لبنان
قدّم وفد من رعية يارون، الاثنين 1 كانون الأول/ديسمبر 2025، حجرًا من كنيسة مار جاورجيوس التي دمرها العدوان "الإسرائيلي" على لبنان، إلى البابا لاوون الرابع عشر خلال لقائه أكثر من 13 ألف شاب وشابة من لبنان والعالم، في الصرح البطريركي في بكركي، كما تم تقديم قطع خشب وحديد من البيوت المهدمة جراء الحرب والتفجيرات.
وفي كلمة للبابا لاوون أمام الشباب والشابات، قال: "أحيي الشباب القادمين من سورية والعراق واللبنانيين القادمين إلى وطنهم من بلدان مختلفة. اجتمعنا هنا لنصغي بعضنا إلى بعض، وأنا أولكم، ونسأل الله أن يلهم خياراتنا لمستقبلنا".
ولفت إلى أنّ "تاريخ لبنان مليء بالصفحات المجيدة، لكنه أيضًا يحمل جراحًا عميقة، يصعب شفاؤها. هذه الجراح لها أسباب تتجاوز الحدود الوطنية وتتداخل مع ديناميات اجتماعية وسياسية معقدة جدًا"، مضيفًا: "أنتم أمامكم الزمن ومعكم المزيد من الوقت لتحلموا، وتنظموا، وتعملوا الخير. أنتم الحاضر، وبأيديكم بدأ المستقبل يتكوّن، وفيكم اندفاع لتغيير مجرى التاريخ".
وشدد البابا لاوون، على أنّ "وطنكم، لبنان، سيزهر ويصير جميلًا وقويًا مثل شجرة الأرز؛ رمز وحدة الشعب وحيويته. نعلم جيدًا أن قوة الأرزة في جذورها، وهي عادة بمثل حجم فروعها. عدد وقوة الفروع مثل عدد وقوة الجذور. وكذلك فإن كل الخير الذي نراه اليوم في المجتمع اللبناني هو نتيجة عمل متواضع وخفي وصادق لصانعي الخير الكثيرين، ولجذور صالحة كثيرة لا تسعى لنمو فرع واحد فقط في أرزة لبنان، بل كل الشجرة بكل جمالها".
وتابع: "استمدوا من الجذور الصالحة للذين يخدمون المجتمع ولا "يستغلونه" لمصالحهم الخاصة. والتزموا العدل بسخاء، وخططوا معًا لمستقبل يسوده السلام والتنمية. كونوا عصارة الرجاء التي ينتظرها بلدكم".
واختتم البابا لاوون بهذا اللقاء يومه الثاني من الزيارة التي يجريها إلى لبنان، والتي بدأها أمس الأحد، وتستمر لغاية يوم غد الثلاثاء.