مخيّمات تطوعية كشفية.. مقاومة شعبية لإزالة آثار العدوان

كعادتها؛ لم تغب كشافة الإمام المهدي (عج) عن المشهد. منذ الساعات الأولى لوقف إطلاق النار، في 27 تشرين الأول، بدأت التحضير لانطلاق جموع متطوعيها، ورصّت الصفوف، وأطلقت المخيّمات التطوعية بهدف إزالة آثار العدوان الصهيوني، في جزء من مقاومة شعبية تهدف إلى إعادة بناء المجتمع والوطن بعد الحرب، مع تعزيز مفاهيم العمل الجماعي والتضامن المجتمعي.

شملت أنشطة المخيمات إزالة الزجاج والأتربة والعوائق من المنازل والأحياء والشوارع، وأمام مداخل الأبنية، والمؤسسات. ونُفذت بمشاركة الكشفيين؛ من أجل إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة وتوفير بيئة آمنة للسكان. وتركزت في منطقة جبل عامل الأولى وجبل عامل الثانية وبيروت، بحسب مفوضة تنمية المجتمع في جمعية كشافة الإمام المهدي (عج) الدكتورة بتول نور الدين. 

بحسب نور الدين، كان الهدف من المخيمات تنسيق الجهود بين المتطوعين وتوزيع المهام في مختلف المناطق؛ لتسريع عملية إزالة آثار العدوان، وتنظيف المنازل والساحات والمساجد والأماكن العامة والطرقات؛ لاستقبال الأهالي ومساعدتهم للعودة إلى منازلهم، والوصول إليها. ولم تقتصر الحملة على التنظيف فقط، بل شملت أيضًا إعادة تأهيل المحال التجارية التي تضررت جراء القصف، حيث يتمكّن أصحاب المحلات من العودة إلى مزاولة أعمالهم، إلى جانب تأمين الحصص الغذائية، وفي الكثير من الأحيان تقديم الوجبات الرئيسة. هذا بالإضافة إلى تأمين حاجات الأهالي الأساسية. وشملت الأنشطة التطوعية ضمن المخيمات موضوع التشجير، فحملت كل شجرة اسم شهيد، خاصة شهداء أفواج كشافة الإمام المهدي (عج). 

تقول نور الدين إن أنشطة المخيمات التطوعية تضمنت، أيضًا، الإفطارت العامة والمساهمة بالمضائف، وتأمين بعض الاحتياجات الأساسية للأطفال وإقامة الكرامس والأنشطة التفريغية وزيارة عوائل الشهداء والجرحى، ومساعدتهم لتجاوز المحنة، مشيرةً إلى أن تقديمات المخيمات التطوعية تفاوتت بحسب المناطق وحجم الدمار وحاجات الأهالي. 

باحة عاشوراء - بيروت

في سياق هذه الحملة التطوعية، تم إنشاء المخيم الشبابي للعمل التطوعي في باحة عاشوراء، في منطقة السان تيريز في الضاحية الجنوبية لبيروت، للمساهمة في إزالة أثار العدوان "الإسرائيلي" الغاشم على الضاحية، بحسب ما يؤكد أمين تنمية المجتمع في مفوضية بيروت في كشافة الإمام المهدي (عج) الحاج منير يونس لموقع "العهد". وقد استمر المخيم لمدة شهر، بمشاركة 800 قائد وقائدة إلى جانب فرق الخدمة المجتمعية، والتي قامت بحملات مركزة وكبرى، حيث عمل المتطوعون على إزالة الزجاج والعوائق والأتربة من المنازل، ومداخل الأبنية والمحال التجارية، لتمكين الأهالي من العودة إلى الأسواق لتعج بها الحياة، منوهًا بدور الأخوات اللواتي ساعدن الأهالي، بشكل كبير في البيوت. 

وفقًا لـ "يونس"؛ بلغ عدد الحملات التطوعية ضمن المخيم 171 حملة، بمشاركة 2039 عنصرًا كشفيًا، لافتًا إلى أن حملة التنظيف انسحبت على المدارس، وتضمنت الرسم على الجدران، وحملات التشجير والزراعة، وورش الدعم النفسي، والأنشطة الترفيهية للأطفال وأنشطة التفريغ النفسي. 

منطقة جبل عامل الأولى

كما في بيروت، أطلقت حملة تطوعية واسعة النطاق في الجنوب، بدأت عقب سريان اتفاق وقف إطلاق النار، بهدف إزالة آثار القصف "الإسرائيلي". يقول أمين تنمية المجتمع في مفوضية جبل عامل الأولى في كشافة الإمام المهدي (عج) الحاج أيسر حيدر، لموقع "العهد"، مضيفًا: "أنشئت 3 مخيمات تطوعية رئيسة في قطاع الساحل، وقطاع بنت جبيل، وقطاع الحجير، والتي كانت بمثابة مراكز انطلاق للفرق التطوعية نحو مختلف القرى المتضررة". وبحسب حيدر، فقد شملت الحملة أكثر من 2500 نشاط ميداني، تضمنت تنظيف المساجد والحسينيات والمدافن والمدارس والساحات العامة والشوارع والأحياء والمنازل، وزراعة 2500 شجرة لإعادة الحياة إلى البيئة المتضررة، وذلك بعدما اقلتع العدو عددًا كبيرًا منها. 

كما يشير حيدر إلى أنه جرى توزيع أكثر من ألف وجبة إفطار على العائلات المتضررة التي عادت إلى قراها، خلال شهر رمضان المبارك. ويتابع: "للأطفال حصة خاصة من هذه الحملة، فقد نفذت أنشطة للتفريغ النفسي من خلال إقامة الكرنفال الخاص بهم، وبعض الأنشطة الكشفية الرياضية والترفيهية لمساعدتهم في تجاوز أثار الحرب". كما شارك المتطوعون بالبحث عن رفاة الشهداء المفقودين في بعض القرى والبلدات الحدودية. ويشدد حيدر على أن: "هذه الجهود تعكس التزامنا بالوقوف إلى جانب أهلنا في هذه الظروف الصعبة"، مردفًا: "نعمل بالتنسيق مع البلديات والجهات المعنية لضمان استمرارية الدعم، فالحملة تعد جزءًا من المقاومة للعيش بحرية وكرامة وإعادة البناء والنهوض من جديد". 

منطقة جبل عامل الثانية 

كما أطلقت جمعية كشافة الإمام المهدي (عج)، في مفوضية جبل عامل الثانية، حملة تطوعية شاملة لدعم الأهالي العائدين إلى قراهم المتضررة، بحسب أمين تنمية المجتمع في مفوضية جبل عامل الثانية حسن سلامة. يقول سلامة لـ "العهد" إن: "المخيم انطلق في مدينة النبطية – في مرحلة أولى - بمشاركة 200 أخ وأخت، من القادة والقادات والجوّالة والدليلات، و1070 متطوعًا ومتطوعة، واستمر لأربعة أسابيع في المدينة، حيث عمد الكشفيون إلى إزالة الركام ومساعدة الأهالي للعودة إلى بيوتهم، ومساعدة أصحاب المحال التجارية المتضررة جزئيًا لتنظيفها". وأضاف: "في المرحلة الثانية من المخيم؛ انتقلنا إلى إزالة الأضرار وترميم المساجد والحسينيات والمؤسسات التربوية والمعاهد والمهنيات والمدارس، وبلغ عدد الأنشطة المتعلقة بتنظيف وترتيب المساجد والمدارس والأماكن العامة 151 نشاطًا بمشاركة 2923 متطوعًا ومتطوعة".

ويردف: "أما في المرحلة الثالثة؛ فقد انتقلنا من قلب مدينة النبطية إلى القرى كافة في منطقة الجنوب الثانية، لمساعدة الأهالي للعودة إلى بيوتهم. واستمر النشاط شهرًا كاملًا في هذه القرى، وبالتالي على مدى شهرين كنا بخدمة أهالي المنطقة". ومن ضمن الأنشطة، أقامت كشافة الإمام المهدي (عج) مجموعة كبيرة من المضائف، وخصوصًا في المناسبات العامة والاحياءات، وصولًا إلى شهر رمضان الكريم، بمشاركة 305 متطوعين ومتطوعات، إلى جانب توزيع الحصص الغذائية على المستحقين؛ ضمن الأحياء والقرى، وقد أفاد منها 1700 شخص.

يختم سلامة أن المخيم تضمن، أيضًا، أنشطة التفريغ النفسي لتخفيف ضغط الحرب والصدمات، والتي بلغت 50 نشاطًا بمشاركة 400 كشفي من المراحل كافة، وسلسلة ورش التوعية عن مخلفات الحرب والألغام والصواريخ.

حزب اللهالضاحية الجنوبيةالجنوبكشافة الامام المهدي (عج)وعد والتزام

إقرأ المزيد في: خاص العهد