اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي هجوم أمريكي عسكري في البادية السورية.. ما هو المقابل؟

إيران

الصحف الإيرانية: أميركا لم تعد جديرة بالثقة حتّى لدى حلفائها
إيران

الصحف الإيرانية: أميركا لم تعد جديرة بالثقة حتّى لدى حلفائها

52

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر 2025 بالتطورات الداخلية والدولية، إذ تشهد إيران نقاشًا داخليًا كبيرًا حول آليات الخروج عن المشاكل الاقتصادية والتضخم الذي ما زال يضغط على الواقع المعيشي للناس.

كذلك ركّزت الصحف على تحليل الوضع العالمي وبالخصوص آثار الحرب الأوكرانية الروسية على العلاقات العالمية المختلفة.

التخلّف عن معرفة الواقع

بداية مع صحيفة "كيهان" التي كتبت: "إذا كانت أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، وحتّى حلفاء أميركا التقليديون، يبحثون اليوم عن خطة بديلة لهم عن الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية، فكيف لا تزال هناك حركة ناشطة داخل إيران تُسوّق لفكرة إنقاذ البلاد على أنها التوافق مع أميركا؟! كيف يُمكن تجاهل هذا الكم الهائل من الاعترافات، والاستمرار في اعتبار المفاوضات مع واشنطن عصا سحرية تحل جميع المشاكل؟!  لسنوات، اختزلت الحركة الموالية للغرب في إيران السياسة الخارجية للبلاد إلى مقولة بسيطة: إذا توافقنا مع أميركا، فسيكون كلّ شيء على ما يرام. لم يفشل هذا الادّعاء في التجربة العملية للاتفاق النووي فحسب، بل فُند الآن من قِبل مراكز الفكر والنخب الأميركية نفسها. أميركا لم تعد جديرة بالثقة حتّى لدى حلفائها، فكيف بدولة مستقلة ترفض أن تكون تابعة؟".

وأضافت "ما يحدث في أوروبا اليوم يُقدّم صورة واضحة لمستقبل الثقة في واشنطن. من خلال زيادة ميزانيتها العسكرية، والابتعاد عن المظلة الأمنية الأميركية، والسعي إلى عملة مستقلة عن الدولار، بل وحتّى مناقشة امتلاك قدرة نووية مستقلة، توصل الاتحاد الأوروبي عمليًا إلى استنتاج مفاده أن الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة خطأ إستراتيجي. هذه هي أوروبا نفسها التي قدمتها الحركة الموالية للغرب داخل إيران كنموذج لـلعقلانية السياسية".

وتابعت "الحقيقة هي أن الولايات المتحدة لم تعد تملك القدرة على قيادة العالم، ولا الإرادة لتحمل تكاليف ذلك. فبدلًا من الالتزام، تبتز واشنطن؛ وبدلًا من الدعم، تساوم؛ وبدلًا من ضمان الأمن، تصدر عدم الاستقرار. في مثل هذه الظروف، لا يُعد الإصرار على التفاوض مع الولايات المتحدة دليلًا على الواقعية، بل هو شكل من أشكال التخلف التحليلي. تقف إيران اليوم عند نقطة يطمح إليها العديد من حلفاء أميركا: قوة ردع مستقلة، وعمق إستراتيجي إقليمي، وسلطة اتّخاذ القرار دون إذن واشنطن. لم تتحقق هذه المزايا بالثقة في أميركا، بل تحديدًا بانعدام الثقة بها".

وبحسب الصحيفة، يدخل العالم حقبة ما بعد أميركا؛ حقبة تحل فيها القوى الإقليمية والتكتلات المستقلة محل النظام الأحادي القطب. [...] في عالم كهذا، يكمن شرط البقاء والتقدم في الاعتماد على القوّة الداخلية، وتنويع العلاقات الخارجية، وتجنب التبعية لقوة تتخلى حتّى عن حلفائها. إن إصرار التيار الغربي على إنقاذ نفسه من المسار الأميركي ليس مجرد تحليل سياسي، بل هو إنكار للحقائق العالمية. عالم لا ينتظر إذن واشنطن، والدول التي تتقبل هذا الواقع مبكرًا، ستدفع ثمنًا أقل".

الحرب والسوق والدولة

صحيفة "وطن أمروز" قالت بدورها "نحن في حالة صراع وجودي، وهذا ليس مجرد تغيير في التشكيل العسكري. بيننا وبين عدونا، من بذل كلّ ما في وسعه من أجل النصر هو من سيفوز. بالنظر إلى هذا الوضع، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل لماذا عادةً ما تُبعث القوى العظمى من جديد بنيران الحرب. الحرب ليست استعراضًا للقوة العسكرية، بل هي إعادة تعريف جوهرية للعلاقة بين المفاهيم الكلية مثل الدولة والسوق والمجتمع. لدينا عقبات أمام إعادة تصميم جديدة في البلاد اليوم، وإحدى أقوى هذه العقبات هو القراءة الاقتصادية السائدة في إيران، والتي تُشكل للأسف التيار المهيمن والاتّجاه الرئيسي للفكر الاقتصادي في البلاد".

وتابعت "الحكم في زمن الحرب يتطلب شجاعةً لتجاوز العقائد الأكاديمية الجامدة. لسنا بحاجة إلى ترديد الشعارات الاشتراكية ولا إلى ولاء أعمى لليبرالية الكلاسيكية، بل إلى واقعية اقتصادية تُدرك أن الاقتصاد، في عالم مضطرب، جزء لا يتجزأ من الأمن والسياسة، وليس العكس. إن أمة تفقد بنيتها الإنتاجية والتنظيمية في زمن السلم، بحجة تدخل الحكومة في السوق وبشعار (من أجل اقتصاد موجه)، دون حتّى وضعها ضمن إستراتيجية محدّدة، ستنهار من الداخل يوم وقوع الكارثة، قبل أن تُدمرها رصاصات العدو، حاملةً معها فيروس اليأس والمجاعة. العالم اليوم على مسار مختلف، ولدينا فرصة للإصلاح والنهوض، إذا ما تحررنا من قيود العقائد الاقتصادية والسياسية الجامدة".

الكرملين يعطي الضوء الأخضر للإليزيه

أما صحيفة "مردم سالاري" فكتبت "عقب تصريح الرئيس الفرنسي بأن أوروبا ستضطر لاستئناف المحادثات المباشرة مع الرئيس الروسي في حال فشلت الجهود الأميركية الأخيرة للتوسط في اتفاق سلام في أوكرانيا، أعلن الكرملين استعداد فلاديمير بوتين للتفاوض، وهو موقف لاقى ترحيبًا سريعًا من قصر الإليزيه. وفي معرض شرحه لنهج باريس تجاه آخر التطورات في الحرب الأوكرانية، قال إيمانويل ماكرون للصحفيين في بروكسل أمس: إما أن يتحقق سلام راسخ ودائم مع الضمانات الأمنية اللازمة، أو سنحتاج في الأسابيع المقبلة إلى إيجاد سبل لعودة الأوروبيين إلى حوار شامل مع روسيا، بشفافية كاملة".

وفق الصحيفة، بينما قطعت معظم دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء دول مثل المجر وسلوفاكيا، علاقاتها مع بوتين منذ الحرب الروسية الأوكرانية، يصر الرئيس الفرنسي على أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه حرمان نفسه من قناة حوار مباشرة مع موسكو، في حين أن الحكومة الأميركية لديها مثل هذه القناة.

الصحيفة أشارت الى أنه يبدو أنه مع استبعاد أوروبا من تطوّرات الحرب الأوكرانية، وخاصة المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة، نشهد انتعاشًا للحركات الدبلوماسية في أوروبا، ويحاول ماكرون أن يكون رائدًا في هذا المجال، كما كان الحال في السنة الأولى من الحرب الأوكرانية؛ وهي حرب تتجلى فيها علامات التآكل الميداني أكثر من أي وقت مضى من حيث الإرهاق السياسي والاقتصادي للجهات الفاعلة الغربية. في هذا السياق، يعتقد المحللون أن المؤشرات تدل على أن الهجمات الأوكرانية المضادة لم تحقق نتائج حاسمة، وأن روسيا، رغم تعزيز بعض مواقعها، لا تزال بعيدة عن تحقيق نصر حاسم؛ وهو وضع يصفونه بأنه ليس حربًا شاملة ولا سلامًا دائمًا، وأن تدخل الدبلوماسية أمر لا مفر منه لتغيير الوضع مرة أخرى.

بعبارة أخرى، تخلص الصحيفة، ما يحدث اليوم في ليس خطوة فورية على طريق السلام، بل هو جهد دبلوماسي لإعادة تعريف خطوط التماس وتهيئة الرأي العام، وخاصة على الجبهات، للدخول في مرحلة جديدة. نهج يمكن اعتباره المسار الوحيد الحالي للخروج من أطول حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

الكلمات المفتاحية
مشاركة