اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي التجمع الفاطمي: قلب واحد ينادي "يا زهراء"

عين على العدو

لقاء ميامي: هل يضع ترامب نتنياهو في زاوية
عين على العدو

لقاء ميامي: هل يضع ترامب نتنياهو في زاوية "المعطّل"؟

73

قالت المحللة السياسية في صحيفة "معاريف" أنا بارسكي إنه مع اقتراب سفر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى ميامي في نهاية الشهر، تتبلور في "إسرائيل" مشاعر غير مريحة، فهذه المرة لا ينتظره الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلقاء دافئ وصورة لامعة على العشب، بل بملف مليء بالطلبات.

وأوضحت أنه "في 29 كانون الأول/ديسمبر سيجلس الاثنان وجهًا لوجه في "مار - أ - لاغو"، ورسميًا، على جدول الأعمال: الانتقال إلى المرحلة "ب" من خطة ترامب لغزة، أي إنشاء قوة متعددة الجنسيات، نزع سلاح حماس، وإعادة الإعمار المدني".

أما عمليًا، فسيكون هذا اللقاء حاسمًا في تحديد ما إذا كانت "إسرائيل" لا تزال تمسك بزمام سياستها، أو تتحول إلى مجرد لاعب، ضمن مسار دولي تُديره الدوحة وأنقرة وواشنطن، بحسب بارسكي، وما يقلق "إسرائيل" إلى هذا الحد هو أنّ الموقف الأميركي في الشهرين الأخيرين في نقطتين جوهريتين، الوجود التركي في قوة التثبيت، وترتيب الخطوات في مواجهة حماس، قد ابتعد عن الخطّ "الإسرائيلي".

ولفتت بارسكي إلى أنه عندما تبنّى مجلس الأمن خطة ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، كان الفهم في "إسرائيل" واضحًا: لدى "إسرائيل" فعليًا حق نقض على تشكيلة القوة متعددة الجنسيات. لا تريدون أتراكًا؟ لن يكونوا، لكن الأميركيين يتحدثون الآن بنبرة مختلفة، فالمبعوث الرئاسي الرفيع توم براك ألمح علنًا إلى أن تركيا "يجب أن تكون مشاركة"، تحديدًا لأنها تملك قدرات عسكرية وقنوات اتصال في غزة.

أي أن ما تعتبره "إسرائيل" تهديدًا يُقدَّم في واشنطن كميزة، وفقا لبارسكي، وهذا لم يعد تفصيلًا تكتيكيًا، بل مساس بمبدأ: من تركيا كخط أحمر "إسرائيلي"، إلى تركيا كمزوّد شرعي للخدمات في "اليوم التالي". والمسألة مشابهة في موضوع نزع سلاح حماس، فنتنياهو يكرر – علنًا وسرًا – أن الانتقال الكامل إلى المرحلة "ب" يبدأ من نقطة واحدة: تفكيك بنية حماس من السلاح، بحسب تعبير باركسي.

وتابعت: "لكن في الرؤية الأميركية المحدّثة، لم يعد نزع السلاح شرطًا افتتاحيًا مطلقًا، بل صار هدفًا تدريجيًا، فالسفير الأميركي في الأمم المتحدة، مايك وولتز، زار "إسرائيل" مؤخرًا، وشدّد على ضرورة إنهاء حماس، وفي الوقت ذاته تحدث عن إنشاء سلطة مدنية، وقوة استقرار، وإعادة إعمار"، مضيفة: "في الوقت نفسه، يزداد الضغط على "إسرائيل" لـ"التقدم" في المراحل الأخرى من دون جدول زمني واضح لنزع السلاح الكامل، وهنا تدخل الدوحة إلى الصورة؛ فقطر لا تخفي رغبتها في "دفع "إسرائيل" إلى المرحلة "ب"، مستفيدة من تفويضها الإقليمي وتأثيرها الشخصي على ترامب".

أما تركيا، فتقدّم نفسها كجهة قادرة على التحدث مع الجميع -الأميركيين، حماس، المصريين- وفي الطريق تحجز مكانًا لها على رمال غزة، وفقًا لبارسكي، وترامب يصغي جيدًا للطرفين. وأردفت: "إلى جانب ذلك، يبني الأميركيون آلية تسمح لهم بالتحرك حتى دون موافقة "إسرائيلية" كاملة: تعيين جنرال أميركي من رتبة نجمتين لقيادة القوة الدولية، وتأسيس "مجلس سلام" برئاسة ترامب لإدارة الأموال والمشاريع والرقابة".

ورأت بارسكي أنه "وبعد بناء هذا الإطار، سيكون السؤال الموجّه لنتنياهو بسيطًا: هل تنضمون باختياركم أم توضعون في خانة من يعرقل التقدم؟"، قائلة: "نتنياهو يصل ومعه ثلاثة خطوط حمراء: لا وجود تركي في قوة الاستقرار، ولا إعادة إعمار قبل نزع سلاح حماس، ولا انسحاب "إسرائيلي" يتيح لحماس إعادة بناء نفسها، لأن حتى أفضل قوة متعددة الجنسيات لا يمكنها إنجاز المهمة وحدها".

أما الرئيس ترامب، فيريد الخروج من اللقاء بشيء آخر، بحسب بارسكي، بجداول زمنية، وقائمة مشاركين، بما في ذلك تركيا إذا أمكن، وصيغة أكثر مرونة لنزع السلاح، وهو هدف إلزامي لكنه ليس شرطًا قاطعًا يوقف العملية. وبين هذين الإطارين تتسع الفجوة.

ورأت أن "ترامب يفعل لنتنياهو ما يفعله لزيلنسكي، في هذا الواقع يعني دفعه إلى زاوية يصبح فيها كل "لا" ينطق بها بمثابة رفض غير مسؤول، وكل تحفظ يُعرض كعرقلة لـ"اتفاق تاريخي"".

وسألت ختامًا: "هل سيصل رئيس الحكومة إلى ميامي كقائد مستعد لدفع ثمن سياسي مقابل قول "لا"، أم كشخص يسعى لشراء بعض الوقت، حتى بثمن التنازل المتدرّج عن السيطرة "الإسرائيلية" على القرارات الأساسية في غزة؟ هناك، وليس في نصوص خطة ترامب الرسمية، سيُحسم من يدير القصة ومن يشرح لاحقًا لماذا وافق".

الكلمات المفتاحية
مشاركة