اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي #أوقفوا_المذبحة.. حملة على "تويتر" لدعم معتقلي الرأي في السعودية

نقاط على الحروف

هل يفعلها نتنياهو؟
نقاط على الحروف

هل يفعلها نتنياهو؟

أروقة السياسة العالمية مكتظة بالأحداث والصراعات الناشئة التي لا مصلحة لأحد في تأجيجها
5083

د. علي أكرم زعيتر

ماذا بعد فوز بنيامين نتنياهو بأغلبية المقاعد في الكنيست الإسرائيلي؟ هل سيجرؤ على تنفيذ تهديده السابق بالانسحاب من تفاهم تعيين الحدود البحرية للبنان؟

إذا توخينا الإثارة والتشويق في إجابتنا، فسوف نجيب سريعًا وبلا تردد: نعم، سيفعلها نتنياهو.

أما إذا توخينا الواقعية والدقة، فسنقول: لا، لن يفعلها نتنياهو، لأن للرجل حسابات أخرى أكبر من مجرد وعود انتخابية أطلقها على مسامع ناخبيه في لحظة تسرُّع. فما هي تلك الحسابات؟

يحسب نتنياهو الحساب، أولًّا وأخيرًا، لأمِّه الحنون ومدبِّرة شؤونه وراعية كيانه في المنطقة الولايات المتحدة الأميركية، فأميركا حتى الساعة ترفض أي مساس بالاتفاق، وذلك لأسباب:

ــ أولًّا، لأنها هي ضامنة الاتفاق وراعيته، ومن شأن المساس به الإضرار بهيبتها وبصورتها، كدولة عظمى تدير شؤون العالم.

ــ ثانيًا، لأن الظروف الراهنة لا تسمح بأي عبث صهيوني يمكن أن يؤدي إلى إشعال حرب في المنطقة، بالتزامن مع العملية العسكرية الروسية الدائرة في أوكرانيا.

إن الولايات المتحدة وشقيقاتها الأوروبيات يخشَين بشدة من تفاقم أزمة الطاقة العالمية، إذا ما تفجرت أي حرب في المشرق العربي، أو في عموم منطقة غرب آسيا، لا سيما وأن هذه المنطقة تعد خزان العالم النفطي والغازي.

وقبل هذا وذاك يحسب نتنياهو أيضًا حسابًا لصواريخ حزب الله ومسيّراته الانتحارية وغير الانتحارية، وقبل كل أي شيء آخر لمقاتليه الجاهزين والمدربين.

فالرجل يعلم جيدًا أن سنوات الحرب السورية أكسبت مقاتلي حزب الله تجارب فاعلة، ولا نخال أن هناك تجربة عسكرية في العالم يمكن أن تضاهي تجربة الحرب الواقعية، أو أن تُكسب المقاتل أي مهارات فائقة، كما هو حال الحرب الواقعية.

إن أروقة السياسة العالمية مكتظة بالأحداث والصراعات الناشئة التي لا مصلحة لأحد في تأجيجها. لذا فإن إقدام نتنياهو على خطوة غير محسوبة النتائج من قبيل التراجع بملف تعيين الحدود البحرية من شأنه أن يعقّد الأمور في المشرق العربي والشرق الأدنى عمومًا ويذهب بها نحو الحرب، وهذا ما لا قِبَل لـ"إسرائيل" وأميركا وأوروبا به، لا سيما في ظل أزمة الغاز التي تعصف بأوروبا.

وعليه نقول لبعض الأفرقاء اللبنانيين المتخوفين من تنفيذ نتنياهو لوعوده الانتخابية: لا داعي للهلع، فالرجل يعلم مقدار خطوته جيدًا.. ويعلم ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج وخيمة لا تحمد عقباها.

مشاركة