اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي إدانة تونسية للعدوان الصهيوني على ضاحية بيروت

لبنان

ماذا أرادت
لبنان

ماذا أرادت "إسرائيل" من وراء اغتيال الشهيد "أبو علي الطبطبائي"؟ 

296

ضمن مسلسل لم ينقطع من الاعتداءات الغادرة، في جنوب لبنان أو في ضاحية بيروت الجنوبية أو في مناطق لبنانية أخرى، وفي مسار ممنهج من الاغتيالات الحساسة والاستثنائية، لقادة ومسؤولين من المقاومة الإسلامية في لبنان أو من المقاومة الفلسطينية، نفذت "إسرائيل" أمس عملية اغتيال دقيقة للقائد الجهادي الكبير هيثم الطبطبائي (أبو علي الطبطبائي)، أحد المسؤولين العسكريين الأوائل في حزب الله، وذلك في ضاحية بيروت الجنوبية - منطقة حارة حريك، والذي استشهد مع ثلة من مرافقي دربه الجهادي المقاوم، بعد استهداف مكان تواجدهم بغارة جوية نفذتها إحدى قاذفات العدو الحربية.

صحيح أن هذا العدوان يدخل من ضمن مسار مفتوح، لم توقفه أو تعلّقه "إسرائيل" منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى ولاحقًا مع انطلاق معركة "أولي البأس"، رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في نهاية العام 2024، إلّا بما يرتبط بالتوقيت المناسب والكافي لحصولها على المعطيات الاستعلامية الخاصة بأهداف اعتداءاتها، لناحية قادة وكوادر المقاومة أو لناحية منشآت تدعي أنها أساسية في بنية حزب الله العسكرية، ولكن يحمل هذا الاغتيال الأخير للشهيد القائد أبو علي الطبطبائي، أبعادًا مختلفة عن هذا المسار، يمكن الإضاءة عليها كالآتي:

 لناحية المكان: 
حصل الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد انقطاع طويل على تنفيذ "إسرائيل" اعتداءاتها على منطقة ملاصقة للعاصمة اللبنانية بيروت، الأمر الذي كسر هذا الانقطاع، وأعاد مروحة الاعتداءات إلى محيط العاصمة، في تجاوز نافر لكل الخطوط التي كان يبدو أنها التزمت بها في المرحلة الأخيرة. 

لناحية موقع الشهيد: 

صحيح أيضًا أن حزب الله بطبيعة تركيبته العسكرية والأمنية والفكرية "ولّاد" أو "خلّاق"، وهذه العبارة ذكرها الشهيد " الطبطبائي" حرفيًا، ومن فترة غير بعيدة كما يبدو، وذلك بعد نشر مقتطفات من أقواله من قبل الاعلام الحربي في المقاومة بعد استشهاده أمس، الأمر الذي يؤكد أن غيابه المادي عن ميدان المواجهة وعن سلسلة القيادة العسكرية للمقاومة، لن يكون ذا تأثير كبير على مسار التعافي الذي انطلق به حزب الله بعد الحرب الأخيرة وبعد الاستهدافات النوعية التي تعرض لها، ولكن يبقى للقائد الشهيد رمزية استثنائية في وجدان المقاومة، قيادة وكوادر ومقاتلين، كونه عاصر الغالبية من قادة المقاومة خلال كامل مرحلة عملها الجهادي بمواجهة الاحتلال واعتداءاته المتواصلة، وكان لوجوده على رأس الهرمية العسكرية مؤخرًا، دور مؤثر ودافع ومحفّز، لا يمكن تجاوزه، نظرًا لما كان يحمله في جعبته من خبرات وتجارب، اكتسبها من مرافقته الجهادية لقادة المقاومة الفاعلين والخلّاقين، أمثال الشهيد عماد مغنية وفؤاد شكر ومصطفى بدر الدين وغيرهم، واكتسبها أيضًا من أغلب المعارك والمواجهات والعمليات التي شكّلت ذخيرة أساسية في نفس وروح وقوة المقاومة، والتي كانت محطات فاصلة في الصراع ضدّ الاحتلال "الإسرائيلي" قبل التحرير عام ٢٠٠٠ وبعده في كلّ مفاصل المواجهات ضدّ العدو.

لناحية التوقيت:

أيضًا، جاء هذا الاغتيال في توقيت مفصلي حساس، أولًا كونه أظهر بوضوح التعنت "الإسرائيلي" أمام الصراخ الذي يطلقه المسؤولون اللبنانيون يوميًا عن استعدادهم للتفاوض مع العدوّ "الإسرائيلي"، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وثانيًا لناحية عرقلة أو "خربطة" الدفع الواضح الذي تعمل به إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتّجاه إكمال تطبيق البنود العشرين أو قرار مجلس الأمن رقم ٣٠٨٣ الأخير حول غزّة، أو باتّجاه إيجاد مخرج مناسب لسياستها حول لبنان، عبر فرض اتفاق بينه وبين كيان الاحتلال، ليأتي هذا الاغتيال الغادر من قبل العدوّ "الإسرائيلي"، ليقضي أولًا على المسار التسووي الذي كان يمكن أن تدخل به المنطقة ولبنان وغزّة أيضًا، وليضع الأمور في إطار مختلف وخطير، يمكن اعتباره، ومن خلال جسامة وحجم عملية اغتيال القائد الشهيد هيثم الطبطبائي"، ما يشبه عملية استدراج واضحة لحزب الله لكي يرد على عملية الاغتيال هذه، الأمر الذي يجد فيه العدوّ "الإسرائيلي"، الفرصة الثمينة والمؤاتية لإطلاق يده في تنفيذ حرب خاطفة، يعطيها عنوان "أيام قتالية"، يتابع من خلالها عدوانه واستهداف ما كان يعتبر في مكان ما، أنه تخلّف عن استهدافها قبل أن يدخل مرغمًا في اتفاق وقف إطلاق النار بنهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2024.

الكلمات المفتاحية
مشاركة