خاص العهد
الزين أدان استهداف عضو بلدية حولا: حركة العمل البلدي مستمرة رغم العدوان
مسؤول العمل البلدي في منطقة جبل عامل الأولى لـ"العهد": معركتنا حماية الناس وصمودهم
في الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال لبنان، يعود المشهد في جنوب لبنان ليؤكّد أن معركة السيادة لم تُختَتم بعد، وأن الاحتلال ما زال يمارس لغة النار بحق المدنيين العزّل غير آبهٍ بقرارات دولية ولا باتفاقات تهدئة.
فمنذ صباح السبت 22/11/2025، تصاعد العدوان الجوي على عدة بلدات جنوبية، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدفت طائرة مسيّرة صهيونية سيارة من نوع "رابيد" على الطريق بين زوطر الشرقية - ميفدون، ما أدى إلى ارتقاء شهيد.
وتوسّعت دائرة الاعتداءات لتشمل غارات متزامنة على مرتفعات المحمودية والجبور وسجد والجرمق، وصولاً إلى وادي النقرة في كفر حمام، فيما شهدت جرود شمسطار في البقاع سلسلة ضربات جوية مشابهة.
وفي سياق متصل، استشهد عضو بلدية حولا؛ حسين حسن، عصر اليوم بعد استهداف طائرة مسيّرة معادية سيارته بين مجدل سلم وشقرا عقب خروجه من اجتماع للمجلس البلدي، فيما كانت غارة، مساء أمس، على طريق فرون الجنوبية قد أودت بحياة شهيد آخر، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
في هذا الإطار، أكّد مسؤول العمل البلدي في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله؛ الحاج علي الزين، في تصريح لموقع العهد الإخباري، أن الاعتداءات الأخيرة ليست مجرد أعمال عسكرية ظرفية، بل هي جزء من طبيعة العدو العدوانية والهمجية التي تمتد جذورها إلى عقود طويلة من الانتهاكات المتواصلة.
وقال الزين، إن العدو "لا يعرف لا الإنسانية ولا القوانين الدولية ولا أي قيمة مرتبطة بالأحوال المدنية، وهو سلوك ثابت ظهر في كل ممارساته، سواء في لبنان أو فلسطين"، وأضاف "أن ذريعة استهداف عناصر أو نقاط للمقاومة ما هي إلا واجهة لإخفاء حقيقة أن العدو يستهدف البيئة بأكملها؛ لأن هذه البيئة هي مقاومة بالكامل، راسخة في موقفها ومتمسكة بأرضها".
وأوضح أن "الاحتلال بات يدرك أن القرى الجنوبية، رغم الحروب والدمار، عادت في السنوات الماضية لتشهد حركة نهوض واسعة على المستويين الإنمائي والخدماتي. فالمشاريع البلدية تطورت بشكل ملحوظ، وإن لم يُعلن عنها دائمًا".
وأضاف أن "معظم القرى باتت تملك بنى تحتية مقبولة ومقومات أساسية للصمود، وهناك جهود كبيرة تُبذل لتأمين حاجات الناس بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة"، مشيرًا إلى أن هذا التقدم يزعج "إسرائيل"؛ لأنها ترى فيه تهديدًا لإستراتيجيتها القائمة على تفريغ القرى من سكانها وخلق بيئة طاردة للحياة.
ومن هنا، يربط الزين بين وتيرة الاعتداءات الأخيرة واستهداف الكوادر العاملة في القطاع البلدي، مؤكدًا أن الاحتلال بدأ يضرب مباشرة القوة العاملة في المجال الإنمائي، من مهندسين وموظفين وأعضاء مجالس بلدية؛ لأن هؤلاء يشكلون الركيزة الأساسية لعملية إعادة الإعمار والتنمية.
ولفت إلى أن "العدو يعتقد أن ضرب هذه الحلقة سيشلّ مسيرة النهوض التي تلي كل حرب، وسيمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم وأراضيهم".
ويتوقف الزين عند حادثة استهداف أمين الصندوق في بلدية حولا، مبيّنًا أنها مثال صارخ على طبيعة هذا العدوان. فأمين الصندوق هو موظف منتخب من أبناء بلدته، لا علاقة له لا بالعسكر ولا بأي عمل ميداني.
ورأى الزين أن "هذا الاستهداف ليس سوى دليل إضافي على أن العدو يريد ضرب البلديات كمؤسسات، وضرب الدور الحيوي الذي تؤديه في خدمة الناس، وأن الاحتلال يحاول تدمير الحلقة المدنية التي تشكل الظهر الإنمائي للمجتمع".
وبالرغم من كل ذلك، أكد الزين أن "حركة العمل البلدي مستمرة بلا تردد، وأن ورش البناء وإعادة التأهيل ستستمر لأن هذا واجب وطني وإنساني تجاه أهلنا".
وشدّد على أن ما يقدّمه الناس من صمود وثبات يفوق بكثير ما تستطيع المؤسسات تقديمه، منوّهًا بصمود الأهالي وصبرهم وتحمّلهم إزاء قسوة العدوان وانعدام الاستقرار.
وأشار إلى أن "معركتنا اليوم هي معركة حماية الوجود في القرى، وإعادة الناس إلى أرضهم، وتحصين صمودهم. والعدو يعرف ذلك جيدًا، ولذلك يحاول ضرب هذه الحلقة، لكنه لن ينجح".
كما رأى أن "الجو العام في المنطقة، رغم العدوان، يُظهر حركة تنموية واضحة ومستمرة، وهو ما سيكسر إرادة العدو ويجعل رهاناته على إفراغ البلدات بلا معنى".
وفي ختام حديثه، وجّه مسؤول العمل البلدي في منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله رسالة إلى أبناء الجنوب وكل العاملين في الشأن البلدي مجددًا استمرار البلديات والاتحادات البلدية بالاستمرار في أداء عملها؛ "لأن هذا واجب وطني وأخلاقي".
وأضاف: "رسالتنا الإنسانية تجاه أهلنا أكبر من أي اعتداء، وكل ما نقدّمه يبقى أقل مما قدّمه الناس بصمودهم وثباتهم. سنواصل العمل لإعادة الإعمار، وتأمين الخدمات، والحفاظ على الأرض والناس مهما اشتدّ العدوان".