سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تصريحات وزير الحرب الأميركي لويد أوستن في ختام زيارته إلى أوكرانيا والتي قال فيها: "إن الهدف الأميركي هو "إضعاف" روسيا كي تفقد الأخيرة القدرة على "غزو بلد مجاور"". 

واعتبرت الصحيفة أنّ التصريحات هذه تشكل اعترافًا بتحول مسار النزاع بحيث أصبحت واشنطن تلعب دورًا مباشرًا أكثر ضد موسكو، وأضافت أنّ "كلام أوستن من شأنه أن يعزّز قناعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الحرب تهدف إلى إضعاف قوة روسيا وتقويض الحكومة الروسية". 

وتابعت الصحيفة أنّ "أوستن وغيره من المسؤولين الأميركيين ومن خلال الحديث عن إضعاف الجيش الروسي باتوا يتكلمون بشكل أوضح عن المستقبل الذي يتوقعونه والذي يتمثل بصراع على القوة والنفوذ مع موسكو يستمر سنوات ويشبه من نواحٍ معينة ما وصفه الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي بأنه "صراع الشفق" مع الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة". 

كذلك نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم "إن كلام أوستن يعكس قرارًا اتخذته إدارة بايدن وأقرب حلفائها بالحديث بشكل أكثر علنية وتفاؤلًا حول إمكانية نصر أوكراني خلال الأشهر المقبلة بينما تنتقل المعارك إلى المناطق الجنوبية والشرقية في أوكرانيا"، ولفتت الصحيفة الى أن "الاستراتيجية تهدف إلى توجيه رسالة مفادها أن "مغامرة الجيش الروسي" ستكون مدمّرة وأن بوتين لا يمكنه مواصلة القتال" وفق قولها. 

وفي الوقت نفسه، قالت الصحيفة: "إن السؤال المطروح هو ما إذا كانت ستنجح الاستراتيجية التي وصفها أوستن"، وأشارت في هذا السياق إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين منذ عهد الرئيس الأسبق هاري ترومان حاولوا الضغط على كوريا الشمالية من خلال فرض العقوبات، الا أن الأخيرة باتت تملك اليوم أكبر ترسانة نووية في تاريخها. 

كما لفتت الصحيفة في هذا السياق إلى ما كان قاله الرئيس السابق دونالد ترامب عن إجبار إيران على المفاوضات من خلال فرض العقوبات المشددة، منبهة إلى أن هذه الاستراتيجية أيضًا لم تنجح. 

وأضافت الصحيفة "أن معاوني بايدن يقولون إنهم يدركون أن العقوبات وحدها لا يمكن أن تحقق الهدف المرجو، وأن المطلوب هو مزيج من العقوبات والضغط العسكري والعمل الدبلوماسي"، وبينما قالت: "إن ذلك يعد مهمة صعبة في التعاطي مع دول صغيرة، نبهت من أن المهمة تصبح أكثر خطورة بكثير مع دولة بحجم روسيا تملك الأسلحة النووية".