اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي فرنسا: جرحى أغلبهم أطفال في هجوم بسكين في أنسي

مقالات

اسماعيل ناصر.. نموذج مقاومة الشعب
مقالات

اسماعيل ناصر.. نموذج مقاومة الشعب

مشهد موقعة التلال المحتلة في كفرشوبا هو رسمٌ أساسٌ للمعادلة الذهبية جيش – شعب – مقاومة
1983

خليل نصر الله

مشهد تصدي المواطن اللبناني اسماعيل ناصر ابن بلدة كفرشوبا الجنوبية لجرافة إسرائيلية معادية داخل الأراض المحتلة، لم يكن حالة انفعالية أو حتى تسجيل موقف عابر، بقدر ما عبّر عن الانتماء لهذه الأرض من جهة، ومن جهة ثانية لروحية المقاومة التي باتت متجذرة في النفوس والوجدان.

مشهد موقعة التلال المحتلة في كفرشوبا هو رسمٌ أساسٌ للمعادلة الذهبية جيش – شعب – مقاومة، والشعب هو الركن والعماد، واسماعيل كان الركن الذي منه تستمد عبر وعبر.

من ذات الروحية التي جسدها اسماعيل، وهو ثابت بمواجهة اندفاعة جرافة العدو دون أن ينهز وقد انغرست أقدامه بالتراب، كانت الطلقات الأولى بمواجهة الاحتلال لفئة ثبتت الانتماء لهذه الأرض عقيدة، فزرعت فيها من دماء وفلذات أكباد، لتكبر تلك الفئة وتتعاظم مكللة بالإرادة الوطنية، وتبني قوة باتت تقف للعدو ندا في أي ساحة اشتباك.

من روحية اسماعيل انطلقت المقاومة، وخلف اسماعيل اليوم تقف مقاومة، ثبتت في نفوس الجنوبيين خصوصًا واللبنانيين عمومًا، روحية المواجهة، ثابت بلا خوف أو وجل، والعين البصيرة نحو الأمام دومًا، لا تراجع مهما كان الثمن.

ما حصل في موقعة التلال المحتلة، يعطي درسًا لكل من يشكك بجدوى المقاومة، إن لجهة ما زرعته في نفوس اللبنانيين خصوصًا ممن يثبتون عند الحدود أو خط المواجهة، أو لجهة صعوبة سلخ المقاومة وجدواها من النفوس.

من كان يشكك بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، يكفي أن ينظر إلى شموخ وعيني ذاك المواطن اللبناني العربي الجنوبي، لترتسم أمامه مشهدية واحدة: نحن شعب لا يقهر ولا يتراجع أمام تثبيت الحق، ومن كان مع الحق كان الله معه.

ومن يقلل من أهمية مقاومة اسماعيل الذي واجه الجرافة بحجر فردعها، عليه أن يعيد الحساب ألف مرة، لأن خلف الثبات قوة من شقين: مقاومة تتربص بالعدو، ومقاومة متجذرة في النفوس.

أمام كل ذلك، لا بد من استحضار المقاومة المسلحة المقاتلة التي ترسم المعادلات، فكل مواطن يقف اليوم عند الحدود يعلم أن خلفه وبجانبيه مقاومة تقدسه، لا يمكن أن تسكت عن المس بالأذى، ويمكن أن نقول إن تلك القوة المقاومة هي من أعطت دفعًا أكبر لترسيخ فكرة تفيد بأن كلفة المواجهة أقل من كلفة الاستسلام.

نختم ونقول: إن المقاومة روحية، والروحية عقيدة وإيمان وانتماء، والانتماء لا يحمى إلا بالإعداد والاستعداد، والاستعداد لا يتوقف، وما أيامنا إلا مقاومة، وخلف كل موقف ووقفة وعمل ونصر مقاومة.

مشاركة