701 وتنفيذ مندرجاته كافة، وبعد مطالبة الجيش اللبناني بالذهاب إلى الجنوب ليبسط سلطة الدولة كما يقولون؛ يبسط سلطة الدولة في مقابل ماذا؟ في مقابل أن تُنْتَهك حرمات أهل الجنوب، ويتعرَّضون للاعتداء والعدوان، وتتعرَّض بيوتهم للخراب، ويتعرَّضون للنزوح، أو أنّ مهمة الجيش هي بسط سلطة الدولة في مقابل الاحتلال "الإسرائيلي؟"".
وسأل الخطيب "هؤلاء الذين يتغنّون بلبنان وبالسيادة": "كيف يكون الاستقلال وكيف تكون السيادة؟ بالارتباط بالخارج وبالدفاع عن العدو؟ وبمواجهة أهلهم ومواطنيهم بدل أنْ يكونوا معهم في وقت الشدّة حينما يتعرَّض لبنان للعدوان ويتعرَّض أهله للضغوط؟"، مستدركًا بالقول: "هم يسهمون يا لَلأسف مع هذا العدو في هذا الضغط على هذه الفئة من اللبنانيين التي أثبتت طوال هذه الفترة أنّها الدرع الحصين للبنان في مواجهة هذا الاحتلال".
وقال: "من حظ اللبنانيين أنْ نكون وأنْ يكون أبناء هذه الطائفة هم الموجودون على هذه الحدود، لأنّه لولا ذلك لما كان هناك استقلال وما كان هناك لبنان".
وأردف الشيخ الخطيب قائلًا: "كرامتكم الوطنية واستقلالكم وحصانتكم هي بالدفاع عن شرفكم المرتبط بالدفاع عن جنوب لبنان، وعن حدوده وعن سمائه وبحره، وعدم الاستسلام لإرادة العدو. لا تخضعوا لإرادة العدو، لا تستسلموا لإرادة العدو، مهما كانت هذه الضغوط".
وأشار الشيخ الخطيب إلى أنّ "الأمم المتحدة تقرُّ بأنّ العدو "الإسرائيلي" هو الذي يمنع الجيش اللبناني من الانتشار في جنوب لبنان، ليس فقط السلطة اللبنانية، وليس فقط رئيس الجمهورية، وليس فقط الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني".
واستغرب بشدّة أنْ "نجد أصواتًا في الداخل اللبناني تريد منّا أنْ نستسلم لإرادة العدو، وأنْ يُنفّذ لبنان ما يُملَى عليه لمصلحة العدو "الإسرائيلي"".
وتطرّق إلى إلغاء الولايات المتحدة زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل إليها "بحجّة أنّه سمى العدو "الإسرائيلي""، فذكّر الشيخ الخطيب بأّن ""إسرائيل" ما زالت تحتل أرضنا في جنوب لبنان، وما زال الدستور اللبناني يقول، إنّ الكيان "الإسرائيلي" هو كيان عدو للبنان، وما زالت الولايات المتحدة الأميركية تريد من الرئيس اللبناني أنْ يتصل بنتنياهو وأنْ يستسلم الجيش اللبناني للعدو "الإسرائيلي"، وأنْ تكون هناك علاقات مباشرة ومحادثات مباشرة ومفاوضات مباشرة، سمّوها كما شئتم، مع العدو "الإسرائيلي""، معتبرًا أنّ ذلك "يعني فرض الاستسلام على اللبنانيين لمطالب العدو "الإسرائيلي"".
وأسف الشيخ الخطيب لـ"القرارات التي اتخذها "مصرف لبنان""، مشدّدًا على أنّها "ليست قرارات سيادية، هي قرارات تنفّذ إرادة الولايات المتحدة الأميركية والغرب"، منبّهًا إلى أنّ "الولايات المتحدة الأميركية بالأخص هي التي تريد من اللبنانيين أن يكونوا أعداءً لبعضهم بعضًا"، ومنتقدًا "القرار الذي اتخذه "مصرف لبنان" في إلغاء بعض النشاطات المالية التي تختص بالفقراء وبالمعوزين والتي لا تمارس نشاطًا ربحيًا ولا تأخذ دور المصارف في لبنان".