إيران
ردًا على مزاعم وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي وعرقلة تعيين السفير الإيراني الجديد، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بالقول :" العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان قائمة، ولدينا سفير. كما تم تعيين السفير الجديد، واكتملت إجراءات تقديمه، ونأمل أن تُستكمل هذه الإجراءات قريبًا. سيتم إرساء ذلك. ونحن نفضل تجنب أي تصريح يصرف لبنان عن التركيز على وحدة أراضيه ويتسبب في تشتيت انتباه المجتمع اللبناني عن القضية الأساسية للبنان والدفاع ضد عدوان الكيان الصهيوني".
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع الصحفيين، قال بقائي : "يُعقد حاليًا اجتماعٌ لدول الجوار الأفغانية في طهران. وقد زار الرئيس الايراني الأسبوع الماضي كازاخستان وتركمانستان، وعُقدت عدة اجتماعات على مستوى الرئيس ووزير الخارجية. وسيتوجه وزير الخارجية إلى روسيا وبيلاروسيا، وهما زيارتان هامّتان. كما عقدنا الأسبوع الماضي اجتماعًا ثلاثيًا بين إيران والصين والمملكة العربية السعودية في طهران".
وفي إشارة إلى التطورات في المنطقة، قال بقائي: تتمحور التطورات في المنطقة حول محور غزة ولبنان وجرائم الكيان الصهيوني. وقد زاد برد الشتاء والفيضانات والأمطار من سوء الأوضاع في غزة بالنسبة للشعب الفلسطيني. وفقد عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين أرواحهم بسبب البرد.
وفي إشارة إلى الهجمات المباشرة المستمرة على المواطنين الفلسطينيين، أضاف المتحدث باسم السلك الدبلوماسي: "إن انتهاك السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للبنان وسوريا مستمر، وللأسف، يعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أي إجراء جاد لإنهاء هذا الوضع بسبب إصرار الولايات المتحدة على منح حصانة مطلقة للكيان الصهيوني".
وبخصوص اجتماع الممثلين الخاصين لدول جوار أفغانستان في طهران، وما إذا كان سيتم مناقشة التوتر بين أفغانستان وباكستان خلال هذا الاجتماع، وغياب ممثل عن أفغانستان، أضاف: "هذا الاجتماع ثمرة مشاورات بين إيران ودول الجوار الأفغانية، ومحادثات مع مسؤولين أفغان وباكستانيين. مرّ نحو عامين على آخر اجتماع من نوعه على مستوى وزراء الخارجية، وهو أول اجتماع من نوعه بحضور ممثلين خاصين للشؤون الأفغانية من دول الجوار، بالإضافة إلى روسيا. روسيا والصين وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان حاضرة في هذا الاجتماع. الممثلان الخاصان لروسيا وأوزبكستان هما ممثلان عن الرئيس. وشارك ممثل عن باكستان نيابة عن رئيس الوزراء، والهدف هو مناقشة وتبادل وجهات النظر حول التطورات في أفغانستان، وكقاعدة عامة، ستُناقش جميع الأحداث والتطورات ذات الصلة بأفغانستان في هذا الاجتماع".
وتابع: "الجوار مهم بالنسبة لنا. لدينا حدود مشتركة بطول 2000 كيلومتر مع أفغانستان وباكستان. وجهنا الدعوة لجميع الدول للمشاركة، وكانت أفغانستان من بينها. كنا نود مشاركة أفغانستان، ونعتقد أن مشاركتها في مثل هذه العمليات ستساهم في تعزيز التفاهم وحل المشاكل بينها وبين الدول المجاورة. كان قرار أفغانستان عدم المشاركة، ونحن نحترم هذا القرار. إن هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو المساهمة في التوافق الإقليمي وإيجاد حلول قبل هذا الاجتماع والمحادثات".
وفي ما يتعلق بتصريحات الممثل الأميركي الخاص لسوريا وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لو وافقت إيران، لكنا قصفنا المنشآت النووية الإيرانية فقط، أوضح بقائي: "إن كلمات الممثل الأميركي الخاص لسوريا اعتراف واضح وصريح بالنهج التدخلي الأميركي في المنطقة ودول أخرى. هذا الاعتراف يُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية. إن عدم الاستقرار الناجم عن التدخل الأميركي في منطقتنا ونشوء الإرهاب هما نتيجة تدخلات يعترف ممثلو الولايات المتحدة بخطئها. إن الاعتراف بخطأ هذه السياسات يُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية، ويجب محاسبة أميركا على هذه التدخلات في منطقتنا".
وتابع: "من المؤسف أن تُصرّ أميركا على مواصلة نهج الماضي. إن وثيقة الأمن القومي الأميركي دليل على أن همّها الوحيد هو الكيان "الإسرائيلي". تواصل أميركا نهج التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وفي كل مرة تجد ذريعة جديدة لهذه التدخلات، تُقلّل من شأن دول المنطقة وتُصرّ على فرض مواقفها على الدول الأخرى".