لبنان
في حادثة لافتة حملت أبعادًا تتجاوز إطار التخريب العابر، أقدم مجهولون على تحطيم نصب تذكاري يعود للشهيد علي طالب، أحد شهداء الحزب القومي السوري في ساحة بلدة تكريت – عكار، في خطوة اعتبرها أبناء المنطقة محاولة لإعادة التوتير في الشمال وإحياء حساسيات طويت صفحاتها منذ سنوات.
ووفق إفادات شهود عيان، وصل المنفّذون ليلًا على متن سيارة رباعية الدفع، وكانوا ملثمين ومجهّزين بأسلحة حربية، قبل أن يعمدوا إلى تحطيم النصب ومغادرة المكان بسرعة من دون ترك أي أثر مباشر يدلّ على هويتهم. المشهد أثار قلق الأهالي الذين رأوا في العملية رسالة خطيرة تستهدف استقرار البلدة التي تعيش هدوءًا نسبيًا رغم الظروف العامة في البلاد.
وسارعت القوى الأمنية إلى فتح تحقيق لكشف ملابسات الاعتداء وتحديد هوية الفاعلين، وسط تساؤلات عن خلفيات التوقيت وأهداف الفعل، خصوصًا في منطقة لطالما دفعت ثمن التوترات السياسية والأمنية.
الحادثة، وإن بدت محدودة في ظاهرها، تطرح مخاوف من محاولات جرّ الشمال إلى أجواء توتر لا يحتاجها، وتعيد التذكير بأهمية حماية الساحات العامة والرموز التي تشكّل جزءًا من الذاكرة السياسية والاجتماعية للسكان.
يُشار إلى أنَّ الشهيد علي طالب هو مناضل عكاري منتمي الى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومنفذ العملية البطولية الاستشهادية على طريق قلعة الشقيف - أرنون، الذي اقتحم بسيارته دورية للعدو "الإسرائيلي" صباح 31 تموز عام 1985.