عين على العدو
رأى الكاتب والمحلل العسكري في موقع والا أمير بوحبوط أن عناصر الخدمة الدائمة في الجيش "الإسرائيلي" يرزحون تحت عبء عملياتي تاريخي لم تعرفه "إسرائيل" منذ قيامها، لافتًا إلى أنهم متواجدون في سبع جبهات فاعلة، منذ أكثر من 800 يوم حرب، وكانوا هم الدرع البشري لـ "إسرائيل"، وبالكاد رأوا بيوتهم، وسط نشاط عملياتي مكثّف على مدار الساعة، نيران، تحديات لا تتوقف، وخسائر مؤلمة، وبعد كل ذلك بدل أن نقف ونحيّيهم هناك من اختار تحويلهم إلى أهداف على لوحة الرماية السياسية.
واعتبر بوحبوط أن ما عرفته تقريبًا كل عائلة من عائلات جنود الاحتياط منذ اندلاع الحرب، هو بالنسبة لكثير من عناصر الخدمة الدائمة نمط حياة يومي، روتين، فلا يوجد راتب يمكنه تعويض الغياب الطويل عن البيت والأسرة، وبالتأكيد حين يكون هناك أطفال.
وأكد أن "الصراع حول "استكمالات رئيس الأركان" ليس نقاشًا ماليًا جافًا آخر، بل هو اختبار أخلاقي لـ "المجتمع "الإسرائيلي"، ومن المهم فهم الوقائع: مسألة استكمال فترات الخدمة مطروحة في نقاش مهني بين الوزارات منذ سنوات، ومن حين لآخر تخرج إلى العلن وتتحول إلى ساحة اشتباك سياسي".
وأوضح أنه في حزيران/يونيو 2023 وُقّع اتفاق مالي مع وزارة المالية، تضمن تسوية للموضوع عبر نموذج جديد وبسيط، نموذج يعطي أولوية للمقاتلين، بل ويحقق توفيرًا في الميزانية"، مضيفًا أن "الهدف واضح جدًا: عنصر خدمة دائمة يترك الجيش في سن 42–43 يصل إلى نسبة تقاعد منخفضة نسبيًا، تقارب 45% فقط. الاستكمالات تهدف إلى إضافة نسب تعكس خصوصية الخدمة الدائمة، مع إعطاء المقاتلين أولوية كبيرة".
وتابع: "بعد محاولات تشريع فاشلة، قضت المحكمة العليا بوجوب استكمال التشريع حتى نهاية عام 2025، وإلا فإن من سيتقاعدون ابتداءً من عام 2026 سيبقون من دون هذه الاستكمالات. القلق في الجيش حقيقي: الاقتراب من نقطة اللاعودة التي قد تؤدي إلى زلزال داخل صفوف الجيش، في وقت يُعد فيه وضع القوى البشرية أصلًا صعبًا ومعقّدًا، ولا سيما في مسألة توقيع جيل شاب ينظر إلى طريقة التعامل مع عناصر الخدمة الدائمة ويطرح أسئلة قاسية".
كما أشار إلى أن "التآكل لم يعد تهديدًا نظريًا. المعطيات مقلقة: عدد المرشحين للترقية إلى رتبة مقدم يشهد تراجعًا حادًا، قائلًا: "قريبًا قد نواجه واقع "مرشح واحد لمنصب واحد"، وهو موت سريري لجودة وتنافسية جيش الشعب، الذي تُبذل فيه محاولات حقيقية وصادقة للحفاظ عليه في مواجهة هجمات سياسية من كل صوب".
كذلك، أكد بوحبوط أن "آليات استكمال مشابهة موجودة في هيئات عديدة في الخدمة العامة، لكن عناصر الخدمة الدائمة هم وحدهم من يسهل تحويلهم إلى كيس ملاكمة وتصويرهم كـ"ناهبين للخزينة العامة""، مردفًا: "لقد حان الوقت لوقف هذا الخطاب المُهين فورًا".
وأردف: "الجيش لا يستطيع منافسة رواتب القطاع الخاص، لكنه ملزم بتوفير مظلة من الاحترام، والمعاملة اللائقة، والتعويض المناسب، وتقدير عناصر الخدمة الدائمة ليس حملة للمتحدث باسم الجيش مرة في السنة"، سائلًا: "إذا لم نكافئهم الآن، وهم ينزفون من أجلنا على سبع جبهات فمتى؟".