لبنان
الشيخ قاسم: المقاومة أنجزت ما عليها والدولة مسؤولة عن تثبيت السيادة
الشيخ نعيم قاسم في "التجمّع الفاطمي": الدولة مسؤولة عن تثبيت السيادة والمرأة شريكة المستقبل
أكد الأمين العام لحزب الله؛ سماحة الشيخ نعيم قاسم أنّ الدولة باتت مسؤولة عن العمل على تثبيت سيادة واستقلال لبنان. والمقاومة قامت بكل ما عليها حيال تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة.
وخلال كلمته في "التجمع الفاطمي" الذي تقيمه وحدة العمل النسائي في حزب الله أكد الشيخ قاسم الدور الكبير للشهيد الشيخ نبيل قاووق في تاريخ المقاومة قائلًا: "الشيخ نبيل قاووق قامة كبيرة من قامات العمل في المقاومة".
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ عدد المنتسبات إلى وحدة العمل النسائي يُقدَّر بعشرات الآلاف، معتبرًا أنّ هذا الحضور الواسع يستدعي توجيه الشكر للوحدة على هذا "التجمّع الفاطمي الكبير" الذي يعبّر عن البيئة والاتجاه والقناعة المرتبطة بحزب الله والمقاومة.
وأكد أنّ السيّدة الزهراء (ع) هي قدوة النساء على مستوى العالم، بل قدوة النساء والرجال معًا، إذ كانت في الموقع المتقدّم، وهي العالمة التي استطاعت أن تقدّم للنساء في ذلك العصر الكثير، معبّرة عن الإنسانة التي يريدها الإسلام.
وأضاف: "اليوم نجتمع على العهد، على عهد المقاومة وحزب الله، وسماحة سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله، باني هذه المسيرة ومضيء كل الجوانب المختلفة على قاعدة الثوابت الإسلامية الأصيلة".
وأعرب الشيخ قاسم عن فخره بالمرأة المقاومة، "البنت والأم والزوجة والجدّة، وكل النساء اللواتي يعشن في مجتمعنا"، مؤكّدًا أنّهن "رايات العزّة والأخلاق والوطنية، ورائدات تربية الأجيال القادمة على الاستقامة والاتجاه السليم".
ووجّه تحيّة إلى "نساء المقاومة، نساء فاطمة، ونساء الإسلام العظيم"، مشدّدًا على ضرورة أن تكون المرأة بارعة في كل الساحات، ولا سيّما في تربية الأسرة ودعم المقاومة، مؤكدًا أنّ المرأة "شريكة في صناعة المستقبل لوطننا لبنان وللأجيال الصاعدة".
ولفت الشيخ قاسم إلى أنّه منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، دخل لبنان مرحلة جديدة تختلف عمّا سبقها، معتبرًا أنّ هذه المرحلة تفترض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات.
وأوضح الشيخ قاسم أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن العمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، مشدّدًا على أنّ المقاومة قامت بكلّ ما هو مطلوب منها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة. ولفت إلى أنّ العدوان "الإسرائيلي" يشكّل خطرًا على لبنان وعلى المقاومة في آنٍ معًا.
وأشار إلى أنّه لا توجد مقاومة في العالم تمتلك سلاحًا أقوى من سلاح العدو، وقال: إنّ إنجازات المقاومة تُقاس بالتحرير، فيما يُعدّ الردع استثناءً، مشيرًا إلى أنّه لا توجد مقاومة في العالم استطاعت أن تردع العدوّ عن القيام بأي عمل لمدة 17 سنة، واصفًا ذلك بالردع الاستثنائي.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وأنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، مؤكدًا أنّ منع حصول العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل إنّ الدولة والجيش هما المعنيّان بتحقيق الردع، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما.
وأضاف أنّ وظيفة المقاومة هي التصدّي عندما لا تتصدّى الدولة والجيش، ومساندتهما ومنع استقرار العدوّ والمساعدة على التحرير. وطرح تساؤلات حول المطالبة بنزع سلاح الجيش إذا كان غير قادر على الحماية، أو المطالبة بنزع سلاح المقاومة إذا لم تتحقق الحماية واستمرّ تغوُّل العدوّ "الإسرائيلي".
وأكّد أنّ المقاومة مستعدّة لأقصى درجات التعاون مع الجيش اللبناني، والبحث في إستراتيجية دفاعية تستفيد من قوة لبنان ومقاومته، لكنّها ليست مستعدّة لأي إطار يشكّل استسلامًا للولايات المتحدة و"إسرائيل".
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح من أجل النهوض، معتبرًا أنّ حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هي مطلب أميركي - "إسرائيلي"، وأنّ اعتماد هذا المنطق يؤدّي إلى "إعدام قوة لبنان". ولفت إلى أنّ مشكلة الدولة تكمن في العقوبات المفروضة عليها وفي الفساد المستشري.
وأكد الشيخ قاسم على أنّ الاستسلام يعني زوال لبنان، مشيرًا إلى أنّ التجربة السورية ماثلة أمام الجميع، وأنّ الكيان "الإسرائيلي" يهدّد باستمرار، معتبرًا أنّ الاستسلام هو الطريق الوحيد بالنسبة إليه لوضع لبنان تحت الإدارة ""الإسرائيلية""، محذّرًا من أنّ الاستسلام يؤدّي في النهاية إلى زوال لبنان.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ خطة العدو "الإسرائيلي" بعد اغتيال السيّد حسن نصر الله والقادة الشهداء كانت تهدف إلى إزالة حزب الله من الوجود وإعدام المقاومة. وقال إنّ المقاومة استطاعت، في معركة "أولي البأس"، إفشال هذا الهدف ومنع القضاء على وجودها.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ وجود المقاومة يعني وجود الحياة والشعب و"الرؤوس المرفوعة"، معتبرًا أنّ الوحدة والثبات قد يحولان دون اندلاع الحرب، ومؤكّدًا أنّه "في حال حصولها، فإنها لن تحقق أهدافها، وهو أمر واضح بالنسبة إلى المقاومة".
وأضاف: "فلتعلم أميركا أنّنا سندافع، حتى لو أطبقت السماء على الأرض، ولن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف "إسرائيل"، ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان"، مشدّدًا على أنّ هذا الأمر لن يُسمح به "ونحن أبناء الحسين (ع)".
وقال الشيخ قاسم: إنّ هذه هي "سرديتنا" التي قُدِّمت، وهذا هو الموقف الذي لن يتمّ التراجع عنه، واصفًا إيّاه بأنّه "أشرف موقف وطني"، ولا يحتاج إلى شهادة من "أصحاب التاريخ الإجرامي الأسود".
وأشار إلى أنّ "المقاومة حقّقت أربعة إنجازات عظيمة، تمثّلت في تحرير الأرض، والصمود في مواجهة التحديات، وردع العدو من عام 2006 حتى عام 2023، إضافة إلى وقف اجتياح لبنان واقتلاعه بفضل الصمود الأسطوري للمقاومين وأهل المقاومة".
وحذّر الشيخ قاسم من أنّ استسلام لبنان يعني محو تاريخه وتحويله إلى بلد بلا مستقبل، مؤكّدًا أنّه "مع "إسرائيل" لا مكان للمسلمين والمسيحيين في لبنان". كما أشار إلى أنّ "برّاك" يريد ضمّ لبنان إلى سورية، ما يؤدّي إلى ضياع الأقليات في هذا البحر الواسع أو دفعها إلى الهجرة.
وحذّر من أنّ "المشروع المطروح خطير جدًا"، وقد يؤدّي إلى عدم بقاء لبنان، قائلًا د: إنّ "هناك من لا يريد قوة للجيش اللبناني، ويريدون لبنان بلا قوى حتى تسهُل عليهم الحلول".
وأضاف أنّ "المفاوضات مسار مستقل، وهذا يعني أن العدوان سيستمر"، داعيًا الدولة اللبنانية إلى "التراجع وإعادة حساباتها".
وختم الشيخ قاسم قائلًا: إنّ "المطلوب هو تطبيق الاتفاق أولاً، وبعد ذلك يمكن النقاش في الإستراتيجية الدفاعية"، مطالبًا الدولة بـ"وقف التنازلات".