عربي ودولي
حذّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني من انتهاكات "إسرائيلية" متواصلة لامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها، عبر استهداف مقرات الوكالة وموظفيها، في ظل تصاعد الاحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في المنطقة.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع عُقد في جنيف حول أوضاع اللاجئين، أكد لازاريني أن "إسرائيل تنتهك امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها"، مشيرًا إلى أن الشرطة "الإسرائيلية" اقتحمت، الأسبوع الماضي، المقر الرئيسي للأونروا في القدس الشرقية المحتلة، واستولت على ممتلكاته، في خطوة اعتبرها سابقة خطيرة.
وأوضح لازاريني أن الأونروا تواصل، رغم التحديات، تقديم الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ولا سيما في مجالات الصحة والتعليم، في قطاع غزّة والضفّة الغربية المحتلة ولبنان وسورية والأردن، لافتًا إلى أن المساعدات الإنسانية وأنشطة التنمية التابعة للوكالة تتعرض بشكل مستمر للهجوم والتضييق.
وأشار إلى أن الوكالة دفعت ثمنًا باهظًا خلال العامين الماضيين؛ إذ قُتل أكثر من 380 من موظفيها في قطاع غزّة، فيما تضررت أو دُمّرت أكثر من 300 منشأة تابعة لها، إلى جانب قيام "إسرائيل" بطرد عدد من الموظفين الدوليين للأونروا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتطرق لازاريني إلى قضية اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدًا أنهم يمرون بمرحلة غير مسبوقة من عدم اليقين وانعدام الأمن على المستوى العالمي، في وقت تتزايد التحديات السياسية والمالية والإنسانية التي تواجه الوكالة.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى خدمات الأونروا في ظل التداعيات الكارثية لحرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على قطاع غزّة في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمرت حتّى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وما خلفته من دمار واسع في البنية التحتية وتدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية.
وبحسب بيان وزارة الصحة، أسفرت الحرب "الإسرائيلية" على غزّة عن أكثر من 70 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، ما فاقم الأزمة الإنسانية وزاد من اعتماد السكان على المساعدات التي تقدمها وكالة "أونروا" في ظل شح الموارد واستمرار القيود المفروضة على العمل الإنساني.