حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطورة التطورات الأخيرة في حوض البحر الأسود الذي شهد في الآونة الأخيرة تكثيفًا ملموسًا للأنشطة العسكرية الغربية.

وقال بوتين، في خطاب ألقاه اليوم الخميس أثناء اجتماع موسّع عقد في مقر وزارة الخارجية الروسية، "أما بخصوص التطورات في البحر الأسود فإنها تتجاوز كل الحدود. تحلق طائرات استراتيجية (للناتو) على مقربة 20 كلم عن حدودنا، وهي تحمل سلاحًا خطيرًا كما هو معروف"، وأشار إلى أنّ "الناتو كسر كل آليات الحوار وتصرفاته عند حدودنا لن تبقى بدون رد".

ولفت إلى أنّ روسيا تبلغ الغرب باستمرار عن مخاوفها بهذا الخصوص وتتحدث عن الخطوط الحمراء الخاصة بها، مضيفًا أنّ موسكو تدرك أن شركاءها الغربيين يتعاملون مع هذه التحذيرات على نحو "سطحي". 

وأشار بوتين إلى أنّ التحذيرات الروسية في الآونة الأخيرة تؤتي ثمارها وخلّفت حالة من القلق لدى الغرب، مضيفًا: "هناك نقطتان، أولهما هي أنه يجب أن تستمر حالتهم هذه لأطول وقت ممكن، كي لا يخطر في بالهم تأجيج نزاع لا نحتاج إليه عند حدودنا الغربية (ونحن لا نسعى إلى أي نزاعات)، والثانية هي أنه يجب طرح مسألة تقديم الناتو ضمانات أمنية ملموسة وطويلة الأمد إلى روسيا".

وتابع "الدبلوماسية الروسية عليها مواجهة المحاولات الغربية الانفراد في القرارات الدولية وسياسة الاملاءات"، وأكد أن "الغرب يتخلى بسهولة عن أي اتفاقات سابقة لكن يجب العمل معه رغم تضييق فرص التعاون".

وأردف بوتين "يجب أن تواصل الدبلوماسية الروسية الإسهام في تطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في أسرع وقت ممكن وجذب المساعدات الدولية بغية تحسين الوضع الإنساني في هذا البلد".

ولفت إلى أنّ روسيا شاركت بشكل مباشر في القضاء على الإرهاب الدولي في سوريا ومنع تفكك هذه الدولة وإعادة إطلاق عملية التسوية السورية تحت رعاية الأمم المتحدة ضمن إطار "صيغة أستانا" بالتعاون مع تركيا وإيران.

الكلمات المفتاحية