اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي عيادات الرسول الأعظم التخصصية.. هدية لشعب المقاومة في أجواء الولادة المباركة

مقالات

أميركا... المسار المأزوم
مقالات

أميركا... المسار المأزوم

أميركا لم تعد كما كانت
1789

علي عبادي
برغم ارتفاع منسوب التوتر قبل وأثناء الانتخابات الأميركية، وذهاب بعض المراقبين الى إمكان تطور الوضع الى اضطرابات أمنية واسعة وربما حرب أهلية، أعتقد أن النتائج ستُحسم مهما طال الوقت، لأن كبار القوم في الحزبين لا يستطيعون تحمل فاتورة إطالة أمد النزاع الانتخابي. وهناك تصريحات لقادة كبار في الحزب الجمهوري (ليندسي غراهام وميتش ماكونيل) عن استعدادهم للتعامل مع أي رئيس جديد. وحتى ترامب غيّر لهجته عشية يوم الاقتراع عندما سئل متى سيعلن فوزه، فقال: "عندما نكون قد حققنا النصر فقط"، وقبل ذلك كان قد حسم نتيجة الانتخابات سلفاً بتأكيد فوزه.

دونالد ترامب سيذهب في القتال الانتخابي الى اقصى ما يمكن تحقيقه: الفوز بولاية ثانية. وإذا تعذر ذلك له، قد يشاغب ليفاوض على صفقة تسمح له بالمغادرة مع ضمان عدم تعرضه للملاحقة القانونية بسبب فضائحه الكثيرة.

لكن حسم الانتخابات لا يعني انتهاء الصراع الذي سيأخذ أشكالا أخرى. فهناك صراع متعدد المستويات: اقتصادي واجتماعي وايديولوجي، وهو قديم وسيستمر بسبب التباينات حول الهوية الوطنية ووجهة البلاد والتشظي العرقي والتفاوت الطبقي والاجتماعي.

حتى لو سلمنا بانتصار جو بايدن، فهذا لا يعني ان ولايته ستكون سلِسة. ترامب ترك إرثاً ثقيلاً على جميع المستويات وأطلق العنان للشعبوية التي ترفض المؤسسات القائمة في واشنطن ، وبالتالي هناك صعوبة في إعادة أنصاره الى القمقم. وبتعبير آخر، هناك ظاهرة الترامبية التي يمكن أن تفرز ترامب آخر مع وجود قاعدة يمينية مقاتلة تملك السلاح والموارد المالية وعقيدة انعزالية ولها رؤيتها لأميركا مختلفة وتتلهف لوجود قائد يتقدمها. وبالتأكيد ، لم تعد قيادة الحزب الجمهوري قبلة آمال هذه الشريحة الواسعة التي حملت ترامب إلى الرئاسة عام ٢٠١٦ من خارج قواعد اللعبة الجمهورية.

أميركا لم تعد كما كانت. في السابق، كان يقال ان المعركة تنتهي مع إغلاق صناديق الاقتراع، ويصبح الرئيس المنتخب رئيساً مقبولاً لكل الأميركيين. الأمر ليس كذلك اليوم. الحديث عن التزوير يسبق الانتخابات، والسلاح ينتشر على نطاق واسع، ومعه البلطجة والتهديد، إضافة إلى استعادة ذكريات الحرب الأهلية والدعوات الى إنفصال بعض الولايات .

أميركا تتغير، لكن انفجارها قد لا يتم بمعركة انتخابية، إنما بتزعزع قوتها الاقتصادية السبب المركزي لمكانتها الدولية ولحمتها الداخلية، بحيث تصبح وحدتها حينئذ عبئاً ثقيلاً على الولايات الغنية. أميركا تعاني من مديونية هائلة وعجز مزمن في الموازنة، وإذا حدث اي ركود طويل المدى نسبياً مع تلاشي الأمل بنمو اقتصادي، فسيتحول الى صاعق لتفجير الفقاعة التي تكونت على مر الزمن، ومعها كل دمامل المجتمعات الأميركية المختلفة.

مشاركة