عين على العدو

العناوين الرئيسة كانت عاصفة في وسائل الإعلام في العالم، الليلة الماضية (الأربعاء)، عندما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية كان مخطّطًا له في "إسرائيل"، وهو الهجوم الذي كان من المفترض أن يُنفّذ، لكن من أوقفه، بشكل مفاجئ، لم يكن سوى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
رئيس القسم السياسي والأمني السابق، في وزارة الحرب الصهيونية، اللواء (احتياط) عاموس جلعاد أجرى مقابلة مع الإذاعة "الإسرائيلية 103FM"، عن التقرير الدرامي، وفاجأ المُذيعين عندما صرح بأنّه لم يُفاجئ على الإطلاق من موقف ترامب، وقال: "هذا هو نهجه الأساسي، وهذا أسلوبه في حلّ الأمور بطريقة دبلوماسية وسياسية"، مشيرًا إلى أنّ هناك تحشيدًا هائلًا للقوات العسكرية الأميركية، لكنّ ترامب يُفضّل الخيار السياسي".
وأضاف جلعاد: "لقد وصلوا إلى مستوى خطير، وإذا استطعنا ضربهم عسكريًّا، فهذا رائع؛ ولكن وفقًا لما ورد، فنحن بحاجة إلى الولايات المتحدة. كان هناك نقاش داخلي، لكن من يقرّر هو الرئيس، وهو القائد الأعلى لجميع القوات المسلحة الأميركية". وتحدّث جلعاد عن هذا؛ لاعتقاده بأنّه إذا جاء التسريب من مصادر "إسرائيلية"، فهو يُلحق ضررًا حقيقيًا بأمن "الدولة" (الكيان)، وفقًا لزعمه. وقال: "هذا التسريب خطير للغاية، لأنه يُضر بقدرتك على تشغيل خطط سرية. لا أعرف من سرّبه، ربما تكون هذه معايير سياسية أو محاولة لتخويف الإيرانيين".
وتابع: "تسريب مثل هذه الأمور يُعدّ سلوكًا إجراميًّا. وبصفتي شخصًا تعامل مع إيران على مدى عقود، فإنّ تسريب الخطط العسكرية أمرٌ فظيع ومُهدّد، حتى مع إمكان إيجاد بديل دائمًا. هذا الأمر لا يُمثل أي منطق استراتيجي، ولا يُخيف الإيرانيين، وآمل أن يجدوا من فعل ذلك، حتى لو من فعل ذلك في "إسرائيل".
في ما يتعلق باحتمال شنّ "إسرائيل" هجومًا حقيقيًا، قال جلعاد: "ما هو الذي يُسمى هجومًا؟ ما الثمن؟ حتى الآن، لم تتجاوز إيران عتبة الأسلحة النووية، مع أنّها على بُعد أسبوع من التخصيب إلى القنبلة. مرحلة الانتقال إلى التخصيب العملي لا تستغرق سوى أسبوع أو أسبوعين. أما السلاح الذي يحمل قنبلة في رأسه فيستغرق وقتًا أطول. اليوم، هم دولة على عتبة السلاح النووي، وهذا أمرٌ مُريع".