اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي القسام تسلّم جثمان الأسيرة الصهيونية شيري بيباس للصليب الأحمر

نقاط على الحروف

حيَّ على العزاء.. حيّ على الحزن الثوري المعظَّم.. 
نقاط على الحروف

حيَّ على العزاء.. حيّ على الحزن الثوري المعظَّم.. 

2445

 رُفعت رايات الحداد، والحشرجات المختنقة في أصوات أهل الحبّ تهيأت للعبور إلى مسارات الآخِ المرصّعة بالعزّة.. 
كلُّ البيوت اليوم بيت عزاء، وكلُّ القلوب مآتم.
كلُّ العوائل أهل الشهيد، والحداد لون كلُّ العيون.
فوح الشوق من أنفاس يتاماك سيّدي صار كرائحة خبز الفجر في قرانا.
اليوم، نلوذ من برد الفراق بدفء الصّور.. 
نحدّق في الدقائق وهي تسير نحو الموعد ونسري خلفها.. حتى الزمان يستعجل لقياك يا سيّد، فيهرع نحو نعشك ونتبعه.. 
يوم الأحد، سنأتيك يا روح روحنا، بأجفان مجرّحة بنصال الدموع.. بضلوعٍ مهشّمة تحت ثقل الفقد.. بقلوب لولا رحمة الله تناثرت من هول المصاب.. سنأتيك بكلّ ما زرعتَ فينا من ورد العزّة وزهر الصّبر الفوّاح والحبّ.. 
لو أمكن للعين المجرّدة أن ترى ما في القلوب، لشهد كلّ أهل العالم مواقد الجمر المتوهجة في صدور العاشقين.. لاستدفأت الأرض كلّها بألف تنّور نبت في كلّ عين فاقدة.. لو أمكن للعين أن ترى ما خلف الحجاب، لرأينا جيش الشهداء يتهادى حول نعشك، منذ كربلاء حتى يومنا هذا.. بل منذ بدر وأحد والخندق.. ولو أمكنها، لرأينا عباءة الزهراء (ع) تظلّل نعشيّ حفيديها الشهيدين السيّدين الأمينين.. 

اقترب الموعد إذًا، وصرنا على مقربة من اللقاء.. وردُ الضريح قلوبنا، يا ابن قلوبنا وأبيها.. 
سنحضر كلّنا.. ليس فينا من يخشى في لهفته إلى السيد لومة لائم أو تهديد لئيم.. 
سنحضر كلّنا.. نحن الذين أعزّنا الله بحبّك، لا كي نودّعك، بل كي نودِع عند حواف نعشك كلّ روحنا، ونتركها تهتف بولائية زلال أن لبيك يا سيّدنا.. لبيك شهيدًا.. لبيك وليًّا.. لبيك قائدًا فيه من الحضرة النبويّة سمات، ومن العزّة العلوية التماعات، ومن الثورة الحسينية آيات.. لبّيك عزيزًا تشهد له زينب (ع) بأنّه صان المقام وأقسم ألّا تُسبى مرّتين.. لبّيك كريمًا من بيت جنوبيّ حوى كلّ طهر عاملة، وحنان عاملة، وحكمة الجبل الأمين.. 

يوم الأحد، سنواري الشمس وصفّي نورها في الثرى.. والتراب أيها الحبيبان مزيجٌ من فتات قلوبنا وحزنها الثائر.. 
يوم الأحد، سيبرز الحقّ كلّه على مرأى العالم.. سيمكن لأي مشاهد من أهل الأرض أن يرى اجتماع قلوب أهل الشرف الأممي.. 
يوم الأحد، سيرثي المستضعفون في الأرض الأمين على مواجعهم وصفيّه الهاشميّ المؤتمن.. 
يوم الأحد، سيحضر إلى موقع التشييع كلّ حرّ استطاع إلى الحضور سبيلًا.. وسيكون في أصقاع الأرض ألف ألف من القلوب الملهوفة للحضور وما استطاعت..
يوم الأحد، ستتلو أصواتنا نداء أن حيّ على العزاء.. أن قوموا إنّ النبأ عظيم.. أن حزننا الثوري ليس يطفئه الزمان ولا يكفكفه الدّهر.. 
يوم الأحد، لنا مع الفجر موعدٌ.. سيرانا العالم كلّه ونحن نسيّل الأفئدة ماءً على التربة المشرّفة.. وسيعلم من عادانا أنّ هذا الدم ليس كأيّ دم.. وأنّنا نفخر بقادتنا الشهداء، وأنّنا ما رأينا، والله، إلّا جميلًا...

الكلمات المفتاحية
مشاركة