اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الفصائل الفلسطينية في دمشق تحيي ذكرى استشهاد سليماني

إيران

"حجي قاسم".. عُد قليلًا
إيران

"حجي قاسم".. عُد قليلًا

عُد وانظرنا نحن الذين ما عرفناك إلّا في الصور
5813

ليلى عماشا

لحظةُ الخبر لم تزل تحاصرنا.. ما زلنا في ساعات الغرق بالدمع نرجو تكذيبًا لذلك العاجل الأقسى.. أو نخاطبك بصوت يختنق أن عُد قليلًا..
عُد لنخبرك بما جرى منذ ذلك الفجر، وبما رأت قلوبنا منذ ذاك الحريق..

عُد قليلًا فقط، وامسح على رأس أيتامك بكفّ هالهم أن يروها وحيدة تحتضن أرض العراق وتغمر بالدفء كلّ ثنايا المحور..

عُد وانظرنا نحن الذين ما عرفناك إلّا في الصور، بطلًا سكب في أيامنا شمسًا من بيت الولاية.. انظر حالنا في ليلة الذكرى وقد استحلنا دموعًا تجسدّت في عاشقين.. وانظر شوقنا الملتهب وهو يلاحق تقاسيم وجهك صورة بعد صورة، وامسح على ارتجاف أصواتنا حين نهمس باسمك متحدثين عنك لأولادنا..

عُد قليلًا لنخبرِكَ عن حالنا الذي علّمتنا أنّه "يقينًا كلّه خير".. لنشكو إليك بصوت خجول الحصار، ولتسمع منّا، نحن الفقراء إلّا من حبّك وحبّ أوليائك وأصدقائك ورجالك، أن لن نصالح قاتلك ولو قُتلنا بالحصار.. وأن لن نسامح كلّ من سمع بمقتلك وما انفطر قلبه، وكلّ من عرفك شهيدًا وما تطهّرت روحه بالبكاء وبالفقد..

عُد قليلًا كي نخبرك أنّا نحبّك ونحبّ فيك أمّة ذبت فيها فصارت أنت وصرنا "نحن قاسم".. كي نبكي في ظلال كفّك وجع غيابك ونترك قلوبنا قبلة آمنة على الخاتم الشاهد.. كي نستظلّ بِحرّ دمعك فنشتدُّ في مواجهة برد الغياب..

عُد قليلًا يا سيّد الحرب الطويلة وسند الحبّ النقيّ.. عُد لتقرأ وهن قلوبنا، نحن الذين لا نملك أن نكون في جيش ثأرك، وإن يحرقنا جمر البغض لمن قتلوك..  عُد لتهدّىء روعنا الذي كلّما تعتّق ازداد واشتعل..

عُد قليلًا، وامنح غربتنا وطنًا من لون الأنسِ  المسكوب من شيبتك.. وهبنا أن نقترب منك برهةً كي نطمئنّ بشفاعة هذا القرب.. فمن اقترب منك نال زادًا من طمأنينة تكفي لكلّ الطريق..

لحظة الخبر ما زالت تجرّحنا.. تنتزعُ من شرودنا في الصّور تمتمات اللهفة وصرخات الغضب.. تثخننا بالألم المتواصل، تدمينا وتُبكينا، وبعضُ البكاء وضوءٌ وطهر، وكلّ البكاء رضًى وتسليم..

الكلمات المفتاحية
مشاركة