خاص العهد
خرج اليمنيون، في مسيرات غضب حاشدة، تنديدًا بجريمة الإساءة لكتاب الله تعالى، والتي تأتي في إطار الحرب الصهيونية المستمرة على الإسلام والمقدسات. في جديد هذا الأمر، جعل مرشح الانتخابات بالحزب الجمهوري الصهيوني الأميركي جيك لانغ جريمته بحق أقدس المقدسات الإسلامية القرآن الكريم دعاية انتخابية.
بكل استكبار تدنس الشيطان الأكبر أميركا القرآن العظيم متحدية الأمة الإسلامية، والأمة اليوم في محك واختبار سيرسم واقعها القادم، إما عزيزًا إن هي تحركت ودافعت عن كتاب الله، أو مهينًا إن هي فرطت وتخاذلت.
يقدّم اليمن للأمة أنموذج نصرٍ وبريق أمل ودروسًا على أرض الواقع، فهو يشارك غزّة المصير نفسه بالفعل وبالدم والموقف، ويحقق انتصارات أمام أقوى جيوش العالم بمحدودية إمكاناته وقدراته.
في هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الأستاذ حزام الأسد، في تصريحٍ خاصٍ لموقع "العهد" الإخباري، إن جبهة الإسناد اليمنية قدمت أكبر نموذج عملي لقدرة الأمة على التحرك من موقع المسؤولية والانطلاق من الممكن والمتاح، وقدمت دروسًا إستراتيجية ستبقى حاضرة في الوعي العربي والإسلامي، فلم تكتفِ اليمن بالتصريحات والشعارات، بل تحركت شعبيًا ورسميًا وعسكريًا، وربطت مصير صنعاء بمصير غزّة مدركةً أنها ستواجه أميركا وبريطانيا وأدواتهما الإقليمية.
يؤكد الأسد أنه على الرغم من المعاناة والحصار، استطاعت اليمن أن تلحق أذىً إستراتيجيًا كبيرًا بالكيان الصهيوني، من ذلك تعطيل الموانئ وإرباك المطارات وضرب قواعد عسكرية وإرباك أمن العدوّ الداخلي ومحاصرته من البحر، وهي إنجازات تحققت بفضل الله، ولم تستطع دول غنية وجيوش ضخمة تحقيقها.

اليمن يصحح للأمة المفاهيم ويوضح المسار
أمام الحملة الممنهجة لفصل المسلمين عن القرآن العظيم والحط من قدسيته في نفوس الأمة، تمثل اليمن اليوم بمشروعها القرآني بوصلة وعي تحدد للأمة وجهتها وطريق عزتها. أثبت اليمن أنّ الإسناد فعلٌ يقاس بالتضحية ويتجاوز الكلمات. وبرهن أن مصير الأمة واحد ومعركتها واحدة وعدوها واحد. يكمل الأسد حديثه قائلًا: "لم يعد الإسناد مجرّد دعم معنوي أو سياسي، أصبح عملًا عسكريًا فعّالًا يغير المسار، ويعيد تشكيل التوازنات".
ويلفت إلى أنه يجب على الأمة ألا تنتظر إذنًا من أحد، ولا تخشى غضب القوى الكبرى؛ فالمظلوم إذا نهض صار أقوى من ظالمه، لقد سقطت أسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وتأكد للعالم أن الكيان الصهيوني قابل للهزيمة من البر والبحر والجو في آن".
في ختام حديثه، يتوجه الأسد برسالته للعدو قائلًا: "لقد جربتم كلّ شيء. جربتم العدوان بالأدوات الإقليمية، العدوان المباشر، الطائرات والقاذفات الشبحية، الحاملات والبوارج، الحرب الدعائية، الضغط السياسي، والحصار الاقتصادي، وفشلتم. واليوم؛ أنتم تخسرون هيبتكم أمام العالم، فأنتم قوة تستطيع أن تهدم البيوت وتقتل المدنيين، لكنّها لا تستطيع أن تهزم شعبًا مؤمنًا يدافع عن قضيته العادلة، وما رأيتموه في مراحل الإسناد السابقة هو مجرد بداية".