لبنان
كشفت صحيفة "الأخبار" أنّ رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام منزعجان من تصريحات وزير الخارجية يوسف رجي، سواء في ما يتصل بالوضع العام أم بالعلاقات مع إيران على وجه الخصوص، مشيرة إلى أن الرئيسين عون وسلام أبلغا متّصلين بهما انزعاجهما من هذه التصريحات.
في هذا السياق، سأل وزير بارز الرئيسين عمّا إذا كان لبنان يرى إيران دولة عدوّة، حتى يُصار إلى مخاطبتها بالأسلوب الذي يعتمده رجي، فردّ الرئيس عون بأنه: "لا يفهم كيف يتصرّف الوزير من تلقاء نفسه، متجاهلاً المصلحة الوطنية العليا"، مؤكدًا أنه سيتحدّث مع وزير الخارجية، ويبلغه بضرورة التقيّد بالبيان الوزاري وبالخطوط العامة لموقف الحكومة اللبنانية.
بدوره، عبّر رئيس الحكومة نواف سلام عن انزعاجه من تصريحات رجي، وأكد أمام زوّاره أنها: "لا تعبّر على الإطلاق عن موقف الحكومة اللبنانية، بمعزل عن أي ملاحظات قد تكون لدى لبنان حيال دور إيران في لبنان والمنطقة".
كما نقلت "الأخبار" عن مصادر مطّلعة أنّ: "بعض الوزراء سألوا رجي عن أسباب هذه التصرفات والغاية من تصريحاته؛ فحاول في البداية التوضيح بأنّ مواقفه تُفهم على غير ما يقصد، إلا أنّه عاد وأوضح بأنّه: "وزير سياسي ويتولّى حقيبة سيادية، وهو يعبّر عن الموقف الذي يمثّله داخل الحكومة". هذا دفع أحد المسؤولين إلى التعليق بالقول: "بات مفهومًا الآن سبب الإصرار الذي أبدته القوات اللبنانية على تولّي هذه الحقيبة، ولماذا حظيت بدعم خارجي للحصول عليها".
كذلك أشارت جريدة "الأخبار" إلى أنّ دبلوماسيين عربًا وأجانب في لبنان يتجنّبون عقد لقاءات دورية مع رجي، فيما يقرّ عدد من السفراء اللبنانيين، في وزارة الخارجية، بصعوبة إدارة أي حوار معه. يعبّر بعضهم عن استغرابه لكيفية انتقال رجي من الحرص على إضفاء طابع تقني ومهني على دوره إلى ما يصفونه بـ"المراهقة السياسية". كما يجزمون بأنّه لن يتوقّف عمّا يقوم به ما لم يصدر طلبٌ رسمي وصريح من رئيسَي الجمهورية والحكومة، وهو أمر لا يبدو أنّه متوافر حتى الآن.