عربي ودولي
حذّر قائد حركة أنصار الله في اليمن، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، من أنّ "العدو "الإسرائيلي"، بشراكة أميركية، يُعِدُّ لتصعيد وجولات"، منبهًا إلى أنّ "الأعداء يسعون إلى القبول بمعادلة الاستباحة وهذه قضية خطيرة جدًا"، مبيّنًا أنّ "هناك تَوجُّهًا لأنْ يكون ما يحصل في غزة حال مقبولة".
وأكّد السيد الحوثي، في كلمة له ألقاها بمناسبة "عيد جمعة رجب"، الجمعة 26 كانون الأول/ديسمبر 2025، أنّ "الحديث عن ""إسرائيل" الكبرى" هو لإخضاع شعوب المنطقة لأجرم وأسوأ عدو، وهذه كارثة أنْ تقبل الأمة بذلك".
ونبّه إلى أنّ "حركة النفاق في الأمة تسعى إلى أنْ تكون معادلة الاستباحة مسألة مقبولة، وأنْ تقبل الشعوب بأنْ يقتلها "الإسرائيلي" كما أراد وبشكل يومي"، موضحًا أنّ "القتل الصهيوني في فلسطين حال يومية، وكذلك الاختطاف إلى السجون، والعدو "الإسرائيلي" مستمر بشكل يومي بانتهاك حرمة المسجد الأقصى الذي هو من المقدّسات الكبرى للمسلمين".
كما بيّن أنّ "سعي المجرم (وزير "الأمن القومي" الصهيوني إيتمار) بن غفير إلى إحاطة المعتقلات والسجون ببرك تُجعل فيها التماسيح هو تَفنُّن في الإجرام والطغيان". وفيما أكّد أنّ "كل ثروات فلسطين منهوبة"، أسف لأنْ "تتحوَّل بعض البلدان العربية إلى زبون يشتري من العدو "الإسرائيلي" ما ينهبه من ثروات الشعب الفلسطيني".
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ "من كبائر الذنوب والأخطاء الكبرى التي هي ذنب أخلاقي وديني وذنب أيضًا اتجاه الأمن القومي المصري، هي الإقدام على أكبر صفقة في تاريخ العدو "الإسرائيلي" في شراء الغاز الفلسطيني المنهوب المسروق"، مبيّنًا أنّ "العدو "الإسرائيلي" يريد أنْ يستحوذ على الثروات حتى المياه مثلما هو الحال مع الأردن، فهو يغتصب ماء الأردن ثم يتحكّم بما يبيعه من المياه بالشعب الأردني".
"تَوجُّه لجعل ما يحصل في غزة مقبولًا"
وشدّد قائد أنصار الله على أنّ "العدو "الإسرائيلي" يوميًا لا يفي أبدًا بالتزاماته في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حتى في الاستحقاق الإنساني بدخول الغذاء والدواء إلى غزة"، محذّرًا من أنّ "هناك تَوجُّها لأنْ يكون ما يحصل في غزة حال مقبولة، وأنْ تكون كل المنطقة متقبّلة للعلاقة مع العدو "الإسرائيلي"".
وقال: "مع الإجرام والطغيان "الإسرائيلي" هناك أنظمة تدفع المليارات للعدو "الإسرائيلي" عبر ما تدفعه للأميركي".
وتابع قوله: "انظروا إلى ما تفعله أميركا في اتجاه فنزويلا. الأميركي ينهب بشكل مستمر ثلث ما تنتجه فنزويلا من النفط، ولم يكتفِ بذلك، يريد السيطرة الكاملة على أكبر احتياطي من النفط في فنزويلا".
وأضاف: "الأميركي يجعل من عنوان "مكافحة المخدرات في فنزويلا" كذريعة لمحاولة السيطرة على فنزويلا. الأميركي يمارس قرصنة ببلطجة وبنهب وبشكل مكشوف يسعى إلى السيطرة على الثروة النفطية في فنزويلا. نحن أمام قوى شيطانية ظالمة مجرمة. أميركا و"إسرائيل" والصهيونية العالمية الطامعة والمستكبرة التي لا تلتزم بأيّ مواثيق".
وأردف قوله: "عملاء الصهيونية في أوساط أمتنا يسعون إلى صرف الأنظار عنهم وعن التعبئة ضدهم ويسعون إلى تدجين الأمة لهم، وهذا ظلم كبير للأمة وإساءة كبيرة لها".
"نزع السلاح حديث عملاء الصهيونية"
وواصل قائلًا: "نسمع عملاء الصهيونية دائمًا ما يتحدّثون عن سلاح حزب الله في لبنان والمجاهدين في فلسطين، عن السلاح الذي يحمي من العدو. نرى بشكل عام الحديث عن نزع السلاح بهدف تجريد أيّ فئة من هذه الأمة مما يمكن أنْ يواجهوا به أيّ عدوان أو تَسلُّط وطغيان "إسرائيلي" وأميركي"، فـ"بالنسبة إلى من يقبل بالإذعان لأميركا و"إسرائيل"، يمكن أنْ يمتلك من السلاح ما يوجّهه في خدمة الأميركي و"الإسرائيلي" ليكون لتفكيك الأمة من الداخل وتدميرها"، بحسب السيد الحوثي.
وذكَر أنّ "هناك استعدادًا للجولة القادمة"، وقال: "نعمل على هذا العنوان ليل نهار لأنّنا ندرك ما يحدث وما يسعى إليه الأعداء ويخططون له"، مشيرًا إلى أنّ "الأميركي لم يتمكّن بكل أنواع السلاح من إيقاف عمليات جيشنا العسكرية في نصرة الشعب الفلسطيني، ولن يتمكن الأميركي من إيقافها مستقبلًا".
وتحدث عن "النموذج السوري فيما يتعلّق بالجماعات المسيطرة على سورية"، مؤكّدًا أنّها "واضحة في أنّها لا تعادي "إسرائيل" وتسعى إلى التطبيع مع العدو "الإسرائيلي"".
"العدو يُعِدُّ لتصعيد بشراكة أميركية"
وفي حين أشار السيد الحوثي إلى أنّ "الجسر الجوي بين الأميركي و"الإسرائيلي" مستمر في تعبئة كل مخازن السلاح في فلسطين المحتلة وفي المنطقة"، حذّر من أنّ "العدو "الإسرائيلي"، بشراكة أميركية، يُعِدُّ للمزيد من التصعيد والجولات ويتوعَّد بذلك".
وإذ جزم بأنّ "الجولات القادمة مع العدو "الإسرائيلي" جولات مؤكدة ولا شك في ذلك"، شدّد السيد الحوثي على أنّ "الأمة لا بد أنْ تكون في حال يقظة مستمرة روحية جهادية عالية إدراكًا لمسؤولياتنا".
ونبّه إلى أنّ "حركة النفاق في الأمة تسعى إلى أنْ تتحوّل إلى أمة مدجنة لأعدائها خاضعة للطاغوت والاستكبار"، مشيرًا إلى أنّ "هناك حربًا رهيبة جدًا، ناعمة، شيطانية، مفسدة، مضلّة، تحاول أنْ تتجه بالإنسان المسلم إلى اتجاه مغاير لانتمائه".
ولفت السيد الحوثي الانتباه إلى أنّه "لا يزال لدى هذه الأمة ما يخشاه الأعداء، وهم يحاولون أنْ يتخلّصوا من ذلك، والأعداء يشعرون بالقلق الكبير عندما يشاهدون توجُّهات عملية في واقع الأمة من خلال نماذج لدى الشعوب".
كذلك، بيّن أنّ "تفريغ الأمة من هويتها الإيمانية هو الذي يمكّن الأعداء من السيطرة التامة عليها فتتحوّل إلى دمية وألعوبة بأيديهم"، منبّهًا إلى أنّ "اليهود والصهيونية العالمية يستهدفون القرآن الكريم لأنّه الملاذ الوحيد الذي يحمي المجتمعات البشرية، ولأنّهم يدركون أنّه يمثّل صلة بين الناس وبين الله".
كما شدّد السيد الحوثي على أنّ "المواجهة على المستوى الفكري والثقافي وعلى مستوى الهوية هي من أهم ساحات وميادين المواجهة مع الأعداء".