عربي ودولي
شهدت مدينة حلب، اليوم الأربعاء 22/12/2025، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا تمثّل بتجدد الاشتباكات العنيفة والقصف المكثف على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، في ظل استخدام واسع للأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهات خلال الساعات المقبلة.
وأفادت مصادر المرصد السوري بوصول دبابات وآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة تابعة للحكومة المؤقتة إلى محيط الحيين، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف استهدف مناطق سكنية بشكل مباشر، ما أسفر عن انقطاع كامل في شبكات الاتّصالات والخدمات الأساسية، وفرض حالة استنفار أمني واسع في المنطقة.
ووفق المعلومات الأولية، أسفر القصف المتبادل والاشتباكات المستمرة عن إصابة 9 مدنيين، بينهم طفلة، قبل أن ترتفع حصيلة الإصابات مع استمرار التصعيد ووصول دفعات متتالية من الجرحى إلى مشفى الرازي في مدينة حلب، بينهم عنصران من الدفاع المدني أُصيبا في أثناء أداء مهامهما الإنسانية. ومع تسجيل إصابات جديدة ووفاة سيدة متأثرة بجراحها البليغة نتيجة القصف الذي طال حيّ الشيخ مقصود، ارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 23 إصابة، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار الاشتباكات.
وأكدت مصادر محلية أن المواجهات اندلعت بين قوات تابعة للحكومة المؤقتة من جهة، وقوى الأمن الداخلي “الأسايش” من جهة أخرى، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة، بما فيها قذائف الهاون ورشاشات “الدوشكا”، إضافة إلى اشتباكات مباشرة في عدة محاور داخل الحيين، ما تسبب بحالة هلع واسعة بين السكان المدنيين، خاصة النساء والأطفال.
وفي السياق ذاته، شهدت أحياء الخالدية والهلك وبستان الباشا موجات نزوح ملحوظة للأهالي باتّجاه مناطق أكثر أمانًا، خشية اتساع رقعة الاشتباكات واستمرار القصف في محيط المناطق السكنية، في وقت لم تتوفر فيه حتّى الآن معلومات دقيقة عن حجم الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية.
وأفادت المصادر بإغلاق طريق غازي عنتاب - حلب من جهة دوار الليرمون، عقب استهداف محيط دوار شيحان، بالتزامن مع انتشار أمني كثيف واستنفار واسع في المنطقة. وأكد المرصد السوري إغلاق عدد من الطرق الحيوية داخل المدينة، أبرزها: طريق حلب المدينة - الليرمون، طريق الليرمون - المدينة الصناعية، طريق السريان - الأشرفية، وطريق المدينة الصناعية - الجندول، ما زاد من صعوبة حركة المدنيين وعمليات الإسعاف.
وفي تحذير عاجل، دعت مصادر محلية الأهالي إلى تجنب التوجّه نحو مخيم حندرات في الوقت الراهن، نظرًا لخطورة الطريق وانقطاعه نتيجة الاشتباكات المستمرة، وسط استمرار القصف والمواجهات حتّى لحظة إعداد هذا التقرير.
وتبقى التطورات الميدانية في مدينة حلب متسارعة، في ظل تصعيد عسكري لافت ومخاوف جدية من توسع رقعة الاشتباكات وارتفاع عدد الضحايا، في وقت تتّجه فيه الأنظار إلى الساعات القادمة التي قد تحمل مزيدًا من التصعيد أو انفراجًا محدودًا في حال توقف العمليات العسكرية.