إيران
وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، تندد بـ"التهديدات المتهورة" التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدّ إيران، مطالبة بالإدانة الشديدة لهذا التهديد الذي "يُعد انتهاكًا واضحًا وخطيرًا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة"، داعيًا المجلس إلى إدانته".
وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء – إرنا بأن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة السفير أمير سعيد إيرواني، نقل الرسالة اليوم الثلاثاء 30 كانون الأول/ديسمبر في أعقاب تهديدات ترامب الجديدة ضدّ إيران.
وقال إيرواني في الرسالة: "أود لفت انتباهكم الفوري إلى مثال آخر على انتهاك خطير للقانون الدولي، وتحديدًا التهديدات الصريحة والواضحة باللجوء إلى القوّة من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء "إسرائيل" في 29 ديسمبر/كانون الأول 2025، صرّح رئيس الولايات المتحدة قائلًا: "نعم، إذا واصلت إيران برنامجها الصاروخي، فأنا أؤيد الهجوم. وإذا واصلت برنامجها النووي، فسنهاجمها فورًا". وهدّد إيران صراحةً قائلًا: "في هذه الحالة، سنضطر إلى ضربهم؛ سنضربهم، وسنضربهم بقوة".
وأضاف: تُشكّل هذه التصريحات الاستفزازية والتصعيدية التي تتضمن تهديدات باستخدام القوّة ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، انتهاكًا صارخًا وواضحًا لميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادّة الثانية، الفقرة الرابعة التي تحظر صراحةً استخدام القوّة أو التهديد باستخدامها ضدّ السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة. إن العدوان المشترك غير المبرر وغير القانوني الذي شنته الولايات المتحدة الأميركية والكيان "الإسرائيلي" ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة ما بين 13 و24 حزيران/ يونيو 2025، يُؤكد ضرورة إدانة ورفض التصريحات التهديدية الأخيرة للرئيس الأميركي رفضًا قاطعًا. في الواقع، لا تُعدّ هذه التصريحات مجرد كلام، بل تُشكّل تهديدًا جديدًا وصريحًا بمواصلة نمط من السلوك غير القانوني القائم على النية، والذي سيُعرّض الولايات المتحدة الأميركية للمساءلة الدولية".
ولفت إيرواني إلى أن ترامب أقرّ علنًا بمسؤولية الولايات المتحدة ومشاركتها المباشرة في عدوان حزيران/يونيو 2025، والذي استهدف متعمدًا المدنيين والبنية التحتية الحيوية والمنشآت النووية السلمية الخاضعة للضمانات الشاملة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وأشار إلى أن ترامب وجه تهديده لإيران وهو يقف إلى جانب رئيس وزراء الكيان "الإسرائيلي"، المطلوب دوليًا كمجرم حرب، محاولًا إنكار حقوق إيران المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وحقها السيادي المشروع في امتلاك الوسائل والمنشآت اللازمة للدفاع المشروع عن النفس.
وقال إيرواني: من المؤسف للغاية أن تصدر مثل هذه التهديدات الصريحة من دولة تمتلك أسلحة نووية.. ولها سجل حافل ومتواصل بانتهاكات جسيمة لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتواصل دعمها غير المشروط للكيان "الإسرائيلي"، الحائز الوحيد للأسلحة النووية في غرب آسيا، وهو كيان هدّد دولًا أخرى في المنطقة بأسلحة الدمار الشامل دون أي رادع. مشيرًا إلى أن هذا الوضع يمثل "ازدواجية معايير صارخة ومستمرة تقوض بشدة الأمن الإقليمي والدولي، وهجومًا مباشرًا على نزاهة نظام عدم الانتشار النووي العالمي".
ورأى إيرواني "أن استمرار تقاعس مجلس الأمن وشلله في مواجهة هذه التهديدات الصريحة وأعمال العدوان قد أسهم في استمرار مناخ خطير من الإفلات من العقاب. وشجع هذا الفشل الولايات المتحدة والكيان "الإسرائيلي" الذي يتصرف بدعم سياسي وعسكري ودبلوماسي كامل من الولايات المتحدة، على مواصلة سلوكهما غير القانوني، مما يشكّل تهديدًا خطيرًا ومباشرًا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين".
أضاف: "في ضوء ما سبق، تدعو الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجلس الأمن، ولا سيما أعضاءه المسؤولين، إلى:
أ) إدانة التهديد الصريح باستخدام القوّة ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية بشكل حازم لا لبس فيه، باعتباره انتهاكًا واضحًا وخطيرًا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ب) دعوة الولايات المتحدة إلى الامتثال الفوري لالتزاماتها بموجب الميثاق والقانون الدولي، ووقف جميع التهديدات أو استخدام القوّة، والوفاء بمسؤولياتها كعضو دائم في مجلس الأمن بما يتفق مع مقاصد ومبادئ الأمم المتحدة.
ج) التحرك بحزم ودون ازدواجية في المعايير لمنع المزيد من تصعيد الموقف الناجم عن الإفلات المستمر من العقاب والاستهتار الصارخ بالقانون الدولي من قبل أحد الأعضاء الدائمين في المجلس ووكيله الإقليمي، الكيان "الإسرائيلي"".
وشدد على أن "التقاعس عن اتّخاذ إجراءات في هذا الشأن لن يؤدي فقط إلى مزيد من تقويض السلم والأمن الدوليين، بل سيقوض أيضًا مصداقية مجلس الأمن وسلطته وشرعيته، وهو المجلس الموكل إليه المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين. إن حظر التهديد باستخدام القوّة أو استخدامها التزام عالمي تجاه المجتمع الدولي بأسره، ولا يمكن تجاهل انتهاكه أو تبريره، إذ إن مثل هذا الانتهاك سيُلحق حتمًا ضررًا جسيمًا ودائمًا بالنظام القانوني الدولي الذي قامت عليه الأمم المتحدة".
وأكد إيرواني أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدين بشدة هذه التهديدات المتهورة، وتؤكد مجددًا حقها الأصيل وغير القابل للتصرف في الدفاع عن النفس، وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ضدّ أي هجوم مسلح أو عمل عدواني". معلنًا أن إيران ستمارس هذا الحق بطريقة حاسمة ومتناسبة إذا تعرضت سيادتها أو سلامة أراضيها أو شعبها أو مصالحها الوطنية الحيوية لمزيد من أعمال العدوان".
وفي الختام دعا إيرواني إلى تسجيل هذه الرسالة وتعميمها كوثيقة رسمية لمجلس الأمن.