عين على العدو
دعت ما تُسمّى رابطة "لاتِت باروش الإسرائيلية"، التي تضم جرحى إصابات الرأس لجنود العدو وأفراد عائلاتهم الذين شاركوا في الحرب على قطاع غزة، حكومة الاحتلال إلى تنفيذ إصلاح شامل في منظومة التأهيل، وفقًا للكاتب في صحيفة "معاريف" يوفال باغنو، فعلى الرغم من إصاباتهم الخطيرة، يبقى كثير من الجرحى خارج منظومة الحقوق والتأهيل.
وبحسب معطيات الرابطة، يُعترف اليوم بنحو 300 مقاتل مصاب بإصابات رأس في قسم التأهيل، من بينهم قرابة 80 مصابًا بإصابات رأس خطيرة. ورغم خطورة الإصابات وتداعياتها الطبية والمعرفية والنفسية، يحصل العديد من الجرحى على نِسَب عجز مؤقتة فقط، لا تعكس طبيعة الإصابة ولا تتيح مسار تأهيل متواصل وطويل الأمد.
ويعود ذلك إلى أن الحكومة ما تزال تعمل وفق تصور قديم يعتبر إصابة الرأس إصابة مؤقتة وعابرة، بحسب باغنو، خلافًا لرأي الخبراء اليوم. إضافة إلى ذلك، فإن غياب التنسيق بين وزارة الصحة ووزارة "الأمن" (الحرب) يؤدي إلى علاج مجزأ، وعوائق بيروقراطية، وفقدان حقوق حيوية.
وأكد باغنو أن عوائل الجرحى المنضوية في الرابطة تطالب وزارتي "الأمن" (الحرب) والصحة بتشكيل طاقم عمل مشترك بين الوزارات لوضع نموذج تأهيل شامل، يبدأ من المرحلة الحادة في العناية المركزة ويمتد حتى العودة إلى العمل والحياة المستقلة.
كما تطالب بتحديد مؤشرات تأهيل قائمة على الأداء الوظيفي لا على الزمن، وربط تحويل المخصّصات بتقدّم الجريح الفعلي وليس بمقاييس زمنية اعتباطية، وتعيين مدير حالة طبية شخصي لكل جريح يتولى تنسيق العلاج والتأهيل والإجراءات البيروقراطية. والأهم، إلغاء العمل بنِسَب العجز المؤقتة لمصابي إصابات الرأس، نظرًا للطبيعة الدائمة للإصابة الدماغية.
كذلك، يطالب الجرحى وعائلاتهم بتحديث تركيبة اللجان الطبية بحيث تشمل تقييمًا عصبيًا ومعرفيًا ونفسيًا كاملًا، وتوسيع خدمات التأهيل العصبي - المعرفي في الأطراف، وبناء نموذج يتيح لمصابي إصابات الرأس الاندماج في المؤسسات العامة، وفي الأكاديميا وسوق العمل، بحسب باغنو.
ونقل باغنو عن سمدار أوكامبو، والدة عوز أوكامبو، وهو مقاتل في دورة قادة مجموعات في لواء كفير أُصيب في رأسه في خان يونس، قولها: "نحن الأهل نحاول إعادة أبنائنا إلى الحياة، لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك وحدنا".
كما نقل عن ليلاخ ريغينْيانو، والدة إيتاي ريغينْيانو، وهو ضابط في "وحدة الاستطلاع" التابعة للواء غفعاتي أُصيب إصابة بالغة في رأسه إثر انهيار مبنى في رفح قولها إن "حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر أدت إلى ارتفاع في عدد مصابي إصابات الرأس، لكن الحكومة ما زالت لا تمنحهم كامل الحقوق التي يستحقونها. إقامة منظومة تأهيل سليمة اليوم هي ما سيسمح لأبنائنا بأن يكونوا جزءًا فاعلًا من مجتمع الغد. هذه ليست مطالبة، بل واجب أخلاقي ووطني وإنساني".